الفهود…. بلدة الطيبين

 

 

عز الدين البغدادي

 

في التعبير العراقي يستعمل لفظ "فقير" للدلالة على ضعف الحالة الاقتصادية للفرد وأيضا على الإنسان الطيب، ويمكن لك أن تقول بان أهالي الفهود هم فقراء بالمعنيين معا، وإلا فإنهم أهل كرم وعزة نفس ومروءة.

 

سميت الفهود بهذا الاسم كما قيل نسبة إلى شيخ أو شخص يدعى فهد وهو أول شخص سكن المدينة، وقيل بل سميت بذلك نسبة إلى كثرة حيوان الفهد في المنطقة آنذاك. وهي تبعد الفهود عن مركز الناصرية بنحو 65كم شرقا وكذلك تبعد عن مركز قضاء الجبايش بنحو 35كم.

 

تعتمد في اقتصادياتها على الزراعة وصيد السمك ويعتمد قسم كبير منها تربية الجاموس والأبقار والأغنام، وتتواجد فيها صناعات أولية يدوية كصناعة البسط والسجاد. وعلى الرغم من احتواء المدينة على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية؛ إلّا أنها تعاني من الإهمال وعدم استثمار طبيعتها في الجانب الزراعي أو السياحي.

 

وهي من جملة مراكز البطائح فهي مرتبطة بالتاريخ الحافل بالشجاعة والدفاع عن الأرض، وكانت عشائر الفهود من ضمن عشائر بني خيكان التي اشتركت في مكافحة الاحتلاليين العثماني والانكليزي، وقد اشتركت الفهود في إحداث عام 1925 التي اجتاحت فيها الجماهير منطقة سوق الشيوخ بثورة عارمة ضد الحكم الملكي انذاك. كما برز دورها في موقفها من النظام البائد في 1979، و1991.

 

هذا القضاء قضاء محروم، ربما لا يعرفه كثير من العراقيين، كانت الفهود قرية تابعة الى قضاء سوق الشيوخ، ثم تحول عنوانها الإداري الى ناحية سنة 1961 الحقت بقضاء الجزائر (الذي سمي لاحقا الجبايش)، ثم في سنة 2018 صارت قضاء. وعلى مر العهود بقيت مدينة فقيرة تعاني من ضعف الخدمات، قرأت أو سمعت مرة ولا اذكر للأسف المصدر ان الرئيس العراقي السابق احمد حسن البكر في إحدى جلسات الحوار مع الأحزاب الكردية في شمال الوطن طالب بان تكون إحدى الاجتماعات في ناحية الفهود حتى يرى القادة الاكراد وضع هذه المناطق الجنوبية ويقارنوها بمناطقها الأفضل عمرانيا بكثير.

 

تم إيصال الكهرباء إليه في السبعينات، كما جهزت الناحية بالماء الصافي من مشروع ماء الفهود الموحد الذي أفتتح سنة 1977. كان لشباب الفهود دور هام وكبير في انتفاضة تشرين، كما برزت اسمها قبل أيام من خلال موقف إنساني جميل حينما خرج أهل الفهود لتشييع المواطن المصري سيد محمد الذي عاش معهم منذ 1980، تعبيرا عن نبلهم وسمو أخلاقهم العربية الأصيلة.