آخر الأخبار

(نقطة الصفر ٢)=======

 


 

باول رمزي

 

 

تكلمنا في مقالنا السابق (نقطة الصفر١) عن أهم نقطتان للصفر في تاريخ مصر الحديث وكانت تتمحور حول قرار الحرب وقرار السلام اللذان اتخذهما السادات في عهده.... ولكن للأسف فقد اعتقد البعض انه بعد استشهاد الرئيس السادات واحتفالهم باغتياله ان مصر قد نضبت من الرجال.... لقد اعتقد هؤلاء ان خلو مصر من زعيم بحجم السادات سوف يجعل من مصر العوبه في أيادي أطفالهم يلهون لها كيفما يشاءون..

 

عقب استشهاد السادات وتحت شعار حاجة مصر للاستقرار فرضوا علينا رئيس علي مقاسهم افسد التعليم والصحة ودمر القيم المجتمعة المصرية وحل مكانها الفوضي والجهل والمرض وعم الفساد ارجاء مصر وفقا لأهواء وأطماع أطفالهم في السيطرة علي مصر التي تم تقزيمها وأصبحت مصر مسخا علي مقاس أطفالهم.

 

ظن الأغبياء أنهم نجحوا في تقزيم مصر وستظل قزما ولن يعود لها شموخها وكبرياؤها.. طالما وضعوا اياديهم عليها ستظل تتلقي الاوامر من سفاراتهم... ولن يقبلوا بظهور ناصر وسادات جديد...الي ان اوصلونا الي ان يأتي مرسي رئيسا لمصر... وهذا كان بالنسبة لهم أفضل كثيرا من عودة ناصر او السادات.

 

نسوا أو تناسوا ان مصر ولادة ولن تنضب ابدا من رجالها العظماء الأوفياء... وكان لمصر وزير دفاعها وجيش مصر العظيم الذين عقدوا العزم علي ان يقدموا ارواحهم فداء لمصر وان يكون ولاؤهم بعد الله للشعب المصري

نقطة الصفر الأولي:

==============

كانت أهم (نقطة صفر) في التاريخ القديم والحديث لانها (نقطة صفر) قد اتخذ قرارها شعب مصر بأكمله في يوم الثلاثون من يونية وقد لبي جيش مصر العظيم مطالب الشعب المصري بازالة قوي الخيانة التخلف والفساد القابع علي قلب هذا الوطن وتحرك عشرات الملايين من المصريين ليعلنوا طرد قوي الظلام الهكسوسي الجديد وطردوه...

نقطة الصفر الثانية:

===============

كانت بمثابة اعلان الحرب الشاملة علي الارهاب (سيناء٢٠١٨) وكان القرار بشن حرب غاشمة علي الارهاب في سيناء وجميع اطراف مصر الحدودية في جميع الاتجاهات...

 

ففي الوقت الذي تحركت قوات وطائرات مااسموه بالتحالف ضد الارهاب بقيادة امريكية في كل من سوريا والعراق واليمن... شاهدنا حروبهم الكرتونية، شاهدنا قوافل داعش بمئات سيارات الدفع الرباعي تتحرك ذهابا وايابا بين الحدودية بين سوريا والعراق وطائرات هذا التحالف الذي يحارب داعش دون ان تطلق عليه طلقة واحدة محشوة شيكولاته... قوافل النفط المسروق يتحرك من داخل الاراضي العراقية والسورية متجها الي داخل الاراضي التركية

 

في يناير ٢٠١٨ كان انطلاق نقطة الصفر الثانية بحرب ابادة ضد العناصر الارهابية في سيناء... من خلال التقارير والبيانات اليومية مشاهد مظاهر هذا الابادة كالفئران في الصحراء.. شاهدنا خسائر الدواعش الفادحة في الارواح والمعدات والبنية التحدية وشاهدها العالم باثرة بما فيه تلك الدول الراعية للارهاب.. شاهدوا الحرب المصرية علي الارهاب ليس كما يحدث في سوريا والعراق واليمن... لذلك نجحت مصر في سحق وهزيمة الارهاب فيما بقي يسيطر علي الاراضي السورية والعراقية واليمنية وانهيار وتهدم مدن هذه الدول تماما.

 

نقطة الصفر الثالثة:

===============

عندما امتدت فوضي الخريف العربي الي السودان... كانت مصر رئيسا للاتحاد الافريقي وكانت نقطة الصفر المصرية والقارية هو اخراج السودان من اي محاولات التدخل الاقليمي والاممي في الملف السوداني... فقد قالت مصر... مايحدث في السودان شأن افريقي وسوف يتم معالجته داخل البيت الافريقي فقط واغلقت المجال امام اية تدخلات عربية او اوروبية او حتي الامم المتحدة ونجحت مصر في انقاذ السودان من تكرار السيناريو السوري واليمني والعراقي... وبحنكة مصر في ادارة رئاسة الاتحاد الافريقي نجحت في اسقاط المخطط في السودان

نقطة الصفر الرابعة:

===============

تأتي (نقطة الصفر) الرابعة في ليبيا... بعد ان زادات المطامع في تمزيق ليبيا بعد ان تمادت تركيا في اغراق ليبيا بالقوات التركية والمسلحين من المرتزقة والارهابيين... الامر الذي قد استفحل بما يهدد امن مصر من الجهة الغربية فلم يكن لمصر خيار سوي ان تضع خطا احمر في العمق الليبي (سرت/الجفرة) اما اي تقدم من تجمعات الميليشيات والمرتزقة ونقط القيادة والسيطرة التركية وكان تهديد مصر جادا واستطاعت وتمكنت مصر في هدوء وصمت في بدء السلام بين الفصائل الليبية المتصارعة... وتم البدء بالفعل في سحب المرتزقة من الاراضي الليبية

اخيرا:

=====

اذا نظرنا الي خريطة المنطقة العربية نجد ان ملفات العراق واليمن وسوريا... في يد الجانب الشرقي العربي متمثلا في دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا وروسيا والولايات المتحدة... وكانت رعاية هذه الاطراف لملفات هذه الدول كارثية بعد ان تعرضت المدن السورية الي تخريب كامل واصبحت الارض السورية نهبا مشاعا للجميع حيث تتمركز عليها قوات اسرائيلية وايرانية وتركية وروسية وامريكية وفرنسية وهجرها اكثر من عشرة ملايين سوري، اما الارض اليمنة اصبحت ركام وعشرات المدن العراقية تم تسويتها بالارض

 

اما في مصر فقد نجحت في خلق تحالف مصالح مصري اوروبي يحمي ثروات شرق المتوسط من سطو الاخرين وتامين امنها الاقليمي علي حدودها في ليبيا والسودان وكبح جماح منظمة حماس الارهابية واسرائيل علي حدودها الشرقية اما في الشمال فقد كانت قوة غاشمة تترقب اي محاولة خارجية تستهدف مصالحها الاقتصادية

 

كل هذه المحاور تعد معارك دبلوماسية غاشنة خاضتها الدبلوماسية تحت غطاء عسكري قوي يحمي ولا يعتدي يصون ولا يبدد اغلق باب التقسيم والتفتيت والصراعات المدمرة في ليبيا والسودان

 

اما الاخرون فقد فتحوا باب الحروب والصراعات وصنعوا الفرقة والوقيعة والتقسيم وساهموا في هدم مقدرات دول المشرق العربي واصبحت جزر منعزلة تعشش بها جماعات الارهاب من كل جانب والان يستدعون الاستعمار القديم لتسليمة بقايا هذه الدول في اليمن وسوريا والعراق ويعتقدون انهم بذلك يقدمون السلام الي شعوب هذه الدول

 

الم يتعلمون من مصر كيف تدار الحروب وكيف يقدمون السلام... والغريب انهم يعتقدون ان مصر تبحث لها عن مقعد القيادة لدولهم بعد ان ساهموا بطيشهم وعدم توافر الحنكة في ادارة ازمات المنطقة

ياسادة ان مصر لم ولن تقودكم... مصر تقود فقط من يؤمنون بقدراتها ويؤمنون بالسلام والعيش المشترك فعليكم قيادة المنطقة كما تشاءون ولكن عليكم ان تتعلموا كيف يمكن انقاذ وطن... كفا عليكم ان تتدارسوا كيف انقذت مصر ليبيا والسودان دون حروب دون ارسال جندي مصري واحد الي اراضي جيرننا.. كيف حمت مصر ثرواتها الاقتصادية في شرق المتوسط دون اطلاق رصاصة واحدة في مياه البحر المتوسط

انها مصر العظيمة شاء من شاء وابي من أبي

ويجعله عامر

 

إرسال تعليق

0 تعليقات