على
الأصولي
كثيرا ما تصادف في الأدبيات الصوفية ومثلها الشيعية الإمامية،
كثيرا ما تصادف عنوان لهذا الفرد أو ذاك بلفظ [العارف] وهذا العنوان مفاده يعني له
معرفة خاصة بالله عن طريق المعنى وتسمى باصطلاحاتهم بالمعرفة الشهودية، وهذا طريق
وفن له قوانينه وأدبياته واصطلاحاته ومدارسه ورجاله، ولو أردنا الموضوعية فلا يمكن
أن يطلق عليه طريق بل طرق متعددة بعدد أرباب المسالك وبالتالي كل يدعي بأنه على
الصراط السوي،
ما يهمنا وهذه الاسطر المجزوم عقلا ونقلا أن معرفة الله بما هو هو
لا تنالها العقول والحلوم بلحاظ أن الإنسان محدود والحق تعالى لا حد له، وهذا محل
إتفاق حتى بين صفوف المدارس الصوفية والعرفانية، إلا أنهم حاولوا درء الإشكال
بالذهاب صوب كون المعرفة لا تتعدى عالم الأسماء والصفات لأن الذات - الذات الإلهية
- غيب مطلق،
إلا أن هذا التفص لا أجده تحقيقا بأنه يخدم وتفادي المشكل لأنهم
أطلقوا على أنفسهم أو أرباب مسالكهم، أطلقوا عليهم عنوان[عارف] وهذا العنوان هو في
خصوص من تلبس بالفعلية، وكونه واقعا وتحقيقا عارفا بالله،
وهذا ما لا ينسجم ودعوى أن معرفة الذات مستحيلة وخاصة معرفتهم لا
تتعدى نطاق الأسماء والصفات،
بل حتى لو سرنا مع ما يتفرع ودعوى المعرفة الاسمائية والصفاتية،
أقول حتى لو سلمنا وهذه الدعوة الفضاضة، فلازمها كون معرفتهم شهودية والمعرفة
الشهودية فصلها المقوم القلب والأوراد، ودعوى كون الأوراد النازلة والمنكشفة كونها
من الله هذه الدعوى أول الكلام، إذ لا ضابط موضوعي وتشخيص طبيعة هذه الاوراد اهي
نفسية أو إلهية وهل هي منكشفة من عالم وسماء الأسماء والصفات الإلهية أو هي خواطر
ذهنية مكمنها عالم اللاوعي والعقل الباطن، إذ ربما هي من اللاوعي وتسجلها الذهنية
العرفانية واتباع هذه المسالك عن كونها إلهية وبالتالي مقدسة ولا ينبغي والشك في
مخرجاتها ..
0 تعليقات