ميدان التحرير وحكاية فنان .. وعالم آخر من الفن الإنساني ...!!!

 

 

 

بقلم / محمد شافعى

 

ميدان التحرير حكاية كبير فى حياة أغلب فنانين مصر .. أو من لهم علاقة بالثقافة والفن .. بداية من نجيب محفوظ ومشواره اليومى من العجوزة الى قهوته المفضل قهوة على بابا ويجلس دائما بالدور الثانى بجوار الشباك الزجاج المطل على ميدان التحرير .

 

كان هناك فنانون يسكنون بالميدان والشوارع المجاوره له .. فهناك نجم الكوميديا محمد عوض الذى كان يسكن ب ٧ شارع طلعت حرب أول طلعت حرب مع ميدان التحرير، وهناك جورج سيدهم الذى كان يسكن أمام المتحف المصرى .. ومعه بنفس العقار سميرة عبد العزيز وزوجها المؤلف محفوظ عبد الرحمن وبجوارهم الفنان محمد شومان، وكان كاتب المقال يقطن بالعقار 9 ميدان التحرير مع أسرته، وكان ملتقى لجميع الفنانين فى هذا العقار والأسماء كثيرة من النجوم والفنانين الفنانات والمخرجين والمخرجات .

 

كان هناك أربع مقاهى بالميدان ملتقى أغلب الفنانين فى نهاية اليوم وبعد منتصف الليل، منهم مقهى أسترا؛ الذى تحولت الى بيتزا، وكانت أسترا مقر غالبيه الفنانين، لان بها مسرح المقهى بقيادة القدير الراحل عبد الرحمن عرنوس مؤسس مسرح القهوة وأكتشف من خلاله العديد من النجوم فيما بعد منهم الراحل القدير أحمد زكى .. وكان الرصيف الذى أمامها يقتظ بالكراسى والترابيزات ويستمر السهر حتى الفجر .

 

وهناك قهوة على بابا وذكريات عم على صاحب القهوة الشكلى لان كان أصحابها فلسطينيين قبل بيعها، وكانت ملتقى الأدباء والكتاب والمؤلفين وبعض الموسيقيين [ حيث أن قهوة الموسيقيين الرئيسية كانت بباب اللوق بشارع صبرى أبو علم ] ، وهذه القهوة كانت للصف الثانى من الفنانين على عكس قهوة أسترا قهوة النجوم والمشاهير .

وعلى الناحية الثانية من الميدان مقهى وادى النيل أسف العقار الذى يقطن به كاتب المقال . وكان يتجمع عليها أحيانا شباب الفن أمثال علاء عوض ووائل نور وعبد الله محمود .... الخ .

 

ومقهى البربرة بعد البريد وكانت أقل مقهى فى الميدان .

 

وقريب من الميدان مسرحان هم من أهم مسارح مصر فى القرن الماضى ، وهما مسرح الليسية الحرية والذى كانت تقطنه فرقة الفنانين المتحدين بقيادة سمير خفاجة ومصطفى بركة ؛ قبل انفصالهما عن بعض وكون بركة فرقة خاصة به وكان مقرها المسرح الجديد بباب اللوق التابع للغرفة التجارية .

 

وكان مسرح الليسية من أهم المسارح وأهم الفرقة بالقطاع الخاص واخرج نجوم الوسط الفنى حتى الآن منهم عادل إمام وأحمد زكى ويونس وهادى .

 

وأيضا بجوارهم قاعة إيورت التابعة للجامعة الأمريكية وكانت القاعة تتميز بأنها تعرض كل أسبوع فيلما أجنبيا جديد تبع نادى السينما .

 

وعلى بعد كيلو متر تقريبا وبالتحديد بباب اللوق استأجر مصطفى بركة مسرح الغرفة التجارية وأطلق عليه اسم فرقة المسرح الجديد بباب اللوق، وكان منافسا للمتحدين وأنتج عروض مسرحية أخرجت الى عالم النجومية محمد صبحى من مسرحية انتهى الدرس ياغبى وأيضا أنتج لنور الشريف ونجاح الموجى والهنيدى وغيرهم من نجوم القرن الماضى .

 

وعلى بعد أثنين كيلو متر بالتحديد بالقرب من ميدان طلعت حرب، كان هناك سينما راديو .. والتى تحولت فيما بعد الى مسرح وسينما راديو وهى ملك أولاد جعفر ، ويمينا فى نهاية شارع قصر النيل مع تلاقيه مع ميدان التحرير مسرح قصر النيل، والتى كان من أهم مسارح مصر لانه كانت تقام عليه أغلب حفلات أضواء المدينة وحفلات أم كلثوم الكبيرة .

 

أن ميدان التحرير ليس بالشكل وتغييرات والألوان وابهارات بالاضاءات .. بل هناك تاريخ فنى فى الميدان لم ولن يكتب بعد .. وهناك نجوم وفنانين وراقصات كبار انطلقوا من هذا الميدان .. ولو تحدثنا بصدق لابد ان يكتب فى هذا الميدان عشرات الكتب بسبب الفن والمثقفين الذين كان الميدان حياتهم منبع الهامهم .

 

أسألوا التاريخ عن الميدان وهو يحدثكم عن الكثير والكثير والكثير .

للحديث بقية لو كان فى العمر بقية .