فرقد الحسيني.
..................
المتمعن في أخبار أهل البيت عليهم السلام السالفة الذكر يتضح له
جليا ان الحديث الذي كتب في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان عبارة عن
بيان وتوضيح لآيات القرآن الكريم ولو أجرينا عملية استقراء فإننا لا نجد منها إلا
بضع مئات لكون السماء قد تكفلت بتفصيل القرآن وجمعه وبيانه فهو اي القرآن مستغني
ببيانه عن تفسير الخلق لكن يحتاج البعض ممن عاش مع النبي صلى الله عليه واله وسلم
لاختلاف اللسان أو لقلة الإدراك أن يوضح ويبين له صلى الله عليه واله وسلم مراد
السماء.
أما سيرته الذاتية وأحواله وما أمر به وما نهى عنه وما قام به فهو
خاصة به وبمجتمعه الذي قاده ولا يسري على الأجيال اللاحقة فهي ليست مصدرا للتشريع
بل إتباعها انطلاقا من قوله تعالى/لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيرًا.
فإن قلت / أوليس الله تعالى قد أمرنا بطاعة الرسول وأتباع أوامره
قلت/ نعم أمرنا بطاعة الرسول لكونه مبلغ للرسالة نصا فلا يحق له
حذف أو زيادة كلمة أو إصدار حكم لم يبلغ به من السماء والآيات القرآنية واضحة
الدلالة قال تعالى/ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا
مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فهو لسان السماء ومظهر
الرب وتجلي الرحمانية.
هذا من جهة ومن جهة أخرى هو بشر حاله حال أي فرد من بني جنسه ويظهر
هذا جليا في قوله تعالى/قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ
أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.
هذه الركيزة في غاية الأهمية فيجب التفريق بين الرسول باعتباره
مبلّغ عن السماء وبين كونه نبي وقائد بشري قد تربى وتأدب على يد السماء.
..............
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
مِنْ رَبِّكَ.
وقال: مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ.
وقال:فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا
الْبَلَاغُ الْمُبِينُ.
وقال :وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ
نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغ
وقال : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا
إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ.
فمعصومية النبي وأهل بيته عليهم السلام من جهة البلاغ وإيصال
الرسالة عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
ويتضح لك المطلب جليا عندما تتمعن بالآيات القرآنية التالية حيث
تدل دلالة يقينية قطعية على أنها تخصه أو تخص أهل بيته أو تخص علاقته بالمجتمع
وعلاقة المجتمع به ولا ينتقل الحكم فيها إلى غيره نعم من باب الاقتداء بسيرته
الشريفة كي يرتقي الإنسان ويسير في طريق الكمال أو لبناء مجتمع يسوده نظام العدل
والسلام.
أما الاستدلال بها واستنباط حكم للأجيال اللاحقة فهذا من الوهم.
قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ
اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
وقال :يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى
الْقِتَالِ
وقال:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ
الْأَسْرَىٰ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا
مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ.
وقال : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ
وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ
وقال: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ
وَالْأَنْصَارِ
وقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ
الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِين.
وقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ
تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَها فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ.....
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ
لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ...يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ
النِّساء.........
وقال :مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ
لَهُ
وقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ
أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ
وقال:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ
النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ وقال :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّوقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ
أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا.......
وقال:وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ
وقال: مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ
يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ
وقال: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن
يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
وقال: عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ
يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ.
تمعن فيها جيدا مبتعدا عن العقل الجمعي ستجد أن كل الآيات تخص
النبي باعتباره رب أسرة وقائد لمجتمع.
لذا نجده أن صلى الله عليه واله وسلم قد نهى عن كتابة ما يقوله وما
يفعله إلا القرآن الكريم روى أبو سعيد الخدري عنه صلى الله عليه واله وسلم قوله:
لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج. ومن كذب عليّ
متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار.
أي أجاز لهم أن يتحدثوا عن سيرته وأخلاقه وتعامله مع الناس ومواجهة
الناس له وتربيته وتأديبه لمجتمعه كي تكون السيرة منهجا للقائد والإنسان المؤمن
بشرط عدم الكذب.
هذا الحديث وأمثاله يتطابق والآيات المباركات لأنه على علم أن
الذين في قلوبهم مرض والمنافقون وأصحاب المنافع الدنيوية سيجعلون من سيرته وأقواله
وأفعاله وسيلة لتحريف وتبديل الرسالة كما فعلت الأمم السابقة وبينها الحق له في
كثير من الآيات. لكن الوحي أخبره انهم سيفعلون لكن يا رسول الله صلى الله عليه
واله وسلم اطمئن : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
.
وكما أخبرت السماء: فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ
بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ
ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم
مِّمَّا يَكْسِبُونَ .
لقد قبض أصحاب الدنيا الثمن القليل مقابل ما يسمى بكتب الحديث.
يرى أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام والذي بدوره تبنى رأي ابن أبي
الحديد في كتابه شرح نهج البلاغة أن الخصومات السياسية بين السُنّة والشيعة
والأمويين والعباسيين إضافة إلى الخلافات الكلامية والفقهية بين المذاهب الدينية
في العصور الأولى للإسلام كانت سببًا في وضع الأحاديث التي هدف واضعوها إلى تغليب
فئة على أخرى
وبطبيعة الحال ان البائع قبض الثمن من المشتري فمن هو المشتري؟
وماذا يستهدف؟
المشتري: هم الملوك والأمراء الأمويون والعباسيون حيث أمروا بعض العلماء
كأبي بكر بن محمد بن عمرو وابن شهاب الزهري وغيرهما وبشكل رسمي ان يقوموا بجمع
سيرة وأقوال وأفعال النبي صلى الله عليه واله وسلم
وفي منتصف القرن الثاني الهجري جرى جمعه وترتيبه على يد الربيع بن
صبيح ثم سعيد بن أبي عروبة تلاها ما جمعه ابن جريج في مكة ومالك في موطأه في
المدينة والأوزاعي في الشام وسفيان الثوري في الكوفة وحماد بن سلمة في البصرة
ومعمر بن راشد الصنعاني في اليمن والليث بن سعد في مصر. جمعوه ورتّبوه وجعلوه
أبوابا حسب المواضيع الفقهية وضمّوا إليها بعض أقوال الصحابة وفتاوى التابعين
..............
إذن في هذه المرحلة أصبحت لدينا مصادر تشريعية غير القرآن الكريم
هي:
أولا: سنة الرسول
ثانيا: أقوال وأفعال بعض الصحابة.
ثالثا: أقوال وأفعال بعض التابعين.
ثم انتقل تدوين الحديث إلى طور آخر أكثر تطوّرا عندما تم تأليف
الكتب في عصر هارون العباسي حيث تشعّب وتنوّع فظهرت منه الموطآت والمصنفات
والمسانيد والسنن والجوامع والمستدركات والمستخرجات وبلغ التدوين عصره الذهبي
بحلول القرن الثالث الهجري الذي ظهر فيه الكتب الستة وانتشر فيه الكثير من علماء
وحُفّاظ الحديث الذين أسّسوا لعلوم الحديث كابن حنبل وإسحاق بن راهويه وابن المديني
ويحيى بن معين والبخاري ومسلم وأبي زرعة الرازي وأبي حاتم الرازي وعبد الله بن عبد
الرحمن الدارمي وعثمان بن سعيد الدارمي.
واستمرت عملية جمع وتدوين الحديث وتصنيفه وترتيبه حتى نهاية القرن
الخامس الهجري.
ثم انتقل إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة نقد الحديث تصحيحا وتضعيفا ونقد
رجاله تجريحا وتعديلا وتناول المتن شرحا وانتخابا لما جمعه الأولون من مؤلفات في
القرون الخمسة الأولى فجمعوا شتات الأقوال النقدية حول الحديث المروي عند الأولين
من تعليل للمتن وتجريح وتعديل للرواة ووصل وإرسال وانقطاع للسنن فنتج عن ذلك تشريع
اخر في مقابل الرسالة المحمدي.
وطبيعة الحال هذه القرون الخمسة قد أبعدت الناس عن القرآن وأحكامه
وتطبعت التشريع الجديد إلى اليوم .
وتحول القرآن من كتاب على المسلم أن يقراه ويتدبره وتفكر فيه إلى
كتاب تستحب قرائته ويتبرك فيه ولا يحق لأحد أن يفهم منه الا ما فهمه المفسرون.
..........
هذا العرض المجمل هو الذي دعى المعصوم عليه السلام ان لا يأخذ
بحديث العامة ولسد هذه الثغرة في المدرسة الإلهية الإبراهيمية الأحمدية وضع قاعدة
العرض اي عرض الحديث على القرآن.
كلا القاعدتين لم يعمل بها إلا في بعض الموارد.
والدليل: ان الكثير من أحاديث العامة هي طبق الأصل أما في اللفظ
والمعنى أو باختلاف اللفظ مع تطابق المعنى.
واما التي تخالف العامة فالعمل بها يكون نادرا .
لنأخذ هذه المجموعة من الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام
واترك لكم التدبر بها.
أولا: عن معاذ بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن
الناس يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صام تسعة وعشرين أكثر مما صام
ثلاثين، فقال: كذبوا ما صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ بعثه الله
تعالى إلى أن قبضه أقل من ثلاثين يوما، ولا نقص شهر رمضان منذ خلق الله تعالى السماوات
والأرض من ثلاثين يوما وليلة.
...........
ثانيا:عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شهر
رمضان ثلاثون يوما لا ينقص أبدا.
رواه الصدوق بإسناده عن محمد بن سنان .ورواه الكليني عن علي بن
محمد عن صالح بن أبي حماد والحسن بن الحسين جميعا عن ابن سنان.
ثالثا: عن معاذ بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شهر
رمضان ثلاثون يوما لا ينقص والله أبدا.
رواه الصدوق بإسناده عن حذيفة بن منصور ورواه في الخصال عن أبيه عن
سعد والحميري ومحمد بن يحيى وأحمد بن إدريس كلهم عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين
عن محمد بن سنان مثله
........
خامسا: عن معاذ بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن
الناس يروون عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صام هكذا وهكذا وهكذا
وحكى بيده يطبق إحدى يديه على الأخرى عشرا وعشرا وتسعا أكثر مما صام هكذا وهكذا
وهكذا - يعني: عشرا وعشرا وعشرا؟.
قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما صام رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أقل:من ثلاثين يوما وما نقص شهر رمضان من ثلاثين يوما منذ خلق الله
السماوات والأرض.
أقول : وهذا الخبر يخالف ما ورد عن ابن عمر وغيره وحسب القاعدة يجب
الأخذ به لأن في مخالفتهم الرشاد .
.............
سابعا:عن حذيفة بن منصور قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا
والله لا والله ما نقص شهر رمضان ولا ينقص أبدا من ثلاثين يوما وثلاثين ليلة فقلت
لحذيفة: لعله قال لك ثلاثين ليلة وثلاثين يوما كما يقول الناس: الليل قبل النهار؟
فقال لي حذيفة: هكذا سمعت.
أقول وهذا الحديث يطابق آيات القرآن ويخالف العامة قال تعالى :لَا
الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ
النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ. وحسب القاعدة المعصومية اذا وجدت
على الحديث شاهدا أو شاهدين في كتاب الله فخذ به وهذا شاهد على صدق الحديث .
...............
ثامنا: عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله
تعالى: ولتكملوا العدة قال: صوم ثلاثين يوما.
.................
عاشرا: عن محمد بن يعقوب بن شعيب عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام ان الناس يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صام تسعة
وعشرين يوما أكثر مما صام ثلاثين يوما. فقال كذبوا: ما صام رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم إلا تاما
........................
احد عشر: عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السلام: هل يكون شهر
رمضان تسعة وعشرين يوما؟ فقال:إن شهر رمضان لا ينقض من ثلاثين يوما أبدا.
...............
نستدل من هذه الأحاديث التي يعضد بعضها بعضا وعليها شواهد من
القرآن الكريم على ما يلي:
أولا: كل الأحاديث التي وردت في الرؤية محملة على التقية لعمل
الحكام والعامة بها .
ثانيا: قسم المعصوم بالله تعالى أن رمضان ٣٠ يوما لا ينقص أبدأ
وهذا يجعلنا نبحث عن تقويمهم الذي كانوا يعملون به لكون المعصوم على علم أن دورة
القمر لا تتم ٣٠ يوما.
...........
ورب سائل يسال: ما موقف علماء الشيعة من هذه الأحاديث
يقول صاحب الوسائل: يحتمل الحمل على أنه في الواقع ثلاثون يوما.
لكن يجب العمل بالظاهر والصوم للرؤية والفطر للرؤية
وقال السيد ابن طاوس في كتابه الاقبال: أن علماء الشيعة مجمعة في
زمانه على أن شهر رمضان قد يكون ثلاثين يوما وقد يكون تسعة وعشرين وأنهم كانوا
مختلفين من قبل وأن الصدوق ذهب إلى أنه لا ينقص أبدا عن ثلاثين يوما وكذلك المفيد
ونقل إجماع أهل زمانه على ذلك ونقله عن الصدوق وعن أخيه الحسين بن علي بن الحسين
وعن أبي محمد هارون بن موسى وعن السيد أبي محمد الحسني وغيرهم ونقله ابن طاوس عن
ابن قولويه وذكر أن محمد بن أحمد بن داود صنف كتابا في الرد على جعفر بن محمد بن
قولويه في ذلك بعدما ألف ابن قولويه كتابا فيه وأن الشيخ المفيد ألف كتابا في
الانتصار لابن بابويه ثم إنه رجع عن ذلك وصنف كتابا في أنه يجوز أن يكون تسعة
وعشرين يوما وأنه كغيره من الشهور في ذلك وكذلك الكراجكي كان يقول: أولا بقول ابن
قولويه وألف فيه كتابات ثم رجع عن ذلك وألف كتابا في الرد عليه.
.........
أقول: ما أورده السيد ابن طاووس يدل على أن علماء الشيعة كانوا
ملتزمين بالعمل وفق هذه الأحاديث ثم حصل الاختلاف بعد ذلك ثم ترك العمل بها إلى
يومنا هذا.
0 تعليقات