أحمد برهام
وزير الخارجية اللبناني: مصر أكثر دولة عربية مُلمة بخلافات
اللبنانيين وسبل حلها
فى الحقيقة أهم حاجه فى التصريح ده انه كان لجريدة لبنانيه اسمها
((نداء الوطن)) يعنى نقدر نقول انه موجه بالأساس للداخل اللبناني ، لا توجد هنا
مجامله دبلوماسيه للجانب المصري كما هو معتاد ومتوقع لو كان التصريح لجريده مصريه
!!
التصريح ده ، وبهذا الشكل يزعج الكثير من القوى الإقليمية التى
تعتبر لبنان شأنا مهما لها ، أو ملعبا أساسيا لسياستها الخارجية ، لان ببساطه ،
مصر وبأقل قدر من الجعجعة ، و بأقصى سرعه ، وربما اقل تكاليف ، أصبح لها نفوذ قوى
فى لبنان ، والاهم انه نفوذ محترم ومقبول من اغلب الفصائل ، إن لم يكن كلها ، ما
يجعلها صالحه للعب دور الوسيط بشكل مقبول ، على عكس اغلب القوى الإقليمية المنحازة
علنا !!
مصر لم تقع فى فخ الانحيازات الطائفية ، و موقفها هو دعم ((الدولة
والشعب اللبنانى))
ايه الدليل على الكلام ده ؟
الوزير اللبنانى بيقول نصا
"إن مصر لطالما أدت دورا إيجابيا وموقفها مترفع عن كل
الحساسيات الداخلية اللبنانية وهي لن تتردد في تلبية أي طلب مساعدة في أي وقت، غير
أنه في ظل انقسام داخلي لبناني، فإن القاهرة تترك المجال للتوافق الداخلي لكي
تبادر إلى دعم الحلول".
شىء مشابه بدأت تقوم به مصر من فتره مع ليبيا ، منذ أن أعلنت بوضوح
انه لا بديل عن (( حل سياسى)) ، ووضعت خطا احمر لإيقاف العمليات العسكرية العدوانية
المدعومة تركيا !!
يعنى إيه حل سياسى ؟!!
يعنى لازم كل الأطراف تتراضى ، لازم كل الأطراف تمثل بشكل ((متوازن
، و مقبول ، ومرضى ))
لإيجاد حل سياسى مستدام يمكن البناء عليه !!
يعنى لازم الغرب يبقى ممثل ، و الشرق ممثل ، والجنوب ممثل ، وبشكل
((متزن)) ، يمنع التغول ، وبشكل مرضى ومقبول للقبائل فى كل الأطراف.
فكرة الانتصار المطلق أو بالاغلبيه المطلقة حتى ، هتبقى فكرة
خزعبليه غبية ، غير قابله للتنفيذ على الأرض ، الا لو هتستعمل ((حل عسكرى شديد الكلفة)
ولن يكون مستداما أبدا ، لان القبائل والقوى التى سيتم اقصاءها لن تقبل باستمرار
الوضع وستعمل دوما على تقويضه !!
اذن فمن الطبيعى ان يكون هناك ممثل للغرب ، قادما من مصراته او
غيرها ، ولا غرابه ان يكون له تعاون مع تركيا ، لان الاخيره لها نفوذ قوى سواء من
خلال الاخوان او من خلال رجال اعمال ، او مليشيات ، هذا امر واقع ، ومن الطبيعى ان
يكون هناك تمثيل للامر الواقع .
ومن الطبيعى ان يكون هناك تمثيل للشرق ، اقليم برقة ، وللجنوب اى
فزان ، وهذا كله حدث فعلا وبشكل مقبول ولو مؤقتا !!
الأسماء القديمة كلها لم تعد مقبوله - ولو مؤقتا أثناء الفترة الانتقالية
- لانها تورطت
بشكل ما فى دماء سواء عن عمد او اضطرارا ، هذا مفهوم ، وطبيعى ان تواجدها فى سدة
الحكم سيثير الضغائن ولن يكون سبيل حل ، ولهذا خرجت معظم او كل الأسماء المعروفة
من المعادلة ، لكن لا يزال هناك فى المستقبل المزيد من التوزيعات وإعادة التمثيل ،
والأمر ليس نهائيا حتى يصل الليبيين والقوى الفاعلة فى ليبيا إلى أفضل صياغة ((
ممكنه )) ، يعنى مش أفضل صياغة ((فى المطلق)) ، وان فى (( الممكن )) !!
عاوزك بس تفتكر انك نجحت ، وفى وقت صعب ، كان الواقع فيه ، ان هناك
قوه واحده مسيطره على ليبيا ، الا انك قمت بتغيير هذا الواقع الشاذ ، واوجدت واقعا
جديدا اكثر توازنا ، واكثر تأمينا لحدودك الغربية ، وأكثر حفاظا على مصالح و
مقدرات الدولة والشعب الليبى
يا سيدى الفضل من بضع سنوات ، لم يكن هناك جيش ليبيى ولم يكن هناك
تمثيل يذكر لثلثى ليبيا ، واليوم انتهى هذا الوضع الشاذ ، وفرضت وضعا جديدا ،
وبدون اى عدوان او جرائم دعم ارهاب كالتى اضطر ان يقوم بها خصومك ، وستبقى دوما
ورقة ضغط فوق رقابهم
سيب الناس تشوف شغلها رجاء ، وكن واثق (بناء على سوابق النجاح) فى
رؤيتهم الحصيفه
عزيزى حاول ان تدفن موهبة الصقر الذى لا ينام بداخلك !
0 تعليقات