آخر الأخبار

تأملات : زينب بنت علي(ع) بين التاريخ والعقيدة .. (2)

 




 

علي الأصولي

 

ذكروا أن معنى اسم زينب هو شجر حسن المنظر طيب الرائحة وبه سميت المرأة وهو من فصيلة النرجسيات هذا المعنى اللغوي الأول للاسم، والمعنى الثاني، أنه اسم مركب من كلمة زين وأب، فتكون الكلمة بالتالي زينة أبيها، والمعنى الثالث للاسم، ما جاء في المعجم، المعجم الوسيط والمنجد من أنها الجبانة، وبصرف النظر عن المعنى المستهدف من اسم العلم وأقصد به الشخصية الزينبية من قبل من سماها،

 

يبقى السؤال الذي طروحوه هو من الذي سمى زينب(ع) هل هو الله أو كانت التسمية من جدها(ص) كما في بعض الأخبار؟ وعلى فرض أن جدها هو من سماها فهل سماها بتوجيه سماوي أم ان التسمية لا تخرج عن إطار الحدود الاجتهادية البشرية وان سماها النبي(ص) بلحاظ أن للمعصوم تصرفات لا تخرج عن كونها اعتيادية إذ لا دخالة سماوية وتوجيهية وحاقها، وهذا غير ضائر ولا في مقام التعارض وقول(وما ينطق عن الهوى) .

 

وهنا تحول بحثهم حول حقيقة الأسماء المعصومية وهل هي حقائق شرعية أو أنها أسماء توقفية، وسبب إثارة هذه الموضوعة تمهيدا والخروج بنتائج والمقام الزينبي، وقبل البيان فلا بأس وعرض معنى الحقيقة الشرعية لفهم المطلب بشكل أوضح، القصد من الحقيقة الشرعية هو أن يكون هناك مفهوم ما لغة للاسم ثم يأتي دور الشارع لنقله من معناه الأصلي تمهيدا لاستعماله لمعناه المنقول أي استعمال لمعنى آخر لفرض وجود علاقة تشابه بين المعنيين كلفظ الصلاة التي كانت تستعمل لمطلق الدعاء ثم نقلها الشارع للعبادة المعروفة وكذا الحج الذي كان مستعملا لمطلق القصد ثم تحول لقصد خصوص الحج وأعماله وهكذا دواليك في المعاني المنقولة والحقائق الشرعية،

 

وثمرة هذا البحث وكون أسماء المعصومين منقولة فينتج بالتالي أن الله تدخل في تسميت ذواتهم كما تدخل في تسميت الصلاة من معناها القديم إلى معناها الشرعي،

 

وكيف كان: وهذا أن ثبتت حقائق النقل الشرعية فهي كاشفة على علاقة الاسم بالمسمى خاصة بعد التدخل الوحياني في هذا المورد، يعني أن هذه الأسماء التي تكون بعناية إلهية وبيان نبوي، كاشفة عن مقام ومنزلة للمسمى،

 

مع أن الاحتمال الآخر قائم على أن تدخل الله بالتسمية ربما يقال انه كاشف عن مجرد تكريم فحسب بمعزل عن مقام، خاصة وأن المقام لا يؤتي إلا بعد مجاهدات لا كيفما كان: ودونك قصة إبراهيم(ع) من نبوته وخلته وانتهاءا بإمامته،

 

ولو التزمنا وكون أن التسمية التي صدرت من معصوم لأبناء كاشفة على علو مقام المسمى لما شهدنا انحرفات من بعض أبناء المعصومين(ع) مع أن تسميتهم جاءت بمباركات وتسميات من نفس المعصوم،

 

وبالجملة: ذكر صاحب - ناسخ التواريخ - على أن تسمية زينب(ع) جاءت من جدها(ص) كما في رواية ساقها هناك، وذكر في نفس كتابه على أن التسمية جاءت من قبل توجيه سماوي، وكما ترى اختلاف الرواية بنفس المصدر تكشف عن وهن الركون لأي منها وما يشكل الاطمئنان إلا بمرجح،

 

والمناقشة المهمة في المقام، أن هذا الخبر لم يذكره إلا صاحب - ناسخ التواريخ - ميرزا محمد تقي سبهر المعروف بلسان الملك، وهو من كتاب وأقلام البلاط القاجاري وبالتالي لم يتلقى الكتاب أي قبول من قبل المحققين لكثرة اختلافاته واشتباهاته،

 

وبالمحصلة: لا يمكن فرض رؤية وحقيقة التسمية حتى يترتب عليها الحقائق الشرعية للأسماء فلاحظ ..

 


تأملات : زينب بنت علي(ع) بين التاريخ والعقيدة ..(1)

إرسال تعليق

0 تعليقات