آخر الأخبار

ما وراء العقيدة : البترية وظهوراتها التاريخية ..

 

 


 

 

علي الأصولي

 

يشير مصطلح البترية تاريخيا وتحديدا بتاريخ نشوء الفرق والمدارس في العصور الإسلامية المتقدمة.

 

إلا أن ظهور الفرقة البترية في تلك الإعصار لا يعني عدم وجود أفكار البتر في الإعصار المتقدمة سواء في عصر الرسالة أو في عصور الانبياء السابقين.

 

إذ أن وجود فكرة الخلط بين موالاة الحق وغير الحق حاصلة على طول تاريخ البشرية قديما وحديثا والى أن يرث الله الأرض ومن عليها. غاية ما في الأمر تتمظهر الفكرة بمظاهر وأسماء وعناوين وشخصيات وأتباع ونحو ذلك.

 

عرف عن البترية في الواقع الشيعي على أيام عصر النص والإمامة. عرف عنهم كونهم جماعة شيعية أصابها الخلط الفكري والعقدي في متبنياتها إذ أنها - هذه الجماعة - خلطت بين مفهوم الموالاة ومفهوم البراءة. ففي الوقت الذي نشاهد ونقراء عنهم أنهم يووالون أهل البيت(ع) نجدهم في الجهة الأخرى يوالون غيرهم وتحديدا الخلفاء الأول والثاني حصرا. وعندما أقول موالاة فهو حب واعتزاز وطاعة وإظهار ذلك إلى العلن وعلى مرأى ومسمع من المعصوم وأصحابه ومن والاهم.

 

هذه المجموعة تزعمها على ما أفاد الطوسي في - اختيار معرفة الرجال للكشي - تزعمها كثير النوا ، والحسن بن صالح بن حي، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عينية، وسلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد ، فهؤلاء هم رؤوس البتر وحاصل دعوتهم الولاية لعلي(ع) والشيخين معا.

 

وجاء في سبب تسميتهم ما يلي: عن سدير ، قال : ( دخلت على أبي جعفر (ع) ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النواء وجماعة معهم . وعند أبي جعفر (ع) أُخوة زيد بن علي(ع) ، فقالوا لأبي جعفر (ع) : نتولَّى عليّاً وحسناً وحسيناً ، ونبرأ من أعدائهم ؟ .

 

قال : « نعم » .قالوا : نتولَّى أبا بكر وعمر ، ونبرأ من أعدائهما ؟ قال : فالتفت إليهم زيد بن عليّ(ع) ، وقال لهم : ( أتتبرَّؤن من فاطمة ! بترتم أمرنا ، بتركم الله ) فيومئذٍ سمّوا البتريّة ".

 

وقد روى الشيخ الطوسي أيضاً في الصحيح عن إسماعيل الجعفي ، قال : قلت لأبي جعفر (ع) : رجلٌ يحبّ أمير المؤمنين(ع) ، ولا يتبرّأ من عدوّه ، ويقول : هو أحبّ إليّ ممّن خالفه . فقال : « هذا مُخَلِّط ، وهو عدوّ، فلا تصلِّ خلفه ولا كرامة ، إلَّا أنْ تتّقيه ».

 

وكيف كان: ما أريد بيانه هو أن ظهور الفكر البتري قديما وحديثا فهو يرجع أما لمصالح سياسية أو لجهل في قراءة المنظومة الدينية أو على أقل التقادير اشتباه وان كان حصول الاشتباه نادر الحدوث في ما نحن فيه والى الله تصير الأمور ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات