آخر الأخبار

لا أخمش وجه الصاحب

 




 

عز الدين البغدادي

 

مثل من أمثال العرب، له قصة. وقصص الأمثال بعضها حقيقية وبعضها افتراضية، لا سيما تلك التي توضع على ألسن الحيوانات، ومما رواه العرب في ذلك أن ثعلبا أراد أن يغدر بالأسد ففكر أن يحتال لذلك، رأى يوما حصاة بيضاء ناصعة البياض بين صخرتين تبدو لمن يراها كأنها شحمة، فجاء إلى الأسد وقال له: يا أبا الحارث إني رأيت شحمة بيضاء ما رأيت أحسن منها، وقد رغبتْ نفسي عنها لك، فقال له الأسد: وأين هي؟

 

قال: تعال معي، فأشار إلى الحصاة فأدخل الأسد رأسه بين الصخرتين فعلق رأسه، فلما أراد أن يسحب نفسه لم يقدر على ذلك، وهنا انتهز الثعلب الفرصة فبدأ يضرب الأسد من خلف، فصاح الأسد: ويلك يا ثعالة ماذا تفعل؟

 

قال: أريد أن أخرجك، قال: فليس كذلك لكن تعال من قِبَل الرأس (أي من جهة الرأس)، فقال له الثعلب: لا أخمش وجه الصاحب‼

 

لا انزعج ممن ينتقد، فالنقد المنهجي يساهم في تصحيح الفكرة وتقويتها، كذلك لا أعبأ بمن يهرج، فأنا أعلم أن ما أطرحه يغيظ أناسا ويضر آخرين، ومن أراد أمرا كبيرا تهون عليه مثل هذه الأمور، لا سيما واني اعلم أن كثيرا من الناس يتفاعلون ايجابيا مع هذا الطرح، وهذا يكفي. لكن أشد ما يؤلم هو من يأتيك بصورة صديق يلقاك بوجه مسبشر فإذا أعطيت له ظهرك سلقك بألسنة حداد، لكن كما قيل: من يتكلم خلفي أتركه خلفي.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات