هذه الضربة الأولى

 

 

حامد المحلاوى

 

الضربة الكبرى ستأتي مع افتتاح المتحف المصري الكبير

حدث اليوم هو الحدث الثقافي العالمي الأهم دون شك .. فأكثر من 400 محطة تلفزة عالمية نقلت الاحتفال المهيب المبهر بكل ما تعنيه الكلمة إلى شعوبها الذين لديهم عشق يصل درجة الجنون بالحضارة المصرية القديمة .. هناك جماعة تعبد خوفو باني الهرم الأكبر ! .. تصور ! .. الأجانب عموما مهاويس بتاريخ مصر القديم ! .. أتذكر تصريحا لوزيرة السياحة السابقة رانيا المشاط ( التعاون الدولي حاليا ) قالت فيه :

 

بعد افتتاح المتحف المصري الكبير أتوقع زيارة ٢٥ مليون سائح لمصر .. أحلم أن تدخل السياحة قلوب وعقول المصريين و أن تكون مصدر رزقهم بل وأن يصبح داخل كل بيت مصري فرد يعمل بالسياحة .. أحلم أن يتحول فن استقبال السائح والتعامل معه بشكل محترم ولائق إلى واقع ملموس يعكس عمق وعظمة ورقي حضارتنا ..

 

التغير الكامل والانقلاب الحقيقي سيحدث عندما يتم الانتهاء من إقامة أكبر صرح ثقافي عالمي وهو المتحف المصري الكبير ومعه تطوير منطقة الأهرامات التي أوكلت إلى شركة متخصصة محترفة .. أؤكد أنه لن تتوقف طائرات الشارتر طوال ال 24 ساعة يوميا لزيارة هذه المنطقة الملهمة .. أما السياحة الترفيهية فستتضاعف عند اكتمال مدينتي الجلالة والعلمين ليضافا إلى مدن شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم .. ما يتم فيهما شيء لا يصدق ! ..

 

كلام رائع وجميل لا اعتراض عليه فيما عدا جزئية واحدة .. أن مصر أكبر بكثير من هذا الرقم الذي ذكرته الوزيرة .. فرنسا مثلا تستقبل 90 مليون سائح .. إسبانيا 80 مليونا .. أمريكا 78 مليونا ... هذه دول لا تملك عشر ما تملكه مصر من مقاصد سياحية عديدة ومتنوعة يمكن أن تستقبل أعدادا أعلى من السياح .. أعلم أن البنية الأساسية عندنا ليست مؤهلة بدرجة كافية لاستقبال هذه الأعداد الضخمة .. لكن مهم أن نعلم أن السياحة بكل أنواعها ستكون المصدر الرئيس للعملة الصعبة دون جدال إن وفرنا لها البنية الأساسية .. الدولة انتبهت إلى هذه المسألة في عهد الرئيس السيسي وبدأت في إنشاء المدن السياحية الفخمة وتطوير المرافق المطلوبة بجهد رائع كما نشاهد ونرى ..

 

كلام مؤكد : السياحة ستكون الداعم الأكبر للخزانة العامة خلال سنتين أو ثلاثة على الأكثر بعد انتهاء الوباء ..

 

- قد يسأل سائل : وما دخلي بالسياحة ؟! ..

 

الجواب : عندما يتحسن الاقتصاد وتزداد القيمة الشرائية للجنيه ستعرف وتشعر وقتها بالفرق .. هذا الخط الاستراتيجي الذي تعمل عليه الدولة الآن