فرقد الحسيني القزويني
.................................
أشار المؤرخون اليونان والسريان إلى ملكة عربية دعوها ماوية حكمت
القبائل العربية الضاربة في بلاد الشام وهاجمت فلسطين وفينيقية ووصلت الى مصر
ويظهر من الاخبار أن هذا الهجوم كان بعد ترك القيصر وألنس أو فالنس: أنطاكية .
..........................
هامش:الإمبراطور فالنس : إمبراطور في الإمبراطورية الرومانية
الشرقية بين عامي حكم من سنة ٣٦٤م إلى ٣٧٨م.
وهو فلافيوس يوليوس فالنس أغسطس:كان الأخ الأصغر لفالنتينيان الأول
الذي صعد للعرش بعد موت الإمبراطور جوفيان يوم ١٧شباط سنة ٣٦٤ وفي يوم ٢٨ آذار من
نفس السنة تم تعيين أخيه فالنس لكي يحكما بشكل مشترك حيث حكم فالنس الإمبراطورية
الشرقية بينما حكم فالنتيان الغربية قبل أن يقوم بروكوبيوس بتحدي فالنس فيعلن نفسه
إمبراطورا في أيلول سنة ٣٦٥م فتوجه من أنطاكية حيث مقره ليقمع التمرد وكانت الثورة
من الخطورة بحيث أنه فكر في التفاوض ولكنها فشلت بعد أن ترك بروكوبيوس أكثر رجاله.
وفي عام ٣٧١م بدأ حربا مع الفرس ورغم أنه لم يرد أن يخوض الحرب
بسبب الخطر المحتمل من القوط/ والذي سأتطرق إليهم بالتفصيل مستقبلا لكونهم الجزء
المخفي من دولة التوحيد/ فقد أجبر على أن يخوض حربا ضد شاهبور الثاني/ سيأتي شيء
من خبره لاحقا/ الذي احتل أرمينيا فعبر فالنس الفرات عام ٣٧٣م وانتصر في العراق
لكن هذا النصر لم يكن حاسما فعاد إلى إنطاكية في شتاء تلك السنة حيث اضطهد السحرة
وأناسا آخرين ظن أنهم يهددون حياته ورغم أن التحضيرات قد جهزت لمواصلة الحرب مع
الفرس وتأمين الحدود ولكن في عام ٣٧٧م تم وضع معاهدة بين الطرفين بشرط بقاء
ارمينيا بيد فارس .
كان فالنس أحد أتباع الطائفة الأريوسية واضطهد الكاثوليك
والأرثودوكس وتدخل بشكل قليل في شؤون الوثنيين.
.......................
حاربت ماويه الروم مرارا وانتصرت غير مرة ثم تصالحت معهم. وكان من
جملة ما اشترطته عليهم أن يسقف على عربها راهب يدعى موسى كان يتعبد في بادية الشأم
فوافق القيصر على ذلك. وكان هذا الراهب كاثوليكيًا معارضا لمذهب أريوس.
ويذكر المؤرخون أن غارات تلك الملكة على حدود الروم كانت عنيفة
كاسحة أنزلت الدمار والخراب بقرى وبمدن عديدة وألحقت خسائر فادحة بالأرواح والمال.
تذكر المصادر السريانية أن عربها كانوا من الـسارسين : وهو الاسم
الذي أطلقه السريان والروم على العرب.
تقول المصادر السريانية والبيزنطية أن نزاعا وقع بين ماوية التي
استلمت الحكم بعد وفاة زوجها وبين الروم أدى إلى توتر العلاقات بينهما. مما أدى
إلى هجوم الملكة على حدود الروم. ولما عجز الروم من الانتصار عليها استعانوا ببعض
سادات القبائل للتغلب عليها ولما وجدوا أن القبائل لم تفعل شيئًا اضطروا على
التفاوض معها لترضيتها بتعين موسى : المسمى يعقوب البرادعي: الذي قام بنشاط كبير
في نشر النصرانية اليعقوبية بين العرب.
وقد كان من مصلحة الروم تنصر الأعراب لأن في تنصرهم تأييدًا لهم
حتى وإن خالف مذهبهم مذهب الروم.
وقد حكم قبل ماوية عامل عربي أشار إليه المؤرخ أميانوس غير أنه لم
يذكر اسمه قال إنه : أسانيته أي عامل وإنه من السرسين .
يقول الدكتور جواد علي في مفصله: ويظن البعض أن مراد المؤرخ
بـأسانيته الغساسنة أي أن الكلمة من أصل غسان.غير أن هذا الظن معناه أن حكم الملكة
ماوية كان في أيام الغساسنة وأنها أزعجت الروم في وقت كان فيه آل جفنة على عرب
بلاد الشأم. وهذا ما لا تؤيده الموارد التأريخية المتوفرة لدينا الآن.
لذلك أرى أن حكم ماوية كان قبل تولي الغساسنة الحكم رسميًّا من
الروم. أو أن الملكة كانت تحكم في الأقسام الجنوبية من بادية الشأم ومنها أخذت
تهاجم حدود الروم المؤلفة لكورة فلسطين وتتوغل بها حتى بلغت فينيقة ومصر ولم يكن
حكم الغساسنة متمكنًا إذ ذاك فاستغلت هذا الضعف وأخذت تهاجم الحدود.اقول: وانا
اذهب الى القول الثاني.
..............
يروي المسعودي في مروجه خبرا مخالفا عما ذكرناه في البحث الماضي
اذكره لكم/ قال / كانت سليح كما يذكر الأخباريون يجبون من نزل بساحتهم من مضر
وغيرها للروم. فأقبلت غسان في جمع عظيم يريدون الشأم حتى نزلوا بهم فقالت سليح
لهم: إن أقررتم بالخراج وإلا قاتلناكم. فأبوا عليهم فقاتلتهم سليح فهزموا غسان.
ورئيس غسان يومئذ ثعلبة بن عمرو بن المجالد بن عمرو بن عدي بن مازن بن الأزد.
فرضيت غسان بأداء الخراج إليهم. فكانوا يجبونهم لكل رأس دينارًا ودينارًا ونصفًا
ودينارين في كل سنة على أقدارهم فلبثوا يجبونهم حتى قتل جذع بن عمرو الغساني جابي
سليح وهو سبيط بن المنذر بن عمرو الجضعمي.فتنادت سليح بشعارها وتنادت غسان بشعارها.
فالتقوا بموضع يقال له المحفف فأبارتهم غسان وخاف ملك الروم أن
يميلوا مع فارس عليه فأرسل إلى ثعلبة فقال: أنتم قوم لكم بأس شديد وعدد كثير وقد
قتلتم هذا الحي وكانوا أشد حي في العرب وأكثرهم عدة وإني جاعلكم مكانهم وكاتب بيني
وبينكم كتابا إن دهمكم دهم من العرب أمددتكم بأربعين ألف مقاتل من الروم بأداتهم
وإن دهمنا دهم من العرب فعليكم عشرون ألف مقاتل على أن لا تدخلوا بيننا وبين فارس.
وذهب محمد بن حبيب في المحبّر /إلى أن أول من ملك من الغساسنة
بالشأم هو /ثعلبة بن عمرو بن المجالد بن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد/
وذلك بعد فتك جذع بالضجاعمة فعهد إليه ملك الروم ديقيوس أمر تولي رئاسة عرب بلاد
الشأم وملكه وتوجه فصار بذلك أول ملك من ملوك غسان على نحو ما ذكرته.
وتولى الحكم بعد جفنة على رواية حمزة ابنه عمرو بن جفنة وكان ملكه
خمس سنين. ونسب حمزة إليه بناء عدة أديرة منها: دير حالي، ودير أيوب. ودير هند.
أما الأصمعي فقد أورد اسم الحارث بن جفنة بن ثعلبة بن عمرو بعد اسم
جفنة وقال عنه وهو الحارث الأكبر .
وأما محمد بن حبيب الذي جعل ثعلبة أول من ملك من الغساسنة فقد جعل
الحكم للحارث بن ثعلبة من بعده ثم لابنه جبلة بن الحارث بن ثعلبة ثم لابنه الحارث
وهو ابن مارية ذات القرطين ثم للنعمان بن الحارث ثم للمنذر بن الحارث ثم للمنيذر
بن الحارث ثم لجبلة بن الحارث.
وأما ابن قتيبة الذي جعل الحارث بن عمرو بن محرق أول ملوك آل غسان
فقد وضع الحارث بن أبي شمر من بعده. وقال: إنه الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر
وأمه مارية ذات القرطين كان خير ملوكهم وأيمنهم طائرًا وأبعدهم مغارًا. وكان غزا
خيبر فسبى من أهلها ثم أعتقهم بعد لما قدم الشأم. وكان سار إليه المنذر بن ماء
السماء في مائة ألف فوجه إليهم مائة رجل فيهم لبيد الشاعر وهو غلام وأظهر أنه إنما
بعث بهم لمصالحته فأحاطوا برواقه فقتلوه وقتلوا من معه في الرواق وركبوا خيلهم
فنجا بعضهم وقتل بعض وحملت خيل الغسانيين على عسكر المنذر فهزموهم وكانت له بنت
يقال لها حليمة كانت تطيب أولئك الفتيان يومئذ وتلبسهم الأكفان والدروع وفيها جرى
المثل: ما يوم حليمة بسر.
وزعم ابن قتيبة أن الذي ولي الملك بعد الحارث الأعرج بن الحارث
الأكبر هو ابنه الحارث بن الحارث بن الحارث ويسميه بالحارث الأصغر ابن الحارث
الأعراج بن الحارث الأكبر. وكان له إخوة منهم: النعمان بن الحارث
يقول الدكتور جواد علي /وقد وهم ابن قتيبة في الحارث بن أبي شمر إذ
صيره الملك الثاني وجعله ابنًا للحارث الأكبر في حين أنه الحارث بن جبلة الذي حارب
المنذر بن ماء السماء وهو صاحب يوم حليمة ووهم في الحارث الأصغر أيضًا حين صيره في
هذا المكان وجعله على هذا النسب ولابن قتيبة أوهام أخرى من هذا القبيل.
اقول/ وقد وهم الدكتور بالنعمان بن ماء السماء حيث الذي كان معاصرا
للاعرج الوهاب هو النعمان الكبير.
.................
الملك الثالث/ ثعلبة بن عمرو بن جفنة / على رواية حمزة وكان ملكه سبع
عشرة سنة. ونسب إليه بناء عقة وصرح الغدير في أطراف حوران مما يلي البلقاء.
ونسب البطليوسي في الاقتضاب إليه بناء صرح السدير في أطراف حوران
مما يلي البلقاء. وذكر مثل حمزة أنه حكم سبع عشرة سنة.
........................
الملك الرابع/ الحارث بن ثعلبة بن عمرو وكانت مدة ملكه عشرين سنة
وذكر حمزة أنه لم يبن شيئا
...................................
الملك الخامس/جبلة بن الحارث وهو ابنه حكم عشر سنين.
يقول صاحب المفصل/ وجبلة هو أول من يمكن أن نطمئن إلى وجوده من
ملوك الغساسنة كل الاطمئنان وهو "جبلس" عند ثيوفانس. وقد ذكر عنه أنه
غزا فلسطين حوالي سنة ٥٠٠ للميلاد.
.........................
الملك السادس/ ابنه الحارث بن جبلة الذي يمكن عده أول ملك نعرف من
أمره شيئًا واضحًا يذكر من ملوك آل جفنة. وهو في نظر نولدكه/ أريتاس/ الذي ذكره
المؤرخ السرياني ملالا وقد ذكر أنه كان عاملًا للروم. ويظن أن حكمه كان من حوالى
سنة ٥٢٩م حتى سنة ٥٦٩ م
عرف الحارث هذا عند أهل الأخبار بـالحارث الأعرج وبـالحارث
الأكبر.وبالحارث الوهاب
وذكر حمزة والبطليوسي وآخرون أن والدة الحارث هي مارية ذات القرطين
بنت عمرو بن جفنة. وذكر المسعودي ومحمد بن حبيب أنها مارية بنت الأرقم بن ثعلبة بن
عمرو بن جفنة واستدرك محمد بن حبيب على ذلك بقوله: بل هي مارية بنت ظالم بن وهب بن
الحارث بن معاوية بن ثورومن كندة. وهي أخت هند الهنود امرأة حجر الكندي وقد ضرب
المثل بحسنها فقيل: خذوه ولو بقرطي مارية وكان في قرطيها مائتا دينار.
وجعل ابن دريد للحارث بن جبلة من الولد: النعمان والمنذر والمنيذر
وجبلة وأبا شمر ذكر أنهم ملوك كلهم.
وقد ذكر ملالا أن الحارث بن جبلة حارب المنداروس أمير عرب الفرس
وانتصر عليه في شهر نيسان من سنة ٥٢٨م وذكر معه اسم أميرين، هما: جنوفاس ونعمان.
ويرى نولدكه كما يقول صاحب المفصل أن جنوفاس هو جفنة وهو اسم أحد الأمراء الجفنيين
سمي باسم جفنة مؤسس تلك الأسرة. وأما نعمان فهو أيضًا اسم أمير من أولئك الأمراء
الجفنيين.
ويذكر الدكتور جواد نقلا عن تأريخ بروكوبيوس أن المنذر ملك العرب
سركينوي الذين كانوا في مملكة الفرس لما أكثر من الغارات على حدود إمبراطورية
الروم وعجز قواد الروم وسادت القباب من أرباب لقب فيلارخ المحالفين للروم عن صده
والوقوف أمامه رأى القيصر بسطانوس/ وسيأتي ذكره/ أن يمنح الحارث بن جبلة الذي كان
يحكم عرب العربية لقب ملك ليقف بوجه المنذر.
وقد ذكر أن هذا اللقب لم يمنح لأحد من قبل. ولكن المنذر لم يكف مع
ذلك من غزو الحدود الشرقية لبلاد الشأم والعبث بها مدة طويلة من الزمن. وقد ذهب
نولدكه إلى أن هذه الحوادث كانت في سنة
وقد بلغ المنذر في هجومه على بلاد الشأم أسوار أنطاكية ولكنه تراجع
بسرعة حينما سمع بمجيء قوات كبيرة من قوات الروم تراجع بسرعة أعجزت الروم عن
اللحاق به. ويشك نولدكه في رواية بروكوبيوس بشأن منح الحارث لقب ملك ذلك لأن لقب
ملك كان خاصًّا بقياصرة الروم فلا يمنح لغيرهم.
لكن بعض كتبة اليونان كما يقول الدكتور جواد علي أطلقوا لقب ملك
على الأمراء العرب مثل ماوية فقد لقبت بـملكة.ولم يستعملوا كلمة/ فيلارخوس/ التي
تعني العامل أو سيد قبيلة.
وأما المؤرخون السريان فقد لقبوا رؤساء القبائل العربية بلقب ملك
في بعض الأحيان على نحو ما نجده في الشعر العربي. ولكن نولدكه يرى أن هذا
الاستعمال لا يمكن أن يكون سندًا لإثبات أن الروم أطلقوا لقب ملك على الحارث أو
على خلفائه رسميًّا لأن الوثائق الرسمية لم تطلق هذا اللقب عليهم.
والذي صح إطلاقه من الألقاب على أمراء الغساسنة وثبت وجوده في
الوثائق الرسمية هو لقب بطريق ولقب عامل أو سيد قبيلة /فيلارخوس/ مقرونًا بنعت من
النعوت التابعة له أو مجردًا منه كالذي جاء عن المنذر الذي حكم بعد الحارث بن جبلة
البطريق الفائق المديح ورئيس القبيلة فلارخوس المنذر والمنذر البطريق الفائق
المديح وما ورد عن الحارث البطريق ورئيس القبيلة.
ولقب البطريق من ألقاب الشرف الفخمة عند الروم ولذلك فلم يكن يمنح
إلا لعدد قليل من الخاصة ولصاحبه امتيازات ومنزلة في الدولة حتى إن بعض الملوك
كانوا يحبذون الحصول على هذا اللقب من القيصر.
وقد منح القيصر يسطنيانوس الحارث هذا اللقب البطريق وكذا فيلارخ
عليه فكان بذلك أول رجل من الغساسنة يمنح هذين اللقبين الذين انتقلا منه إلى
أبنائه فيما بعد
ويستمر نولدكه فيقول/ويلاحظ أن نص أبرهة الذي ذكر في جملة ما ذكره
أن الحارث بن جبلة أرسل رسولًا عنه إلى مدينة مأرب ليهنئه بترميمه سد مأرب لم يدون
كلمة ملك مع اسم الحارث ولكن ذكر ورسل حرثم بن جبلت أي: ورسول الحارث بن جبلة. فلم
يلقبه بلقب ملك ويدل عدم إطلاق أبرهة لقب ملك على الحارث على أنه اتبع الأصول
الدبلوماسية المقررة عند البيزنطيين وإن لقب ملك لم يكن لقبًا رسميًّا له مقررًا
دوليًّا. وقد كان وصول رسول الحارث أو رسله في سنة ٥٤٢م
...............
من هو الامبراطور يسطنيانوس؟
الجواب/ الإمبراطور جستينيان/كان إمبراطوراً رومانياً شرقياً
بيزنطيا حكم منذ شهر آب سنة ٥٢٧م الى يوم وفاته في تشرين الثاني سنة ٥٦٥م
يعرف أيضا باسم الإمبراطور الروماني الأخير.
ويعتبر قديساً في الكنيسة الأرثذوكسية ويحيى في الرابع عشر من
تشرين الثاني.
تولى الحكم بعد وفاة عمه الإمبراطور جستين الأول.
وجد جستينيان أن أرثوذكسية إمبراطوريته مهددة بالتيارات الدينية
المتباينة وخاصة المونوفيزية المذهب اليعقوبي الذي كان له العديد من الأنصار في
المحافظات الشرقية من سوريا ومصر.
المنوفيزية تؤكد أن يسوع المسيح امتلك طبيعة إلهية واحدة أو تركيبة
من الطبيعة الإلهية والإنسانية.
هذه العقيدة اعتبرت هرطقة من قبل مجمع خلقيدونية في عام ٤٥١م وكانت
السياسات المتسامحة تجاه المونوفيزية لزينون وأناستاسيوس الأول مصدر التوتر في
العلاقة مع أساقفة روما.
عكس جاستن هذا الاتجاه وأكّد عقيدة خلقيدونية، وأدان المونوفيزية
علانية.
حاول جستنيان الذي تابع هذه السياسة فرض الوحدة الدينية على رعاياه
من خلال إجبارهم على قبول التسويات العقائدية التي قد تروق لجميع الأطراف وهي
سياسة أثبتت فشلها لأنه لم يرضِ أيًا منهم.
مال جستينيان بعد ذلك إلى عقيدة المونوفيزية لكنه توفي قبل أن
يتمكن من إصدار أي تشريع. اما زوجته الإمبراطورة ثيودورا فكانت مونوفيزية وقيل
إنها كانت مصدرًا دائمًا للمكائد المؤيدة للمونوفيزية في البلاط في القسطنطينية .
أعاد جستينيان بناء كنيسة آيا صوفيا التي كلفت ٢٠ ألف رطل من الذهب
بعد أن دُمّر الموقع الأصلي أصبحت آيا صوفيا الجديدة بمعابدها وأضرحتها العديدة
وقبتها المثمنة المذهبة وفسيفسائها مركزًا للأرثوذكسية الشرقية في القسطنطينية.
بعد أن كان البناء الأول مركزا للمسيحيين الموحدين اتباع اريوس.
سوال/ من هو شاهبور الثاني؟
الجواب/شابور الثاني أو سابور ذو الأكتاف ٣٠٩م إلى ٣٧٩م هو أحد
ملوك الفرس وهو سابور بن هرمز بن نرسي. هو الملك الوحيد في تاريخ الساسانيين الذي
تم تتويجه وهو في رحم أمه وقد تم وضع تاج الملك على بطن أمه. ولد شابور ملكاً
وأثناء شبابه كانت الإمبراطورية الساسانية تحت سيطرة أمه والنبلاء في الدولة
فانتشر بين العرب والروم أن ملك الفرس صغير فطمعوا في المملكة الساسانية وفي تلك
الفترة غلبت العرب على سواد العراق. وكان أغلبهم من ولد إياد بن نزار وكان يُقال
لها طبق لإطباقها على البلاد. وملكها يومئذ الحارث بن الأغر الإِيادي.
فلما بلغ شابور ستة عشرة سنة أعد أساورته للخروج إليهم والإيقاع
بهم وكانت إياد تصيف بالجزيرة وتشتو بالعراق وكان في حبس سابور رجل منهم يُقال له
لقيط، فكتب إلى إياد شعراً ينذرهم به ويعلمهم خبر من يقصدهم. فلم يعبؤا بكتابه
فلما تجهز القوم نحوهم أعاد إليهم كتاباً يخبرهم فيه أن القوم قد عسكروا وتحشَدوا
لهم وأنهم سائرون إليهم لكنهم لم يأخذوا حذرهم فأوقع به شاهبور او سابور وقعة لم
يفلت منهم إلا نفر لحقوا بأرض الروم وخلع بعد ذلك أكتاف العرب فسمي بعد ذلك شابوو
ذو الأكتاف.
معاهدة سلام مع الإمبراطور البيزنطي كوستنتيوس الثاني حكم بين ٣٥٣م
و ٣٦١ م والتي فيها وافق كلا الجانبين ألا يهاجم أراضي بعضهم البعضِ لفترة زمنية
محددة.
اتبع الملك شابور الثّاني سياسة دينية قاسية وفي عهدِه اكتملت
مجموعة النصوص المقدّسة للزرادشتية المسماة أفيستا وتمت معاقبة المبتدع والمرتد عن
الدين الزرادشتي وتم اضطهاد المسيحيين الذين اعتنقوا مذهب البزنطنيين الذي اقره قسطنطين
الكبير في مؤتمر نقية .
0 تعليقات