روبير الفارس
في حالة حلوة تشهدها الساحة الأدبية وتواكب انتشار الروايات وهي
الكتابة بكثرة عن الأقباط وده في حد ذاته شئ جميل جدا .لكن يا خسارة الطبخة بتبوظ
عشان شوية ملح .والملح هنا هو المعلومات السليمة اللي بتبني عليها خيال رواية .أنت
حر ككاتب في خيالك بس المعلومات مينفعش تكون غلط وخاصة مع سهولة الحصول على
المعلومات الآن ، وده بيخلينا نشوف في الأمر كسل من بعض الأدباء وبلاش نقول جهل
بالآخر .والأمثلة كثيرة تستحق دراسة شاملة وفي البوست دا هاكتب بعضها ويارب محدش
يزعل
- في رواية بيت
القبطية للمستشار أشرف العشماوي وهو أديب ممتاز الرواية بتدور حول الست هدي حبيب
وهي متزوجة من مسلم وبتهرب من بلدها الي بلد أخري وهناك الكنيسة بتزوجها كده
ببساطة وطبعا الرواية زمنها حديث .وعشان حد يتجوز في كنيسة لازم بيجب شهادة من
بلدة اسمها شهادة خلو الموانع وده بتطلعها كنيسته وبتوقيع أب اعترافه بتشهد خلوه
من الموانع اللي أهمها أنه مش متجوز .الحدث ده رئيسي في الرواية وبتبني عليه باقية
الأحداث .والغريب أن لما الأحداث بتطور وزوجها الاولاني اتهمها بالزنا لم يشمل
الاتهام قيام الكنيسة بتزويجها ثاني وده فيه تزوير من ناحية أخرى.
-
كمان لاحظت أن فيه كنيسة في قرية الأحداث واسمها الطايعة اسمها
كنيسة النور وأنا اعرف مسجد النور في العباسية. لكن كنيسة النور ديه جديدة خالص
خاصة أن الكنائس الأرثوذكسية تسمي بأسماء قديسين والكنائس الإنجيلية تسمي بأسماء الأماكن
.
- في رواية شوق الدراويش لحمور زيادة يصف الراهبة التي تقوم برحلة
تبشيرية للسودان بأنها راهبة أرثوذكسية والراهبات الارثوذكسيات لا يخرجن من
اديرتهن ولايقمن بمثل هذه المهام وطبعا الكاتب يقصد راهبة كاثوليكية وقد التقيته
صدفة بمعرض الكتاب وشرحت له الفرق وتقبل الأمر بكل ترحاب .
- في رواية قطار الصعيد ليوسف القعيد تتجوز قبطية من شاب عنين عاجز
جنسيا و تقيم علاقة مع آخر ثم تقتل زوجها والآخر وتصور الرواية أنها لا تستطيع
الطلاق وهذا غير صحيح لأن الكنيسة تسمح بالطلاق أو بطلان الزواج في هذه الحالة .
- في رواية أحوال مظلوم لسعيد نوح يتحدث الكاتب عن تحول عائلة
قبطية أرثوذكسية الي الطائفة الإنجيلية ويتحدث عن راهبة إنجيلية وللعلم لا توجد
رهبنة في الطائفة الإنجيلية أطلاقا لا رهبان ولا راهبات .
- وكما ذكرت الأمثلة تفوق الحصر ومنها كاتب في رواية قدم الراهب
باعتباره من رجل الكهنوت اي يمارس أسرار الكنيسة ومنها سر الاعتراف وللعلم أن
الراهب مادام لم يرسم قسا فهو شخص عادي وليس كل راهب حاصل على درجات كهنوتية وهناك
كاتب اخر خلط بين سر المعمودية وصلاة الحميم وتحدث عن المعمودية باعتبارها عملية
استحمام في طشت المثير للدهشة أن هناك نقاد تغيب عنهم المعلومات الصحيحة فيكتبون
مقالات تشيد بالروايات بل وبعضها حصل على جوائز . فلماذا لا يتعب السادة الأدباء
قليلين ويبحثون بصورة كافية عما يكتبون لتبني رواياتهم علي معلومات صحيحة
0 تعليقات