روى البخاري في صحيحه قال: " حدثنا سعيد بن أبي مريم قال
أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد هو ابن أسلم عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد
الخدري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على
النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول
الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل
الحازم من إحداكن قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة
مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم
تصم قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها" . انتهى
وروى مسلم في صحيحه من طريق عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل
النار فقالت امرأة منهن جزلة وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال تكثرن اللعن
وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن قالت يا رسول الله
وما نقصان العقل والدين قال أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا
نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين". انتهى
وقد زعم بعض الملاحدة أن الإسلام يعتبر المرأة ناقصة عقلا و ذلك
معناه نقص في القدرات العقلية ، أي أن قدرات النساء على التفكير هي اقل من قدرات
الرجال . بمعنى أن المرأة تختلف عن الرجل في تركيبة العقل فهي اقل منه وانقص وهذا
الفهم لا يتلائم مع واقع الحديث نفسه وبيان ذلك كالتالي:
- ذكر الحديث أن المرأة التي ناقشت الرسول صلى الله عليه و سلم
جزلة، و والجزلة ، كما قال العلماء ، هي ذات العقل والرأي والوقار ، فكيف تكون هذه
ناقصة عقل وذات عقل ووقار في نفس الوقت ؟
قال النووي في شرحه على مسلم: "وقوله "جزلة" بفتح
الجيم وإسكان الزاي أي ذات عقل ورأي . قال ابن دريد : الجزالة العقل والوقار.
- تكلم الرسول صلى الله عليه وسلم عن بعض النساء وان الواحدة منهن
تغلب ذا اللب أي الرجل الذكي جدا . فكيف تغلب ناقصة العقل رجلا ذكيا جدا؟
فالحديث فسر نفسه و علل نقصان العقل عند النساء بكون شهادة امرأتين
تعدل شهادة رجل واحد كما قال تعالى:
"وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ
يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ
أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ ". سورة
البقرة
فالمرأة في بعض الأحوال قد تُغلب العاطفة على العقل و قد يطرأ
عليها ايضا في بعض الحالات أعراض تؤثر على ذاكرتها مثل الحمل فقد يسبب لها فقدان
للذاكرة كما جاء في دراسة تحت الروابط التالية التي قيل فيها:
https://www.livescience.com/8146-pregnancy-hormones...
https://www.sciencedaily.com/rel.../2012/09/120905110931.htm
وذكرت الدراسة أن فقدان الذاكرة يمكن أن يمتد إلى سنة بعد الولادة
The study, published in the Journal of
Clinical and Experimental Neuropsychology, found that the memory loss can
extend up to a year after birth.
وهناك دراسة اخرى تذكر ان نقص الحديد المعتدل يضر ذاكرة المرأة ومن
المعروف ان النساء الحوامل والنساء بالعموم معرضون للاصابة بنقص الحديد بسبب الحيض
او الجنين.
راجع الرابط التالي الذي قيل فيه
http://www.cbc.ca/.../mild-iron-deficiency-harms-women-s...
كما أن انقطاع الطمث يمكن أن يسبب فقدان الذاكرة ويقول العلماء ان
تقلب مستويات الهرمونات الأنثوية وراء ذلك.
راجع الرابط التالي الذي قيل فيه
https://www.dailymail.co.uk/.../Does-menopause-really...
وراجع الروابط التالية ايضا التي قيل فيها:
https://www.google.com/.../memory-loss-in-middle.../amp/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4125424/
https://medicalxpress.com/.../2013-12-reveals-differences...
https://medicalxpress.com/.../2013-11-gene-male-female...
وأما نقص الدين فهو تخفف بعض الأحكام عنها منها ترك الصلاة والصوم
حال الحيض وعدم فرضية الجمعة والجماعات وما شابه.
قال ابن حزم فى كتابه الفصل فى الملل والأهواء والنحل: "فإن
شغب مشغب بقول رسول الله: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم
من إحداكن"، قلنا وبالله تعالى التوفيق: إن حملت هذا الحديث على ظاهره فيلزمك
أن تقول إنك أتم عقلا ودينا من مريم وأم موسى وأم إسحاق ومن عائشة وفاطمة . فإن
تمادى على هذا سقط الكلام معه ولم يبعد عن الكفر. وإن قال: لا، سقط اعتراضه واعترف
بأن من الرجال من هو أنقص دينا وعقلا من كثير من النساء. فإن سأل عن معنى هذا
الحديث قيل له قد بين رسول الله ﷺ وجه ذلك النقص وهو كون شهادة على المرأة على النصف من
شهادة الرجل وكونها إذا حاضت لا تصلي ولا تصوم، وليس هذا بموجب نقصان الفضل ولا
نقصان الدين والعقل في غير هذين الوجهين فقط، إذ بالضرورة ندري أن في النساء من هن
أفضل من كثير من الرجال وأتم دينا وعقلا غير الوجوه التي ذكر النبي ، وهو عليه
السلام لا يقول إلا حقا، فصح يقينا أنه إنما عبر عليه السلام ما قد بينه في الحديث
نفسه من الشهادة والحيض فقط وليس ذلك مما ينقص الفضل، فقد علمنا أن أبا بكر وعليا
لو شهدوا في زنا لم يحكم بشهادتهم ولو شهد به أربعة منا عدول في الظاهر حكم
بشهادتهم، وليس ذلك بموجب أننا أفضل من هؤلاء المذكورين، وكذلك القول في شهادة
النساء. فليست الشهادة من باب التفاضل في ورد ولا صدر، لكن نقف فيها عند ما حده
النص فقط. ولا شك عند كل مسلم في أن صواحبه من نسائه وبناته عليهم السلام كخديجة
وعائشة وفاطمة وأم سلمة أفضل دينا ومنزلة عند الله تعالى من كل تابع أتى بعدهن ومن
كل رجل يأتي في هذه الأمة إلى يوم القيامة، فبطل الاعتراض بالحديث المذكور وصح أنه
على ما فسرناه وبيناه والحمد لله رب العالمين". انتهى
وقد حاول بعض أدعياء الحديث، أمثال خالد علال في كتابه المسمى
"تحقيق روايات حديث (النساء ناقصات عقل ودين) و (لن يفلح قوم ولوا أمرهم
امرأة)"، الطعن في رواية البخاري زاعما أن الحديث وضعه زيد بن أسلم وهو كلام
مجانب للصواب، فزيد بن أسلم قال عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب :
"قال أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن سعد والنسائي وابن خراش: ثقة ، وقال
يعقوب بن شيبة ثقة من أهل الفقه والعلم وكان عالما بتفسير القرآن". انتهى.
و قال ابن عبد البر في التمهيد : " زيد أحد ثقات أهل
المدينة". انتهى
فكل روايات زيد بن أسلم كان فيها التصريح بالسماع ممن روى عنهم من
الصحابة ، وقد روى عن ابن عمر رضي الله عنه أحاديث كثيرة سمعها منه مباشرة ، إلا
حديثا واحدا رواه بصيغة العنعنة فهو سمع الحديث بوسيط بينهما ، لذلك اعتبر بعض
العلماء ذلك تدليساً بحسب مصطلح علماء الحديث، وليس كما نفهم ذلك في وقتنا الحاضر
أنه غش وتزوير وكذب.
ونص عبارة ابن حجر في كتابه "تعريف أهْل التقديس ، بمراتب
الموصوفين بالتدليس" : "زيد بن أسلم العمري مولاهم ،روى عن ابن عمر رضي
الله تعالى عنهما في رد السلام بالإشارة، قال ابن عبيد : قلت لإنسان : سله أسمعه
من ابن عمر ، فسأله فقال: "أما إنه كلمني وكلمته"، وفي هذا الجواب إشعار
بأن زيد بن اسلم لم يسمع هذا بخصوصه منه ، مع أنه مكثر عنه فيكون قد دلسه".
انتهى
ومثله قال ابن عبد البر عن زيد ونص عبارته في التمهيد بعد ان أورد
الحديث الذي دلسه عن ابن عمر: "وقد صح سماعه من ابن عمر لأحاديث". انتهى
فابن حجر خص زيد بالتدليس في حديث واحد ولم يقل لا يقبل حديثه لأنه
مدلس كما زعم خالد علال.
وهذا أبو أحمد بن عدي الجرجاني رغم أنه أورده في الكامل و نقل كلام
من اتهمه بأنه يفسر القرٱن برأيه، تعقب ذلك و قال:" من الثقات ولم يمتنع أحد
من الرواية عنه حدث عنه الأئمة". انتهى
0 تعليقات