آخر الأخبار

لماذا يرفضون ؟

 

 


شريف السركي

 

ما سأكتبه الآن سيدرك أهميته الجيل القادم من المصريين والأجيال اللاحقة لهم .. وسيحكمون علينا .. تماما كما حكمنا على أجدادنا السابقين فعرفنا من هو العظيم الغيور على أمته و بلده ومن هو الضعيف الذي فرط فيهما.

...

سؤال

 

ربما يتساءل كثيرون : ما الضير في أن توقع أثيوبيا إتفاقا ملزما بحقوق مصر والسودان المائية ؟ لو وقفت الأمور عند سد النهضة لما كانت هناك مشكلة أبدا في ذلك ...

 

بالعكس تماما .. فجريان مياه النيل الأزرق عبر السد إلى السودان ومصر كفيل بإنتاج أثيوبيا للكهرباء الغزيرة وبالتالي فهو مصلحة للطرفين . ومن الواضح أن محاولة أثيوبيا منع المياه عن مصر والسودان بحجزها أمام السد في بحيرته يرتبط بإضعاف قدرة السد على توليد الكهرباء التي هي الهدف المعلن من وراء بناء السد.

...

لكن المسألة ليست كذلك نهائيا

 

أثيوبيا يستحيل أن توقع على اتفاق ملزم مع مصر والسودان يحدد حصص الدولتين في مياه النيل الأزرق لسبب بسيط جدا .. وهو أنها لا تنوي أبدا الاستمرار في السماح لمصر والسودان بالحصول على هذه الحصص بشكل طبيعي و بحرية في المستقبل.

 

في الحقيقة إن سد النهضة ليس إلا بداية لسلسة طويلة من السدود المزمع إنشاؤها على النيل بحيث يتم تبديد مياهه داخل بحيرات متعددة في الداخل الأثيوبي إلى أن تصل الأمور لحجز الماء بشكل شبه كامل عن مصر والسودان.

 

عندما يحدث ذلك ستصبح رقبة مصر والسودان تحت قدم أثيوبيا و يبدأ الابتزاز من جانبها في مقابل الماء .. وسيكون إبتزازا بكل الطرق القذرة التي يمكن أن نتخيلها ..

 

وقد سبق للأحباش محاولة حرمان مصر بشكل كامل من ماء النيل الأزرق منذ حوالي 500 سنة عن طريق تحويله بشكل تام ليصب في البحر الأحمر. حدث ذلك بمساعدة برتغالية زمن السلطان الغوري. وكانت البرتغال وقتها الخصم اللدود لمصر في التجارة العالمية وتنافسها في امتلاك أكبر أسطول في العالم ... وكانت المبادرة من جانبهم بدون مصلحة لهم إلا الإضرار بمصر فقط فحقدهم على مصر عميق جدا ويمتد لآلاف السنين.

 

لو كانت نية الأحباش تحسين أحوالهم بتوليد الكهرباء كما يدعون لما كانت هناك أي مشكلة في الوصول لاتفاق ملزم كما يقتضي العرف الدولي والأخلاقيات الطبيعية. لكن الأحباش إستبدلوا البرتغاليين بأعداء مصر الحاليين وهم كثير ويمتلكون المال والنفوذ والتأثير .. وكما كان الحال في السابق فإن مصلحتهم الخاصة نفسية بالأساس بالإضافة إلى الحسنة التي سيقبضونها من أعداء مصر و النوبل النجسة التي نالها رئيسهم.

 

إن الحل السياسي والاتفاق والتراضي والتوافق كلها كلام فارغ ... وأنا أدعي أنه حتى الاتفاق الملزم لا قيمة له. إن السد هو فاتح بوابة الخراب التي أعدها لأثيوبيا ألد أعداء مصر وهم معروفون غير أن الكثيرين من المصريين يجهلونهم أو يدعون ذلك.

 

هذا السد يجب تدميره .. ومن بعد تدميره فإن الشعب المصري كله سيقف خلف زعامته مهما حدث أو تنمرت قوى الشر في العالم ضدها.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات