آخر الأخبار

من ينقذ المرأة؟

 




 

عز الدين البغدادي

 

منذ زمن بعيد والمرأة بين المطرقة والسندان، بين تقاليد متعسفة متطرفة تحاول أن تجعل المرأة شيئا هامشيا تابعا لا يملك من أمره شيئا فضلا عن أن تشارك في صنع شيء أو رؤية انفلاتية تدعو المرأة إلى التمرد والخروج من كل قيد وضرب كل الاعتبارات الاجتماعية وهي رؤية لا تؤدي الى نتائج في صالح المرأة.

 

في هذه المرحلة التاريخية استطاعت المرأة ان تأخذ مكانة هامة في الدراسة وفي العمل وفي كل جوانب الحياة، ولا ننسى دور المرأة العراقية في مجابهة ظروف الحياة وقسوة الواقع السياسي الذي صنعه رجال حمقى لا سيما فتنة داعش الإرهابي ومشاركتها العظيمة انتفاضة تشرين، وغير ذلك.

 

لكن هناك حالة سلبية خطيرة وهو دخول قيم حياتية جديدة بسبب العولمة التي جاءت مع انتشار وسائل وبرنامج التواصل الاجتماعي. وهو امر جعل المرأة عندنا تحاول تقليد نسخة مشوهة حتى وفق مقاييس المجتمعات الغربية. فأنا انظر الى كثير من المظاهر الجميلة في المراة الغربية وهي التي تعمل في المزرعة والمعمل، وهي التي تدرس وهي التي تعرف قيمة الوقت وهذا جزء من قيم مجتمعها الايجابية ثم انظر هنا فاجد حالة من الكسل والتراخي والتباهي، اقبال مبالغ فيه بل ومرضيّ على عمليات التجميل، الكسل تحول الى قيمة نسائية حقيقية والمرأة تفتخر بأنها مدلّلة وكسولة وامتلاك وركوب السيارة صار هدفا هاما وهو ما ساهم ايضا في شيوع فكرة التراخي والكسل، البحث عن مكسب بدون تعب وهي فلسفة رجالية فاسدة تلقفتها المرأة وهو ما جعل كثيرا من الناس يمارسن أمورا مخجلة للحصول على المال لا سيما وأنهن يشاهدن شخصيات تافهو مشبوهة يعرضها إعلام تافه مقرف لنساء يلبعن بالذهب والدولار ويحصلن على كثير من الهدايا لمجرد الحصول على رضاهن كما قالت أكثر من واحدة منهن.

 

هذا فضلا عن تحول الموبايل وبرامجه الى أهمية كبرى جعلها تأخذ كثيرا من الوقت والاهتمام وهو ما أثر سلبيا على فهم الواقع وعرضها الى مخاطر كثيرة.

 

ضعف كثيرا تأثير قيم الأسرة وانتشرت الخيانة الزوجية التي وصلت الى القنل، لا مبالاة شاذة تجدها عند كثير من الأمهات الشابات، وهي أمور لا نتجد كثيرا من الاهتمام الاجتماعي.. وكل ما تسمعه ونسمعه من الناشطات هو الحديث عن قانون مناهضة العنف بطريقة ببغائية لا ترتكز على رؤية علمية.

 

شخصيا احمل الدولة مسؤولية ذلك، فهي التي كان ينبغي عليها ان توفر مناهج تربوية صحيحة وتدعم قيم الأسرة وتحدد نقاط الضعف وتعالجها، وحقيقة فإن السلطة لا تتتعامل بلا مبالاة فقط بل هي التي تعمل على دعم أمور كهذه لكي تضعف المجتمع وهو ما يمكنها من تفكيكه والسيطرة عليه.

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات