آخر الأخبار

بايدن والشرق الأوسط

 



 

فادي عيد

 

بعد أن صار أردوغان الخطر الأول على روسيا الاتحادية، التي لم يعد ينزاعها في الشرق الأوسط فقط، بل وفي المناطق الأوراسية، بعد أن أنتصر لأذرابيجان في حرب ناغورنو كاراباخ ضد أرمينيا، وبعد أن أستغل ورقة القرم للتقرب إلى أقصى مسافة ممكنة من كييف، وبعد أن كرر الأمر ولكن بطريقة مختلفة مع جورجيا، حتى جعلها أولى أولوياته بعد محاولة انقلاب منتصف تموز2016م، ثم جاء الأخطر في التعاون العسكري الغير معتاد مع باكستان النووية، وهو أمر لم يزعج الهند وحدها بل وروسيا وأوروبا أيضا، أيقن بوتين أن كل محاولات احتواء أردوغان باءت بالفشل، وان أقصى درجات الغباء هو تصديق أنه يمكن الإيقاع بين الانجلوأمريكي والإسلام الأطلسي.

.

🖋 واليوم روسيا لأول مرة تستبق خصمها الأصيل وليس بالوكالة (الولايات المتحدة) في رقعة ما، بعد أن استعدت للتواجد في البحر الأحمر عبر السودان، بعد أن أكدت روسيا نفوذها في البحر الأسود عبر القرم، ثم البحر الأبيض عبر طرطوس.

.

وإن كان ذلك أمر يوضح مؤشر التوسع الروسي في أهم بحار العالم، إلا أنه يعكس أيضا ما ينتظر مضيق باب المندب وما حوله من أحداث هامة مستقبلا، وهو ما قد يرد عليه البنتاجون بقاعدة بحرية على سواحل تركيا الشمالية المطلة على البحر الأسود، وهو ما يمثل تجاوز تركيا لما في "اتفاقية مونترو 1936م" من خطوط حمراء، وهي الاتفاقية التي يحاول أردوغان منذ سنوات تجاوزها عبر مشروع "قناة إسطنبول"، وهو المشروع الذي سينفذ على أراضي (في حال تنفيذه) ملك رجال أعمال مقربين من أردوغان، تحت مظلة العلاقة الفاسدة بين السياسة والمافيا والمال بأنقرة.

.

🖋 وهنا لا يفوتنا أن قيادة السودان الحالية تعمل على صنع توازن في علاقاتها الخارجية، فهي لمحت للتطبيع مع الاحتلال بالتصريح فقط، كي يحذف أسمها من قوائم واشنطن للإرهاب، وتهتم بها أدارة جو بايدن لأسباب عديدة في مقدمتها دور السودان كطرف حاسم في حرب "سد النهضة" أولا، وهو ما جعل الأفريكوم يغير نظرته للخرطوم، ولمواجهة المد الروسي المنتظر هناك ثانيا.

 

كذلك نجاح السودان حتى الآن في التكشير عن أنيابه أمام أردوغان الحبشة المدعو أبي أحمد، بعد أن نجا أبي أحمد من حرب تيجراي بفضل الموساد ودعم خليجي، ثم النجاة من فخ داخل قصره نفسه.

.

🖋 وباليمن فالحرب هناك تدخل منعطف جديد أكثر خطورة فمثلما ورط بوش الأب صدام حسين في الكويت، كذلك ورط باراك أوباما الأمير محمد بن سلمان في اليمن، واليوم جاء نائب أوباما (جو بايدن) في مقعد الرئيس، كي يكرر ما فعله بوش الابن ضد صدام عام 2003م، ولكن في تلك المرة ضد السعودية.

.

فقد ترك بايدن كل ما يحدث من كوارث بالمنطقة وخصص وقته ومؤتمراته من أجل الناشطة السعودية لجين الهزلول، وهو أمر يؤكد أن استنزاف الصناديق السيادية السعودية مستمر ولكن على طريقة الديمقراطيين.

.

■ وما كان رفع جو بايدن اسم "الحوثي" من قوائم الإرهاب، إلا عربون مسبق لطهران، كي يعود الجميع مجددا للجلوس على طاولة النووي، لنسف أخر بصمات دونالد ترامب بالشرق الأوسط.

 


إرسال تعليق

0 تعليقات