علي الأصولي
وبعد مناقشة البوابة (الاسم) الزينبي التي أريد والوصول منها لخلق
قناعات مقاماتية للسيدة الجليلة(ع) حاولوا إثارة أهم قضية لإثبات المطلب، وهو ما
يتعلق بعلمها(ع).
ولا شك بأن زينب بنت علي(ع) ربيبت بيت العصمة ومعدن الرسالة ومهبط
الوحي والرسالة، في حدود ما دليل الدليل علة ذلك وما وراء الدليل محض تمحلات،
أجل: ذكر الإمام زين العابدين(ع) في أيام المسيرة، مسيرة السبايا
من كربلاء وخطبتها الكوفية حيث نص(ع) أنت يا عمة بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة
غير مفهمة - ولا شك بأن القائل هو إمام معصوم لا ينطق بمزاجيات عاطفية أو عائلية
ونحو ذلك، وبالتالي يكون النص ذات إطلاق دلالي منبة على مقامها العلمي الواسع
والمعرفة الشاملة.
إلا أن هذا الفهم بقابله فهم آخر وهو كاحتمال مقابل الاحتمال،
حاصله: أن هذا النص وان كان كاشفا كشفا آنيا على علم العقيلة(ع) إلا أنه لا دلالة
فيه على إطلاقه إذ ربما ومن المحتمل أنه ناظرا إلى علمها والتكليف الشرعي وما آلت
إليه الظروف نتيجة واقعة كربلاء، وضرورة الحفاظ على العائلة وإظهار مظلومية الإمام
الحسين(ع) ومواساة نساء الركب الحسيني، وقوله - غير معلمة - أي لا تحتاجين تعلما
مني بعد أن أطلعك الإمام الحسين(ع) على ما تؤول إليه الأمور وما ينبغي فعله تجاه
الأحداث، وبالتالى أن الظرف الذي ذكر في النص السجادي مانع وانعقاد الإطلاق النصي،
إلا اللهم أن يقال أن المورد لا يخصص الوارد مع حذف المتعلق مما ينتج بالتالي
علامة العموم ومع الشك بالإطلاق والتقييد يتعين الإطلاق وإرادة الطبيعي لا حصة منه
كما يعبر بلسان الأصول، فتكون الكلمة تلحظ بالإطلاق خاصة مع قرينة وهي كون العقلية
ربيبت البيت العلوي،
وبالمحصلة: فهم وتوجيه المراد في مثل هذه الخطابات هو ما يفهم
العرف والمتفاهم العرفي، وعلى كل حال، أن علمها(ع) كقدر متيقن، هو علم حصولي كسبي.
وهذا لا يمنع أن يوجد لديها علمي لدني إلا أننا نحتاج إلى مثبتات لكبرى هذا الفرض
وهي غير موجودة إلا بعد التمسك ولفظ - غير معلمة - وقد عرفت حالها بناء على الاحتمال
السابق، فعدم الدلالة لا يعني بالتالي دلالة العدم ..
0 تعليقات