علي الأصولي
روى الشيخ أمين ابو علي القطيفي. عن شيخه المروجي أنه شاهد في
النجف الأشرف العالم الفيلسوف الكبير آية الله الشيخ عبدالكريم الزنجاني النجفي
المتوفى (١٣٨٨ﻫ) - طاب ثراه - وكان يصلي الجماعة في الحرم العلوي وكان ذا منظرٍ
بهي وملابس نظيفة أنيقة وعلمٍ جم .
ونقل عنه كلمة قيمة مفادها : أنه ينبغي لطالب العلم أن لا يتعرّض
لشيء قبل أوانه (كنايةً عن لزوم الصبر والتريث في طرح الأمور)
واستظهر المروجي ان هذه الوصية هي من وحي تجربة الشيخ الزنجاني
الشخصية حين كان يرى نفسه أعلما وطبع رسالته العملية (ذخيرة الصالحين ومناسك الحج)
في زمان مرجع الطائفة الأعلى السيد أبو الحسن الأصفهاني المتوفى (١٣٦٥ﻫ) فكان هذا
موجبا لتأسفه حتى اعتقاده لمطابقته للواقع [علماً أنه من ضمن أفراد قلائل من الذين
اجيزوا بإجازة الاجتهاد من قبل فقيه عصره السيد محمد كاظم اليزدي] انتهى:
يبدو لي بأن الشيخ الزنجاني لم يبدي هذه الوصية إلا بعد تجربة
عميقة هو خاضها ولاحظها وعدم وجود التحديات التي صاحبة مسيرته وعصره فكان الأمر
يسير بإنسيابية وكل مجتهد متصد يعرف تكليفه علاوة على فضلاء الحوزة وكونهم يتحركون
كخلية النحل وكل ووجهته.
بينما لو قدر للمرحوم الشيخ الزنجاني ومعاصرة الواقع العراقي لأعلن
اجتهاده مبكرا بل واعلميته حتى مع وجود من يكبره سنا وأقدم منه طبقه. لما يوجد من
ترهلات مفجعة والواقع الشيعي العراقي الملحوظ حتى لو حاول أنصار الاتجاهات
الآخوندية الحالية إغماض النظر عنها أو محاولة ترحيلها إلى أمد آخر والأفق ببابك ..
0 تعليقات