علي الأصولي
ذكرت في مقال سابق أن مقولة الاحتياط تارة تكشف عن حالة نفسية
ترددية ملازمة للفرد كثيرا أو قليلا بحسب الملكة وتارة تكون هذه المقولة كاشفة
كشفا انيا وورع صاحبها واجتناب تورطه في الشبهات الحكمية أو الموضوعية.
نقل عن الشيخ آية الله المعظّم حسين الحلي، أنه قال: قال أستاذنا
المرحوم النائيني، في إحدى المرات على منبر التدريس:
"يا أيها الطلاب ، لقد جاء المرحوم الحاج الملا علي الكني إلى
طهران (وهو صاحب الكتاب "القضاء" النفيس ، وكان معاصرا للشيخ الأنصاري ،
ومن أعلام الطلاب ، وربما كان قرينا للشيخ الأنصاري ، وكان العالم والمجتهد الأول
في طهران ، ومن أراد الاطلاع على علميته فليلاحظ كتابه "القضاء" فهو
كتاب معروف) ، وكان جميع علماء طهران خاضعين ومسلّمين له ومذعنين بأعلميته ،
فجاءوا إليه وطلبوا منه أن يتصدّى لأمور الناس لكي يرجع إليه الناس في أمر القضاء والمرافعات
ويبدي نظره ويقوم بفضل الخصومات".
"فأجاب المرحوم الحاج الملا علي الكني قائلا : إني لا أقوم
بهذا العمل لأني أشك في اجتهادي!!
إلى أن أتاه خمسون شخصا من مجتهدي طهران والنواحي الأخرى - ممن
يراهم مجتهدين - وشهدوا باجتهاده ، فعندها قبل الاقتراح .
أما أنتم أيها الجالسون والحاضرون في مجلس الدرس فلو جاءكم خمسون
شخصا من المجتهدين وشهدوا بأنكم لستم مجتهدين فلن تقبلوا ذلك وتدّعون الاجتهاد رغم
ذلك!! انتهى موضع الشاهد:
أجل: مع امكانية العالم المجتهد علي الكني وكتابه الشاهد على مدعاه
أن أراد وكونه مسلم الفقاهة عند العام والخاص إلا أنه تحوطه وعدم تقديم نفسه إلا
بعد أن اجبر بشهادات خبراء الصنعة والاشادة باجتهاده. وبالتالي قبل الجلوس وفض
النزاعات القضائية باعتبار ورعه واحتياطه فضلا عن اجتهاده.
نعم: ما عليك إلا أن تلتفت يمينا أو شمالا. ولسوف تجد في الجملة
هنا أو هناك. من نصب نفسه بلا حجة شرعية اصلا أو قام الاجماع المركب وعدم اجتهاده.
ومع ذلك ارسل منصبه واستحقاقه إرسال المسلمات. والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات