عز الدين البغدادي
في الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم 13 شباط سنة 1991 أي في مثل
هذا اليوم، وأثناء العدوان الأمريكي على العراق، قام سلاح الجو الأمريكي بواحدة من
أبشع جرائمه في سلسلة جرائم الابادة البشرية ضد العراقيين عندما عمدت طائرتان من
نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير الملجأ بقصف ملجأ العامرية الذي كان يلجأ
إليه مئات العراقيين للاحتماء من القصف الإجرامي، وهو ما أدى إلى مقتل 409 مدنيٍ
عراقيٍ معظمهم من كبار السن والنساء والأطفال ( من بينهم 261 امرأة واثنين و50
طفلا) ونجا من الموت 11 شخصا.
ما حدث كان شيئا مرعبا، فرن صهر فيه مئات البشر، نعم.. هكذا كان
الأمر فقد اختلطت الأشلاء بأنقاض الملجأ، ولم يستطع أحد أن يستوعب الموقف، وهول
الفاجعة... ما حدث كان أشبه بفيلم رعب، فبعد محاولات متتالية تمكن رجال الدفاع
المدني من تكسير الأبواب ودخول الملجأ، لكن بعد فوات الأوان، فقد كان المشهد في
الداخل لا يوصف.
الهجوم تم باستخدام أسلحة "ذكية" يتم توجيها والسيطرة
عليها، اي ان الجريمة لم تقع بسبب خطأ حربي. بل كانت جريمة مكتملة الأركان تضاف
الى جرائمها الكثيرة بحق العراق شعبا ووطنا.
(ملاحظة: الفنان والطبيب العراقي الكبير د. علاء بشير زار موقع
الحادث بعد الانفجار بساعة وشاهد أهوال الانفجار وبشاعته وقد قام بالتعبير عن
الحدث بنصب تذكاري عمل عليه لمدة سنة بارتفاع
0 تعليقات