عز الدين البغدادي
اعتقد الدكتاتور أن الحياة لا يمكن ان تستمر بدونه، لا سيما وأنه
تجاوز فيما سبق مواقف حرجة ومفارق صعبة… بعد فترة حكم استمرت لربع قرن تقريبا،
سلّم وبسهولة العراق لقوات الغزو الأمريكي التي قطعت آلاف الكيلومترات من بلادها
لتحتل هذا الوطن الذي أدمن الحزن.
كمعظم العراقيين فرحتُ عندما سقط صدام، لكن عندما رأيت أول مدرعة أمريكية
تسير في الشارع شعرت كما لو أنها تسير على جسدي‼ تألمت جدا وكان موقفي سرا وعلنا
ان أكون ضد الاحتلال ومشروعه وعملائه.
الاحتلال عار، عار على أي بلد أي أمة يقع تحته. والاحتلال احتلال،
لا يمكن تبريره ولا يمكن تجميله، ولا يمكن لأي ثقافة أن تبرر الاحتلال!
لا يمكن تبرير تأييد الاحتلال بظلم النظام السابق، شبهت سياسيا
عراقيا كان يفتخر بأنه كان دليل الخيانة وأنه قاد مشروع التحرير بأنه مثل شخص
استأجر مجرما وطلب منه أن يغتصب أمه حتى يغيض زوجها.
من يفرح باحتلال بلده فهو أحد اثنين: إما أن يكون عميلا وجزءا من
مشروع المحتل، او يكون شخصا محدود الفهم ولا ينظر للغايات ولا للأسباب الحقيقية
المحركة.
استهدف العراق لأنه قلب الأمة، وهذا ما حصل، سقط العراق فسقطت الأمة،
وعندما ينهض العراق ان شاء الله ستنهض به الأمة.
في مثل هذا اليوم 9 نيسان، دخل العراق نفقا مظلما، وتسلط عليهم
أوباش الأرض الذين ضربوا مثلا في الخيانة واللصوصية والعمالة لم يسجل التاريخ لها
مثيلا من قبل.
أثيرت الهويات الفرعية وتم تقويتها: المذهبية، العشائرية،
المناطقية، الحزبية في سبيل إضعاف الشعور بالانتماء لهذا الوطن؟ أي عمالة أكثر من
هذه العمالة؟ وأي خسة يقع فيها سياسي أو مثقف وهو يبرر احتلال وطنه.
المستقبل لك يا عراق، ، وسترجع كما كنت بل أفضل مما كنت. وحثالات
الزمن الأغبر ستساقط، وستأخذ مكانها الذي تستحقه في مزبلة التاريخ.
العراق جمجمة العرب، وكنز الإيمان، ورمح الله في أرضه. سيرجع
العراق أقوى، أجمل، أعظم. سينهض العراق، وسيرفع رأسه، وسترفع الأمة رأسها به ( وان
غدا لناظره لقريب)
هذا قدرك، فأنت العراق.
0 تعليقات