طارق شنشل الفريجى
احتطت زيارة البابا للعراق بالكثير من البهرجة والتركيز الإعلامي
العالمي لغايات أجزم انه لم تكن عفويه أو مهنية.
ولكن أريد لهذا الكم من الاهتمام أن يصيغ مقدمات تهدف لإيجاد عقلا
جمعيا مؤسور لجماليات المظهر والأناقة وعبارات السلم والإخوة الإنسانية الجميلة في
وقعها بالنفس ليطل علينا قداسة البابا وهو يؤدي الصلاة لأبناء وبنات إبراهيم
والدعوة للعودة للديانة الإبراهيمية .
الديانة الإبراهيمية وحسب منطق القرآن هي الإسلام (( مَا كَانَ
إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) آل عمران)) هذا أولا.
وقد أدرك العقل البشري أن الأفكار والتشريعات وكل حقول المعرفه هي
سائرة ضمن منظومة التطور والتجدد والدين لم يكن ببدعا من هذا السياق السنني
المعرفي، فهل جاء البابا ليدعونا إلى الرجوع والتخلف الزمني؟
أن الدعوة البابوية التي حملها لنا كبير الفاتيكان ما هي إلا كلمة
حق أريد بها باطلا.
أما زيارته للمرجع الأعلى للشيعة السيد السيستاني فما كانت الا
حلقة ضمن المشروع المستهدف ضرب الإسلام في عناصر قوته إلا إنا مرجعية النجف كانت
الأذكى فقد عرت ما بيد الرجل من هراء حين بادرته بإيضاح دور الدين ورجاله في
الدفاع عن المظلومين والوقوف بوجه الظالم والذي لم تتطلع به منظومة البابويه على
طول مسارها التاريخي بل على العكس كانت العون والسند لقوى التكبر والاستبداد.
كما وأوضحت المرجعية دورها في الدفاع وحماية مسيحي العراق من منطلق
مهمة المرجعية وابوتها الراعية للجميع في الوقت الذي وقف فيه الفاتيكان موقف
المتفرج أمام هذا الظلم الكبير الذي لحق بالمسيحيين والمسلمين على حدا سواء دون أن
يردع من يقف خلف داعش ويغذيها بالمال والسلاح.
وتأكيد المرجعية على فلسطين المحتلة إعادة لمسامع العلم ما نسوه من
هذه المفرد ه وما تستبطنه من أدنى للكيان الغاصب ومن يقف خلفه ومن يطبل له
وللتطبيع معه ولسان حال المرجعية أين أنت من الإنسانية المظلومة وهمومها وأنت
تتملق للطغاة وتتزلف لهم ، ولسان حال مرجعينا قول أمير المؤمنين علي عليه السلام
(( مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ
فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ وَ لْيَكُنْ
تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ وَ مُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَ
مُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالْإِجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ اَلنَّاسِ وَ مُؤَدِّبِهِمْ )).
وفي الختام فقد كانت بساطة وتواضع ودربونة النجف درسا بليغا للإنسانية
كسر كل بهرجة وزخرفة أباطيل البابا.
0 تعليقات