هانى عزت بسيونى
بعد فشل اجتماعات كينشاسا اليوم ، أصبح واضحاً جداً أن إثيوبيا
تؤكد للجميع انها تقوم بحرب بالوكالة ضد الشعبين المصري والسوداني ترقى لدرجة
الإبادة ... وبالطبع معروف لصالح من .؟
فأطماع إسرائيل بمياه النيل ليست بأمر جديد بل تمتد جذورها مع
الأساطير الدينية اليهودية والتى ترتكز على دعوى أرض الميعاد وفقاً لما يزعمونه
بأن التوراة أوردت أن الرب قطع العهد لإبراهيم وأولاده بأن يأخذوا الأرض الممتدة
من نهر النيل إلى نهر الفرات وهو ما يرمز اليه علم الكيان الصهيوني كما نعلم .
فالصهاينة يحلمون منذ زمن بتنفيذ مشروع الصهيوني «يائير» لتوصيل
مياه النيل إلى إسرائيل ..
وقد جاءت الحركة الصهيونية لتطويع تلك المزاعم الدينية اليهودية
لترابطها بمخططها الخبيث ، وما زلنا نذكر ما أعلنته رئيسة الوزراء السابقة "
جولدا مائير " قبل عقود في خطاب لها بقولها : " أن التحالف مع تركيا
وأثيوبيا يعني أن أكبر نهرين في المنطقة وهما النيل والفرات سيكونان في قبضتنا
" ..!
وقد نجحت إسرائيل بالفعل بالتغلغل والوصول الى نهر الفرات بالعراق
، والآن تعمل من خلال إثيوبيا للوصول الى التحكم بنهر النيل الأزرق والذي تعتمد
عليه مصر بمعدل ٨٥٪
من مايصل إليها من مياه لما بعد حدود إثيوبيا وليس قبلها ..
وكان قد برز مشروع المهندس الإسرائيلي « إليشع كالي » عام ١٩٧٤
بطلب توصيل مياه النيل عبر أنابيب مياه يتم تمريرها أسفل قناة السويس يحصلون فيها
على نسبة ١٪
من مياه النيل من خلال مشروع أطلق عليه مشروع «يائير» كما سبق الإشارة وعرض
المشروع شراء هذه الكميات من المياه ( كما تسعى إثيوبيا الآن لبيع المياه لمصر
وتعلن من خلال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإثيوبية بكل صفاقة وغرور ) مع
إمداننا بتكنولوجيا لجعل الحصة المتبقية تكفينا في مصر ...!!
وفي تصريحات وزير خارجية أمريكا خلال حرب الخليج «جيمس بيكر» وقوله
إن النظام العالمي الجديد المزمع إقامته عقب انتهاء أزمة الخليج سوف يراعي مسألة
إعادة توزيع المياه بين إسرائيل وجيرانها العرب دليل من عدة أدلة لتوثيق ذلك ..!
وبالفعل تصاعدت بعد حرب الخليج الأولى حدة التغلغل الصهيوني
وبالتواطؤ لتقسيم السودان وهو ما انتهى إلى شمال وجنوب ، ومازال هناك خطر لتقسيم
ثالث وفصل «دارفور» عن جسد الدولة السودانية .. ناهيك عن هرولة حكومات عربية من
بعض دول المنطقة للأسف لإنشاء علاقات مع تل أبيب دون مقابل ومساهمتها باستثمارات
ضخمة في إثيوبيا وبناء السد ..!!!
وبدأت مظاهر محاولات إسرائيل في عنتيبى بأوغندا بإقناع عدد من دول
حوض النيل بالتنصل من اتفاقيات تقسيم مياه النيل المبرمة أعوام ١٩٠٢ و ١٩٢٩ و ١٩٥٩
وبزعامة إثيوبيا وبأن ذلك سيحقق مصالحهم التي تستحوذ عليها مصر !!..
فتم عقد اجتماعاً عام ٢٠٠٤ للبحث عن إطار قانوني ليحل محل تلك
المعاهدات بشأن استخدام مياه النيل امتنعت عن حضوره مصر والسودان .. لتتنصل دول
حوض النيل من الاتفاقيات التي تنظم علاقة الدول المتشاطئة على نهر النيل لأهداف
واضحة لأي عاقل ..
ولم تتوقف المحاولات الإسرائيلية في التغلغل إلى مياه النيل سواء
عن طريق إقامة مشروعات أو سدود في روافد النيل حتى أصبحنا الى ما نحن فيه اليوم
..!.
لذلك لا يجب ان يتساءل البعض عن لماذا تستقوى إثيوبيا وتتحدى مصر
علناً لهذا الحد !!..
وإذا علمنا أن إسرائيل كانت طرفاً من البداية في اختيار موقع السد
وإعداد التصميمات والتنفيذ فيما بعد فيجب أن نتوقع كل شئ خاصة أن إثيوبيا رفضت
حصولنا على نسخ من الرسوم الهندسية أو حتى إطلاعنا عليها ..!.
ولكن ماذا بعد !!؟؟..
أن المتابع الموضوعي للقضية يرى بوضوح التهديد المباشر والصلف
المغلف بالغرور للقيادة الأثيوبية بالعدوان على الشعبين المصري والسوداني وهي حرب
عدوانية تنبع من كراهية إثيوبية شديدة للشعبين تحقق في ذات الوقت مصلحة إسرائيل
بالتأكيد ، لتدفع القيادة المصرية دفعاً لاتجد منه مناص الى المواجهة الخشنة لصد
هذا العدوان وبسيناريوهات عدة لابد أن تنتهي بتدمير حلم إسرائيل لانه لايوجد حل
آخر .!
0 تعليقات