آخر الأخبار

الشقيان

 




 

روبير الفارس

 

 

أبويا عاش عمره شقيان بكل معني الكلمة.

 

 وكان الشقاء مرادف لحياته سنين الجيش الطويلة كانت شقاء بيحكي لنا كتير عنها هوه دخل قبل النكسة يعني سنة 66 وقعد لبعد حرب أكتوبر طلع في 74.

 

وقت النكسة رجع ماشي من سيناء وجواه كان فيه الم دايما وحزن ساكن في عينيه بسبب أتنين صاحبه واحد أتقتل قدام عينيه والتاني لما شاف ده أتجنن أنا نسجت علي الموقف ده في روايتي لعبة الضلال. بس دلوقتى عرفت أد إيه أبويا رغم بساطته كان قويا.

 

أتحمل الصورة المرعبة ودفنها في قلبه وان بقيت ظاهره في حزن عينيه حتي وهوه بينكت. ويضحك. واستمرت رحلة الشقاء . بعد ما توظف عامل في مكافحة الملاريا .

 

أتعلم صناعة تركيب البلاط. فكان يخلص شغل الحكومة يطلع علي شغل البلاط. شقاء يومي. جعله لا يعرف معني الراحة. حتي لما كبر وطلع علي المعاش. رفض يرتاح. وفضل يزن عليا عايز اشتغل.

 

وفعلا اشتغل في مصنع. ولما سابه دخل في دوامة الألم حتي وفاته.

 

 كانت بشوفه دايما عرقان بيشيل شكارة رمل ولا شوية بلاط. كأنه مخلوق للشقاء. ياه يا أبويا بعدين حسبت بحجم تعبك وشغلك . وكان شاطر في معالجة قسوة الأيام بالسخرية والنكتة الحارقة وحبه الطفولي للكارتون وكمان صيد السمك.

 

عدت سنه علي رحيلك للعالم غير المنظور والدنيا اتلخبطت في غيابك. وكأنك اخدت الشقاء معاك . فدخلنا في ركود وبطالة. بسبب كورونا حتي مراسم الذكري السنوية وزيارة قبرك مش عارفين نعملها في ميعادها.

 

لكن البكاء لفراقك دايم طول الوقت ومن غير ميعاد . 





الغريب ان اكتر أغنية بتبكيني عليك. الأماكن كلها مشتاقة لك

 

وكأنها لحنت من أجلك يا طيب

 

إرسال تعليق

0 تعليقات