محمود جابر
فى ساعة متأخرة من مساء أمس أرسل لى صديقا مقطع فيديو لمستشفى ابن
الخطيب وهو يحترق .
المشهد كان مفجع لدرجة جعلتنى امتنع عن الكتابة، ودار فى ذهنى عدد
من الأسئلة، مستشفى طوارىء لحالات وبائية حرجة لابد وان تكون فى اعلى جهوزية من
الطوارىء وطفايات الحريق ولابد وان يتواجد بالقرب من المستشفى وحدة إطفاء، ولكن
حتى لو كان كل هذا غير موجود ولكن من المشهد العام يبدو ان وحدة الاستجابة الشرطية
للطوارىء تكاد تكون منعدمة لدرجة ان شرطة المطافى لم تاتى الا بعد ان اتى الحريق
على المستشفى والمرضى وترك كارثة محققة .
والنتيجة كما هو معلن 100 حالة وفاة حرقا!!
فضلا عن الإصابات الأخرى، ولاحظ أننا نتكلم عن حالات تعانى من مرض
وبائى وحالتها الصحية لا تساعدها على التشافى من مرضها فضلا عما طرأ من إصابات
بفعل الحريق والدخان والاختناق ووو.
ومرت ساعات وانا أتابع كافة وسائل الإعلام العراقية ولم يخرج مسئول
ولم يخرج وزير الصحة ولم يخرج أحد يعتذر ويعلن مسئوليته عما جرى فى المستشفى .
لم نسمع صوت لبرلمانى عراقى يدعوا لجلسة طارئة للمجلس النواب ويسحب
الثقة من الوزير بل حتى من الكاظمى شخصيا .
لم أرى احد من مراجع العراق على كثرتهم يخرج ببيان عزاء للشارع
العراقى المحترق مرضا وحرقا وإهمالا وينادى بان يحدث كذا وكذا ...
الكل صائم عن الكلام ...
ولن وجدت صورة أخرى لمعمم لا اعرفه يتجول فى أروقة المستشفى ولا
اعرف من هو هذا المعمم ولاى مرجع يتبع ولاى جهة حكومية هو ولا ما هى الطريقة التى
سوف يعالج بها الموقف ويدعو للمسائلة والمسئولية كل هذا لم أجده كل ما أجده هو قبض
الريح وسيل من الأسئلة ليس لها جواب .
ولكن هناك مئات الخطوط الحمراء التى يتمتع بها سكان الخضراء فى
بغداد او خضراء النجف ولكن أراهن على الشارع ان يسقط كل هذه الخطوط الزائفة التى
لم يحصد منها المواطن العراقى سوى الكوارث والويلات .
للاسف الصورة المنشورة لعشرات الرجال الذين امسكوا بايديهم أجهزة المحمول للتصوير الحادث صورة لا تعكس نجوة وشهامة اهل العراق !!
0 تعليقات