سيد علي سيد
دخلت المسيحية مصر علي يد مرقص الرسول عام
جاء مرقص إلي مصر و أقام بالإسكندرية، و قام بكتابة أحد الأناجيل
المعترف بها حالياً و هو إنجيل مرقص سنة
و لكن المسيحيون الذين اتبعوا مرقص الرسيول ما لبثوا أن تعرضوا للاضطهاد
علي يد الرومان الوثنيين الذين قبضوا علي مرقص الرسول و سجنوه و عذبوه حتي مات سنة
تعرض المسيحيون في مصر للاضطهاد علي يد الرومان الوثنيين، و بلغ
الاضطهاد ذروته في عهد الإمبراطور الروماني دقليديانوس عام 284 م، لذلك سمي عصره
بعصر الشهداء لكثرة ضحايا الاضطهاد، و به يبدأ التأريخ القبطي.
و ظلت الأمور علي هذه الحال حتي تولي الإمبراطور قسطنطين العرش في
روما سنة 306 م، حيث أجاز اعتناق الديانة المسيحية في إمبراطوريته عام 313م، و
بذلك انتهي عصر اضطهاد المسيحيين في مصر لفترة قصيرة.
بعد أن أصبحت الديانة المسيحية هي الديانة السائدة في كل أنحاء
الإمبراطورية الرومانية و منها مصر، بدأت بوادر الانشقاق في صفوف الكنيسة عندما
دعا الإمبراطور قسطنطين لاجتماع مختلف رجال الدين من كل أنحاء الإمبراطورية
للاتفاق علي تحديد طبيعة السيد المسيح.
و كان أريوس في الأسكندرية قد بدأ في الدعوة لمذهبه القائم علي عدم
إلوهية السيد المسيح، فقام البطريرك الاكسندروس بتجريده من منصب الكهنوت، و أُحرقت
كتبه و شطبت تعاليمه.
و ظل الاختلاف سائد في الإمبراطورية بين ثلاث فرق، فرقة بزعامة
أريوس تقول بإنسانية السيد المسيح و ترفض ألوهيته، و فرقة ثانية يتزعمها
الإمبراطور قسطنطين تقول بأن المسيح له طبيعتان دون اندماج هما طبيعة إلاهية و
أخري إنسانية، و الفرقة الثالثة متمثلة في الكنيسة في مصر و الشام تقول بأن المسيح
له طبيعة واحدة هي طبيعة إلهية.
و كانت اللحظة الفاصلة في تاريخ الكنيسة المسيحية هو اجتماع رجال
الدين المسيحي في مجمع خلقدونية الذي عقد عام
و كان نتيجة التصويت الذي حدث في المجمع انتصار الفرقة التي تقول
بطبيعتين للمسيح، واحدة إلهية و أخري إنسانية. و لكن الكنيسة الشرقية في مصر و
الشام التي كانت تقول بوحدة طبيعة المسيح الإلهية رفضت قرارات المجمع، و انفصلت عن
كنيسة روما و كونت الكنيسة الأرثوزكسية، بينما كونت الفرقة الثانية المنتصرة في
المجمع الكنيسة الكاثوليكية في روما.
أما أتباع فريق طبيعة المسيح الإنسانية فقد تعرضوا للاضطهاد في كل
أنحاء الإمبراطورية و رفضت تعاليمهم من قبل الإمبراطورية الرومانية التي وضعت
ثقلها خلف المذهب القائل بوجود طبيعتين للمسيح.
و نتيجة لهذا الانقسام الذي حدث في الكنيسة عاد الرومان إلي اضطهاد
المصريين المخالفين لهم في المذهب، و ظلت الأمور كذلك حتي جاء عمرو بن العاص لمصر
فاتحاً عام 641 م، فأطلق للمسيحيين حرية الاعتقاد بمذهبهم، و أوقف سياسة الاضطهاد
و المطاردات لرجال الدين الميسحي.
والصورة البابا كيرلس السادس يتسلم رفات رأس القديس مرقص من
الفاتيكان عام 1968م فى حضور إمبراطور أثيوبيا هيلا سيلاسى
المراجع:
- النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة، أبو المحاسن يوسف بن تغري
بردي، تعليق محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت ،
- مشاكل الأقباط في مصر و حلولها، نبيل لوقا بباوي، 2001
- موجز تاريخ المسيحية، الأنبا ديوسقورس، مكتبة المحبة،
0 تعليقات