الثورة الإسلامية فى إيران احد أهم نواتج الإسلام السياسي .......
وحينما نقول الإسلام السياسي فإننا نحدد بدايته بظهور تنظيم الإخوان
فى مصر كحركة أم لكل الحركات الإسلام السياسي التي احتكرت الدين لصالحها وزعمت أنهم
- الجماعة وأتباعها- هم الإسلاميون وكأنهم يعيشون فى مجتمع جاهلى .......... ولعل
تعبير - كأن- تعبير غير دقيق لأنهم بالفعل يقولون أنهم يعيشون فى زمن الجاهلية
....... وهم وحدهم المسلمين والمؤمنين والباقي إما كافر أو منافق ....
وهو وصف استخدمه الإخوان لثورة يوليو فى مصر ومعارضيهم ونفس
التعبير استخدمه الخميني ضد نظام الشاه وأتباعه ولجماعة مجاهدى خلق التى كانت
شريكتهم فى الثورة واستخدمه اتباعهم فى العراق لوصف حزب البعث ... رغم انهم
يتحالفون مع نفس الحزب - البعث- فى سوريا !!
فالإسلام السياسى شقين شق تنظيمي – فكرى- وشق تنظيمي عسكرى –
ميليشيات مسلحة ...
وحينما نقول الإسلام السياسي نقول (الإرهاب الديني) ....
فهما وجهان لعملة واحدة فما أن ولد الإخوان ولدت معهم فكرة سيف
ومصحف وما الجيش الإسلامي أو التنظيم السري، وهو خلف الحدود كان هناك تنظيم فدائيو
إسلام الامتداد الشيعي لجماعة الإخوان فى إيران والذي ولد فى يده مسدسا ويقوم
بالدعوة فى مجتمع مسلم وهو يضرب بالرصاص ........
فدائيو إسلام هو الجذر التاريخي للثورة ورجالها .............
القاعدة التى تكونت فى أفغانستان ........... هى امتداد للإخوان
المسلمين ......... والإخوان تفرع منهم .......... السلفية بكل مشتقاتها .......
العلمية ......... والجهادية ........... والجهاد الاسلامى ........... وداعش
......... والنصرة ......... وجند الشام ...... الخ
حسن البنا وسيد قطب شخصيا عابرة للحدود كما كان الخمينى شخصية
عابرة للحدود...
ففي فبراير 1979م عندما اعتلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية
الأسبق الخُميني حكم البلاد بعد هبوط طائرته بمطار طهران قادماً من باريس، حتى
لحقت به طائرة تحمل كوكبة من قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.
وحينما نقول 1979 والإخوان فى طهران كان الإخوان بوجه الآخر مسلح
يستعدون لإعلان الولاية الثانية لهم فى أفغانستان على حدود إيران ولكن بدعم امريكى
واضح وبسلاح امريكى بامتياز .....
وتتكون هناك أول تجارب الإسلام السياسى بشقه التنظيمى الفكرى والتنظيمي
المسلح ...
وجه جهة الشرق سني فى أفغانستان ووجه جهة الغرب شيعى فى ايران ....
انها 1979...
ثم تمر الأعوام ويأتي الجمعة الرابع من فبراير/ شباط 2011م ليعتلي
المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الحالي علي خامئني منبر الصلاة، ويخطب للمرة
الأولى باللغة العربية ويخصص كل حديثه عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس
وباقي بلاد العرب، ويطالبهم بأن يثوروا على حكّامهم لكي يضفى حالة من الدهشة على
الرأي العام، الذي تعجب من ذلك المشهد المتناقض فى نظره.
فقبل أن تتقابل التواريخ كانت الأفكار تتلاقى بين مُنظّري وفلاسفة
جماعة الإخوان ونظرائهم في إيران، وفي كتاب "المستقبل لهذا الدين" لسيد
قطب 1959م، يتجلى تأثيره القوي فى حزب الدعوة العراقي ومن أفتى بحرمة الانضمام
لحزب البعث ووقتها أصبح لجماعة الإخوان فرع بأرض العراق، عرف باسم حزب الدعوة .
وفي عام 1966م ترجم الخميني كتب عديدة لسيد قطب للغة الفارسية من
أبرزها كتاب “المستقبل لهذا الدين” وفي مقدمة هذا الكتاب وصف الخميني سيد قطب
بالمفكر المجاهد الذي أثبت في كتابه أن العالم سيتَّجه نحو رسالتنا، وما حملته تلك
الرسالة نفسها ومضمون ذلك الكتاب تكرر الأمر في كتاب “أمتنا بين قرنين” ليوسف
القرضاوي، الذي وصف فيه ثورة الخميني بأنها صحوة إسلامية وانتصار للإسلام.
فيقول القرضاوي بكتابه “لقد أقام الخميني دولة للإسلام في إيران
وكان لها إيحاؤها وتأثيرها على الصحوة الإسلامية في العالم وانبعاث الأمل فيها
بالنصر”، ويعد كتاب “فى ظلال القران” لسيد قطب من أكثر الكتب انتشاراً وتأثيراً في
الشعب الإيراني في ذلك الوقت.
وإذا كان قد جاء اللقاء الأول بين الخميني وقيادات جماعة الإخوان
في باريس بعد أن تولى أبو الحسن بني صدر (الرئيس الأول لإيران بعد الثورة) ترتيب
تلك اللقاءات، فجاءت باقي اللقاءات في طهران وكانت أبرز الوجوه الإخوانية التي
التقت بالخميني التونسي راشد الخريجي الغنوشي، وعبد الرحمن خليفة مراقب الإخوان
المسلمين بالأردن، وجابر رزق ممثلاً عن إخوان مصر، وسعيد حوي ممثلاً عن إخوان
سوريا، وغالب همت من إخوان سوريا، وعبد الله سليمان العقيل ممثلاً عن إخوان
السعودية، وأخيراً وليس أخراً المصري يوسف ندا مفوض العلاقات السياسية الدولية
لجماعة الإخوان والذي كان أحد أهم حلقات الاتصال بين دائرة الخميني وجماعة
الإخوان، من خلال علاقته بضابط استخبارات إيراني أرسلته طهران لمدينة لوغانو
السويسرية حيث يقيم يوسف ندا، كذلك كان من أهم حلقات الاتصال بين الطرفين كلا من
إبراهيم يزدي المقيم بالولايات المتحدة، وبهشتي المقيم بهامبورج الألمانية، وخسروا
شاهي الذى أصبح فيما بعد سفير إيران لدى مصر. وأثناء تهنئة وفد الإخوان للخميني
بثورته عرض الوفد على الخميني مبايعته كخليفة للمسلمين بعد أن يوضح الخميني لجموع
المسلمين سنة وشيعة بأن الخلاف على الإمامة في عهد الصحابة كان خلافاً سياسياً،
بعيداً كل البعد عن الخلاف العقائدي والديني وحينها صمت الخميني ونحى ذلك الموضوع
جانباً قبل أن يعلن في دستور إيران بأن المذهب الجعفري هو المذهب الرسمي للدولة
وولاية الفقيه نائباً عن الإمام الغائب.
وكما كان حسن البنا وسيد قطب نموذجان ملهمان للشيعة إيران أو الإسلام
السياسي الشيعى ونواب صفوى ومن جاء بعده ...
فإن الخمينى وثورته مثل نموذجا ملهما لجماعات الإسلام السياسى فى
مصروباقى الدول العربية ، وكان أحد أبرز صورها وصف الشيخ عمر عبد الرحمن زعيم
«تنظيم الجماعة الإسلامية» للثورة بأنها «إلهاماً» عليهم إتباعه، و «نموذجاً» يجب
الاقتداء به.
بدأت العلاقات غير المباشرة بين «القاعدة وإيران» بعد اغتيال الأب
الروحي «لتنظيم القاعدة» عبدالله عزام في نوفمبر1989، وإعداد المخابرات
الباكستانية بالتعاون مع أجهزة أخرى غربية قائمة بأسماء أهم أعضاء التنظيم الذين
بدأو بالتسرب من أفغانستان بعد الانسحاب السوفييتي وكان على رأس القائمة أسامة بن
لادن وأيمن الظواهري.
وفى السودان كان اكبر تجمعا "للفرقاء الأيديولوجيين» والتي
توطدت خلال فترة رئاسة حسن الترابي، في نفس المرحلة التي توغل خلالها النفوذ
الإيراني في الخرطوم بناء على الإستراتيجية الإيرانية الدائمة التطويق المنطقة
العربية والبحر الاحمر ومصر.
ومروراً باللقاءات التي جمعت بين عماد مغنية رئيس الجناح العسكري
«لحزب الله» اللبناني، وكل من أسامة بن لادن، ومن بعدها بينه وبين أيمن الظواهري
للتدريب في «البقاع» جنوب لبنان.
وكان التعاون المشترك بينهما لتدريب وتسليح وتجنيد أعضاء جدد
«للقاعدة» وتبادل الخبرات يجرى على قدم وساق.
وقد كان أيمن الظواهري رئيس تنظيم القاعدة الحالي يبدى صراحة إعجابه
بالثورة الإيرانية عدة مرات، مروراً بالدور الذي لعبته طهران منذ شن الولايات
المتحدة حربها العالمية على الإرهاب في أفغانستان وتوفيرها ملاذا آمناً لقيادات
القاعدة الذين فروا إليها، ورفضها تقديمهم لأية محاكمات، أو تسليمهم لأية أطراف
دولية، ووصولاً إلى الدور الذي لعبه «سيف العدل» أحد قادة القاعدة المقيمين على
أراضيها والذي تلقى تدريبات متطورة في «فيلق القدس» لدعم «أبو مصعب الزرقاوي» من
تنظيم القاعدة في العراق والذي كان نواة تشكيل تنظيم «داعش» الإرهابي الذي توحش
لاحقاً باستيلائه على مناطق شاسعة من أراضي العراق وسوريا.
إضافة إلى محطة أخرى هامة بدأت فيها إيران استغلال «القاعدة» للعبث
بأمن الشرق الأوسط بعد تشكيل ما أطلق عليه «حزب الله الحجاز» أو «حزب الله
السعودي» الذي استهدف خلال التسعينيات الجنود الأمريكيين في السعودية، إضافة إلى
مسؤوليته عن تفجير «برجي الخبر».
كل هذا اثبتته وثائق «أبوت آباد» التي حصلت عليها القوات الأمريكية
من مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن لدى مقتله عام 2011 في باكستان،
ونشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «(CIA) في نوفمبر الماضي، كشفت تفاصيل جزء من
علاقة إيران بتنظيم القاعدة.
ومن بين 470 ألف وثيقة تم الحصول عليها من مخبأ بن لادن، خصصت 19
صفحة من هذا الأرشيف الكبير لعلاقات القاعدة البارزة مع الحكومة الإيرانية.
مرة أخرى نعيد ونكرر أن رموز التيارات الراديكالية الإرهابية تتمثل
فى :
- حسن البنا
- سيد قطب
- عمر عبد الرحمن
- أسامة بن لادن
أيمن الظواهرى..
وإجمالا تنظيم الإخوان الارهابى ...
وكل هؤلاء كان وما يزال يتمتعون باحترام وتقدير الجماعة الولائية الإيرانية
وبشكل ظاهر ولا ينكره عاقل حسن البنا وسيد قطب وجماعة الإخوان بشكل عام ........
وهذا يكشف مدى العلاقة الوثيقة بين الفكرتين والإيديولوجيتين
والتوجهين والإستراتيجيتين وكلهما وجهان لعملة واحدة..
0 تعليقات