آخر الأخبار

أما وأنتم بصدد تصفية الحديد والصلب فتحملوا التبعات

 




 

بقلـم دكتور مهندس / نـادر ريـاض*

 

رجل صناعة ورئيس مجلس الأعمال المصري الألماني

 

 

إن عصا التغيير بيد الرئيس السيسي والتي تحول مصر حالياً إلي دولة حديثة في مصاف الدول المتقدمة لن يستعصى عليها أن تطلق الايجابيات لتحديث هذا المصنع العملاق ليصبح قوة دافعة للصناعات المصرية القومية...

 

أولاً : سبق أن أوضحنا أن معادلة الربح والخسارة تتمثل فى الآتي :

 

1- طاقة الإنتاج المعمول بها حالياً تمثل ثلث الطاقة الكاملة للمصنع ولا ينجم عنها إلا امتداد لمسلسل الخسارة .

 

2- مضاعفة الإنتاج المعمول به حالياً وصولاً إلى ثلثي الطاقة الإنتاجية الكاملة يصل بنا لنقطة التعادل أي اللا ربحية واللا خسارة.

 .

3- مضاعفة الطاقة الإنتاجية المعمول بها حالياً ثلاثة مرات يصل بنا إلى الطاقة الكاملة للإنتاج وبالتالي إلى نطاق الربحية المؤكدة والقابلة للزيادة .

 

ثانياً : إن خام الحديد والصلب المصري يحتاج فقط لخط إنتاج لزيادة تركيزه ليصل للنسبة المقبولة عالمياً في صناعة الحديد والصلب وهى 60% فما فوق وحتى ذلك الحين يمكن رفع نسبة التركيز بإضافة حوالي 10% إلى 15% خامات مستوردة .

 

ثالثاً : أثبتت الممارسة الفعلية أن أسعار مصنع الحديد والصلب هو رمانة الميزان فى توازن أسعار الصلب فى مصر ، وأنه الأداة الوحيدة فى يد الدولة لتحجيم انفلات أسعار الصلب وهو ما تنتظره شركات القطاع الخاص جميعها دون استثناء لتحقق طموحاتها من العمل فى أجواء احتكارية لصالحها اعتماداً على إنفلات الأسعار دون رقيب وهى المصانع التى تستورد خاماتها بالكامل من الخارج .

 

أي أنها صناعة تحويلية لا تعتمد على مقومات صناعية لها خامات مصرية وقيمة مضافة مصرية ينبغي أن نحرص عليها حرصنا على التراب الوطني ذاته .

 

رابعاً : كما يعلم الجميع فإن إنتاج شركة الحديد والصلب المصرية يقوم على أربعة أفران لافحة متهالكة تشكل طاقتها الإنتاجية الكاملة ، إلا أن واقع الأمر يعتمد على فرن واحد لإنتاج الحديد ، بينما تبقى الثلاث أفران أخرى معطلة ويتم إصلاح إحداها على التوالي لحين تعطل الفرن الذي يعمل ، إذ أن عمليات الإصلاح تتم سطحية وغير جوهرية لضعف الإمكانيات المادية .

 

خامساً : نعلم جميعاً أن الخسائر الكبيرة المتراكمة عبر السنين والتي تقف عقبة كئود أمام أي فكر إصلاحي هي خسائر تاريخية لا علاقة لإدارة المصنع الحالي بها ، وأن أي خطة إصلاحية تبدأ من شطب هذه الديون التاريخية وتوفير رأس المال العامل والمد بخطوط إنتاج حديثة تتكامل مع خطة رفع الطاقة الإنتاجية الحالية لتصل للطاقة الإنتاجية الكاملة .

 

وبذا فإن تعاملات المصنع فى صورته الجديدة ستتحرر من التاريخ السيئ من عدم الوفاء بمصاريف التشغيل مثل الكهرباء والغاز والفحم والرسوم الجمركية وكلها من معطلات الإنتاج وتحقيق أي انطلاقة مرجوة .

 

سادساً : حتى لا يقع العبء لذلك على الدولة بالكامل فقد كان الأجدى أن يتم طرح جانب من أملاك هذا المصنع الشاسع الأرجاء من أراض عالية القيمة تصب قيمتها فيما توفره الدولة من خطة إصلاح ونهوض بهذا المصنع الوطني العملاق.

 

سابعاً : نذكر مجدداً أن مصنع الحديد والصلب المصري الوطني هو الوحيد الذي ينتج ألواح الصلب المخمد المعد للسحب العميق الذي تحتاجه صناعة أوعية الضغط والذي يتمتع بقابلية ممتازة للحام دون باقي المصانع ، كما أنه الوحيد الذي ينتج الزوايا الصلب والقطاعات المختلفة وقضبان الترام وسكك حديد المناجم دون غيره من المصانع ، هذا بالإضافة لحديد التسليح .

 

أما وأنتم بصدد تصفية الحديد والصلب فتحملوا التبعات

مما سبق ، أما وقد رأينا العصا السحرية التي يمسك بها الرئيس السيسى ليحقق المعجزات فى كل مناحي الاقتصاد والبنية الأساسية محققة الأحلام والطموحات بأسرع مما يمكن استيعابه ، وكل ذلك أمام دهشة وإعجاب العالم بذلك الزعيم الذي سيحقق لوطنه آفاقاً لم يسبق أن وصل إليها تحت أية زعامة سابقة من قبل وفى زمن يسابق سرعة الصوت.

 

فلنا رجاء لازلنا نتمسك بأهدابه وهو أن تتناول العصا السحرية مصنع الحديد والصلب لتحقق قيام هذا العملاق من كبوته ويدخل فى صناعة الصلب المخصوص الذي يستخدم فى صناعة المدرعات والدبابات والسفن والاستخدامات الخاصة لنعيد أحلامنا عن النهضة الصناعية الكبرى.

 

التي أرادها عبد الناصر وخطط لها العظيم عزيز صدقي،وجاءت نكسة 1967 لتقضى على أغلب هذه الطموحات بعد أن منعت عن أغلب المصانع المملوكة للدولة تنفيذ خطط الإحلال والتجديد لآلاتها ومعداتها .

 

أقول قولي هذا كنداء أخير أرجو ألا يرتد إلى صداه دون مجيب، ولى أن أطلق جرس إنذار من أن انفلات الأسعار بصورة متسارعة تفوق التوقع وستكون النتيجة الحتمية والفورية لتوقف مصنع الحديد والصلب عن الإنتاج وإهدار إمكانية إعادة تأهيله ليصبح كما نتمناه وترضى عنه طموحات القيادة السياسية التي نقف خلفها جميعاً كرجال صناعة مخلصين داعمين ومؤيدين للنهضة الشاملة التي تتبناها . وهناك كلمة نقولها بصوت خفيض إن مقاول الهدم لا يصلح لأعمال الترميم والإصلاح والتشييد و البناء ومن ثم إعلاء شأن البنيان.

 

…. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد .

إرسال تعليق

0 تعليقات