رمزية الخليفة ورمزية المرجع ( 1 )

 

 

جمال الحبوبي

 

 

يوجد معنى مقارب ومتشابه ومتداخل بين منصب الخليفة(خليفة المسلمين)وبين المرجع الديني(الزعيم) ولكي نعرف ذلك المعنى بصورة واضحة ومقنعة علميا ينبغي أن نفهم معنى لفظ (الخليفة) : وتعني مُسْتخلف، من يخلف غيره ويقوم مقامه "صار خليفةً لأستاذه في آرائه- {يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ} - {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} ".وهو لفظ قرآني وورد ذكره حتى في الروايات والأحاديث ليراجعه من يشاء.

 

• وهو لقب أُطلق على حُكام المسلمين في العصور الماضية في زمن عصر( الخلفاء الراشدين ).هذا فيما مايخص لفظ ومعنى الخليفة وأما المرجع الديني فهو وان لم يرد أي ذكر له كلفظ ومصطلح في القرآن الكريم والروايات والأحاديث وأنه مصطلح ظهر استخدامه في عصر الغيبة الكبرى بعد انتهاء النزاع الفكري بين علماء المدرسة الإخبارية والمدرسة الأصولية لصالح المدرسة الأصولية إلا أنه من حيث المعنى والحاكمية أو الوظيفة الدينية يشبه وظيفة خليفة المسلمين نوعا ما في كثير من الأمور مثل إصدار الفتاوى والأحكام والحدود والجهاد أو قل في أحكام العبادات والمعاملات الحياتية للفرد طبعا ليس كل مرجع فقط (المرجع الزعيم الرئيسي حصرا أي اللفظ الذي نقصده في البحث). وبما أن عصر الخلافة والخليفة انتهى بعد سقوط الخلافة العثمانية أو العباسية. ونشوء مصطلح المرجع الديني مع الأخذ بنظر الاعتبار إن المرجع الديني الجامع للشرائط في الموروث الروائي الشيعي يعتبر النائب العام للإمام المعصوم عليه السلام في عصر الغيبة الكبرى وبما أن الإمام المعصوم عليه السلام هو أولى الناس وأحقهم بمنصب خلفية المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إذن يعتبر المرجع الديني الجامع للشرائط هو أقرب معنى لمفهوم الخليفة الرمزي خصوصا الخليفة الذي ورد ذكره في علامات الظهور التي منها: ورد( يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم، ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي).

 

ومنها ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (بينا الناس وقوفٌ بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة يكون عند موته فرج آل محمد صلى الله عليه وآله وفرج الناس جميعاً).

 

ويمكن أن نفهم أن الخليفة وأبناء الخليفة المقصود ذكرهم في روايات الظهور هو(المرجع الديني الزعيم) وأبناء الخليفة الثلاثة الذين يقتلون هم أولاد(مرجع زعيم أيضا) ومقتلهم يكون في العراق حصرا لأن العراق هو مسرح العمليات التأريخية وعاصمة الظهور .

 

والملفت للنظر في الأمر من خلال هاتان الروايتان إن ذلك الخليفة الرمزي(اي المرجع الزعيم) وأبناء الخليفة الثلاثة الرمزيين الذين يقتلون(أي أولاد المرجع الزعيم)كلهم على باطل وبموت ذلك الخليفة الرمزي(المرجع الزعيم) الذي هو أيضا على باطل يحدث فرج الناس جميعا .

 

ونكمل في الحلقات القادمة عن رمزية الخليفة ورمزية المرجع وأبناء الخليفة الثلاثة وكنز العراق الذي يقتلون عنده أن شاء الله تعالى