آخر الأخبار

فقه القرآن : الضرار بين المسجد والأفكار ..

 

 


 

 

علي الأصولي

 

ذكروا أن غاية تأسيس مسجد ضرار هو لأجل التخريب والتأمر على المسلمين ومتبنياتهم العقدية والسلوكية الأخلاقية التي نادى بها الإسلام ورسوله(ص) ولذا جاء التنبيه مبكرا بعد أن حاول المؤسسون اخذ وانتزاع المباركة التأسيسية من النبي الأكرم(ص) إلا أن الله عز وجل قطع عليهم الطريق بقوله { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ. أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } التوبة/ 110:107

 

هذه هي قصة المسجد وفكرته ومشروعه وفضح الله أعمال الأفكار الابليسية التي حاولوا اخفائها خلف عنوان المسجدية آنذاك،

 

نعم: ويمكن تعميم الضرار لطول وعرض المساجد قديما وحديثا بشرط موافقتها ومنهجية النفاق ونحو ذلك،

 

وبملاحظة وحدة الملاك والغاء الخصوصية، يمكن أن نفهم ونعمم أن كل الآراء والأفكار والرؤى والنظريات والمباني بمعزل عن بيانات القرآن الكريم وبيانات المعصوم، يمكن اعتبارها مظهرا من مظاهر الضرار وكل داعية تختلف منطلقاته ومرتكزاته وما عليه القرآن ومحمد وآل محمد فهو كمسجد ضرار حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل، وكيف كان: ان كان حكم مساجد ضرار التهديم فحكم أفكار ونظريات ضرار المواجهة والتحجيم الحجة بالحجة والدليل بالدليل والفكرة بالفكرة إلا من اعتدى والى الله تصير الأمور ..

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات