آخر الأخبار

شؤون مرجعية : مرجعيات عربية ..

 

 


 

 

على الأصولي

 

 

 

عرف بعض المراجع العرب والى قرون ليست بالبعيدة عرف عنهم الانزواء وعدم الظهور والاكتفاء بالآخرين ممن تصدى للمرجعية الدينية أما تورعا وعدم تحمل الأعباء وهذا الانزواء أو فقدانهم الجهاز الإعلامي المحترف وصناعة القاعدة والقواعد الجماهيرية العلمية والشعبية، ومن الأسماء الكبيرة آية الله المحقق الشيخ الحلي حسين أستاذ أساتيذ بعض المرجعيات المعاصرة،

 

نعم: حاجة المرجع لغيره من المراجع الأقدم أو الجماعات المؤمنة بفكره وآراءه ونظرياته، حاجته إليهم من الضرورة بمكان واثبات مرجعيته وفرض وجودها مع الأقران،

 

ذكر السيد علي البغدادي في كتابه (معالم الإمامة في فكر السيد البغدادي).

 

أجمعت كلمة الحوزة العلمية قديماً وحديثاً على فقاهة الشيخ محمد مهدي الخالصي الكبير (ت: 1343للهجرة) الفائقة وعلى جهاده المتواصل وعلى زهده في خيرات الدنيا.

 

ففي عام (1912م) غادر من موطنه الكاظمية المقدسة إلى النجف الاشرف في رحلة قصيرة بهدف أخذ الفتوى من السيد محمد كاظم اليزدي ضد الاستعمار الروسي القيصري الذي قصف مرقد الإمام الرضا(ع) بالمدفعية. وفي أثناء مكثه في النجف أجتمع معه الإمام البغدادي في ديوان آل حسين النجم في طرف المشراق الذي كان برعاية المجتهد المعروف الشيخ محمد النجم. وفي أثناء الجلسة حصل حوار علمي بين السيد البغدادي وأحد الفقهاء العظام في مسألة فقهية من أعقد المسائل ، واحتدم النزاع العلمي بينهما وحرر السيد البغدادي هذه المسألة العويصة تحريرا موسعا ومعمقا مما أدى إلى تغلبه على ذلك الفقيه الكبير. فأعجب الشيخ الخالصي الكبير به إعجابا شديداً بسبب هذه المناقشة العلمية الرصينة.

 

 

 وبعد مدة سافر السيد البغدادي إلى الكاظمية المقدسة لزيارة مرقد الإمامين(ع) فكان موضع الحفاوة والتقدير من قبل علماء الكاظمية والوجهاء لاسيما أعمامه الكرام، وأجتمع معه الشيخ الخالصي الكبير وطلب منه أن يكون ضيفاً عنده لتناول الطعام فاستجاب السيد البغدادي لطلبه، ثم بعد ذلك طلب منه أن يهاجر من النجف الاشرف إلى الكاظمية المقدسة والسكنى فيها من أجل تعيينه مرجعاً من بعده وإرجاع الأمة إليه في التقليد والفتيا بحجة أن الحوزة الإيرانية لا يرشحون الفقيه العربي للمرجعية كما في سيرتهم. ولكن السيد البغدادي أعتذر منه وأصر ببقائه في النجف الاشرف، ثم قال السيد البغدادي له إني أرجو من الله أن يخذل أولئك العنصريين ومن ثم أكون علماً من أعلام الدين. وقد أوضح هذه القصة التأريخية في كتابه التحصيل ولكنه لم يذكر أسمه من باب الورع والتقوى إذ يقول :

 

(( دعا العلامة الخالصي بعض ذوي الفضل إلى تناول طعام في بيته فلما خلى به طلب منه المهاجرة من النجف إلى بغداد متكفلا له بترويجه وتأييده، فلم يجبه إلى ذلك قال له:

 

أترى الإيرانيين ... مروجين لك، عرض عليه هذه الجملة ليجيبه إلى ما دعاه إليه فقال له :

 

اليأس منه محقق، قال له :

 

إذن ما وجه بقائك هناك، فقال له :

 

رجائي بالله فلعله يقضي عليهم بما لانعلم، قلت هكذا ينبغي الإلتفات بداهة ندرة من كان ترويجه صحيحاً وبداع إلهي، كيف لا وذاك موقوف على التمسك بالدين والإقبال على العلم ولا تراهما اليوم، فمن هنا أنصرف الكثير عن هذا الأمر، هذا ومن فضائح الترويج الفاسد هو القضاء على العالم الكامل فكيف بغيره. نعم شذ من تهيأ له الأمر بالفاسد منه وبالجملة الترويج الصحيح نادر والفاسد وإن كان شايعا إلا أن العالم الحازم منصرف عنه بل ربما كان ضد الغاية المطلوبة فلاحظ وتبصر ، انتهى:

 

أجل: هكذا كان التاريخ كما هو الحاضر ولا سبيل لتغيير المستقبل مع وجود المقتضى وعدم وجود المانع والى الله تصير الأمور ..

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات