بابل تقمع

 

 

عز الدين البغدادي

 

بابل المدينة التي ذكرها الله تعالى في كتابه ( وما انزل على الملكين ببابل) والمدينة التي كانت واحدة من اهم حواضر العراق ومدنه، بابل عاصمة القانون الذي كتب حروفه حمو رابي، وعاصمة المجد الذي بناه نبوخذنصر.

 

بابل مدينة الزرع والأرض الطيبة، ومدينة المعجزة التي صنعتها سواعد أبنائها عندما بنت جنائنها المعلقة.

 

بابل ومركزها مدينة الحلة التي بناها صدقة بن منصور أمير إمارة بني مزيد عام عام 494هـ/1101م. فيها نشأت واحدة من أهم المدارس الفقهية الشيعية التي عبرت بشكل جميل وسلس عن هذا المذهب الاسلامي قبل ان تتغلب عليه اتجاهات اقل عقلانية واضعف منهجية.

 

بابل المدينة التي أعطت للعراق الكثير الكثير من الشخصيات العلمية والثقافية والفنية والرياضية، مدينة العلم والفقه والشعر والطرب، مدينة الجهاد في ثورة العشرين، المدينة التي شارك كثير من أسرها وابنائها في تأسيس وضع سياسي للعراقي منذ نشوء الدولة العراقية.

 

الانجاز الوحيد الذي حدث في المحافظة بعد 2003 هو انه اطلق عليها اسم "مدينة الإمام الحسن" رغم اني لا اعرف ما هو وجه المناسبة بين الإمام الحسن (ع) ومحافظة بابل المشهور بآثارها القديمة. اليوم حملة اعتقالات كبيرة في محافظة بابل ضد الشباب المطالبين بتحسين الوضع في المحافظة، هذه المحافظة التي تعد واحدة من أسوأ المحافظات في قطاع الخدمات. تعاقب عليها محافظون هم الأسوأ والأكثر فشلا، خرج أبناؤها ليطالبوا ببعض حقوقهم فقمعوا واعتقلوا لأنهم طالبوا بتغيير المحافظ الفاشل، وللأسف لا زال كثير من الإعلاميين ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني ترى ما يحصل فلا تحرك ساكنا ولو بكلمة حق.