علي الأصولي
ذكرت في مقال قديم ان أول من نبه لأطروحة {خفاء العنوان}
وخلافا للفهم المتشرعي الإمامي هو السيد صدر الدين الصدر في بحثه
حول - الإمام المهدي - وعنه أخذها السيد الصدر في كتابة - موسوعة الإمام المهدي -
فجعلها قطب رحاها في قبال المشهور ، مشهور المتشرعة وأطروحتهم {خفاء الشخص}
إذ ذكر (رض) ما نصه: أننا في تاريخ الغيبة الكبرى عرضنا أطروحتين
احدهما. أطروحة خفاء الشخص والأخرى أطروحة خفاء العنوان. إلى آخر ما قاله في خطبة
الجمعة (٣٤ الخطبة الثانية)
ما يهمنا في هذا المقال هو أن دليلية هذه الأطروحة من جهة وسوء
توظيفها من جهة أخرى. أما من ناحية دليلتها فجملة من الروايات ذكرت بأن للإمام(ع)
شبه وسنن من عدة أنبياء(ع) ومنهم يوسف(ع) إذ أن مجهولية يوسف(ع) عند أهله وقومه
بعد أن صار عزيزا لمصر من الوضوح بمكان قرآنيا فضلا عن الروايات والأخبار بهذا
الشأن. ومن هنا سمعنا قول الإمام الصادق(ع) قوله: وأما سنة من يوسف فالستر جعل
الله بينه وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه .. الخ ..
وقد ذكرت في غير هذا المكان اني من المؤمنين وهذه الأطروحة فهي
بالإضافة لمستندها فهي أقرب للواقع والفهم العقلائي.
وموضوعها لا يحتاج لمعجز الخفاء والاختفاء الشخصي. لأن شرط المعجز
والمعجزة هو من ضيق الخناق فحسب. ومع عدمه فلا معنى وسلوك طريق الإعجاز .
نعم: مع اعتقادي الكبير وهذه الأطروحة. أطروحة {خفاء العنوان} إلا
أني أجد سوء فهمها تارة وسوء توظيفها تارة أخرى ويرجع كل ذلك بالتالي للجهل لحقيقة
هذه الأطروحة.
وأن من نتائج عدم الفهم وحقيقة هذه الأطروحة هو دخول توهم التشخيص
وإسقاط عنوان الإمامة والمهدوية على هذا الفرد أو ذاك بلا تثبت لفهم واقع
الأطروحة.
فأصل الأطروحة. هو {الخفاء العنواني} وهذا الخفاء شامل لاسم
الإمام(ع) وأهله وعشيرته وطفولته ومراهقته ومن أين جاء وكيف تعلم وعلى من يد تعلم.
إذ أن الناس عرفته شابا يافعا وهو ابن الأربعين على ما في بعض المرويات.
ومن هنا فهم السيد(رض) من كون الإمام(ع) رجل يأتي قرية أو مدينة
بعمر معين وهوية مغايرة لواقعه دون الإفصاح عن حقيقة نسبه إذ ربما ينسب لعشيرة
عامية على نحو الولاء (ذباب جرش) أو ربما لا يحتاج كثيرا لعنوان قبلي إذ ربما يعيش
في مجتمع لا يرى ولا يلتفت للإنتماءات القبلية كثيرا وهذا متصور خارج الإطار
الشعوب العربية طبعا وبعض الشعوب الإسلامية.
اجل: أن أردت ان تعرف حقيقة أطروحة {خفاء العنوان} فحاول أن تعرف
قصة نبي الله يوسف(ع) ولا يعرف حقيقته ومكانه - إلا مولاه الذي يلي أمره - أو على
الازيد ثلاثين من الأنفس حسب تعبير بعض الروايات - وما من ثلاثين من وحشة - على أن
هؤلاء لا يعرفون مكانه وان عرفوا حقيقة عنوانه. والكلام يطول ولا مزيد ..
0 تعليقات