علي الأصولي
أخذت شخصية محي الدين المعروف بابن عربي. أخذت حيزا واسعا من
الدراسات نظرا لموقعها لجدلي من جهة أفكاره ونظرياته من جهة أخرى.
فقد فرط قوم وأفرط آخرون وهذه الشخصية وبالتالي تراثها فقد أخذته
جماعات على نحو المسلمة ونبذته قطاعات تبعا لتبيراتهم المسطورة في مظانها.
والأصل عندي أن التراث أي تراث لا يترك بقول مطلق ولا يهمل بجرة
قلم فالأخذ منه وما وفق الكتاب والسنة وأدبيات الشارع هو المتعين وما خالف فيضرب
به عرض الجدار مهما كان موقعه من الخريطة العلمية والفكرية.
وهنا نستعرض وفي هذا المقال أحد هفواته وسقطاته التي لا يلتزم بها
احد في الواقع السني فضلا عن الوسط والواقع الشيعي. فقد ذهب إلى القول بعصمة عمر
بن الخطاب بصرف النظر عن مدحه في جملة من المناسبات في - فتوحاته - وما يعنيني
الآن هو قوله بالعصمة. ويبدو لي بأن هذا الرأي الشاذ أما استفادة من كشف ومشاهدة (
وقد كتبنا في غير هذا المقام جملة من المقالات وعدم حجيتها حتى على النفس فضلا عن
حجيتها على الآخرين إلا بدليل وبرهان) أو مستفاد من استظهار ما وبالتالي لا قيمة
في مثل هذه الاستظهارات حسب الوقائع والشواهد. وعلى الأكثر اجد أن ابن عربي جمع
بين الاستظهار والمكاشفة في آن واحد ونص ما ذكره في (الفتوحات ج٣ بتحقيق إبراهيم
مدكور و عثمان يحيى) .
ان من أقطاب هذا المقام عمر بن الخطاب وأحمد بن حنبل، ولهذا قال
صلى الله عليه وسلم في عمر بن الخطاب، يذكر ما أعطاه الله من القوة: يا عمر، ما
لقيك الشيطان في فج إلا سلك فجاً غير فجك... فدل هذا على عصمته بشهادة المعصوم.
وقد علمنا: أن الشيطان ما يسلك قط بنا إلا إلى الباطل، وهو غير فج عمر بن الخطاب.
فما كان عمر يسلك الا فجاج الحق بالنص ، فكان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، في
جميع مسالكه ، وللحق صولة) .
وقد يرد: على هذا النص أنه من المنحولات،
وفيه: أن هذا لازمه رفع اليد عن كثير من كشوفاته التي أسست على
ضوئها بعض المدارس العرفانية الشيعية.
وكيف كان: يمكن أن يقال: أن مدحه لأهل البيت(ع) في فتوحاته أيضا من
المنحولات عليه سواء بسواء.
وكيف كان: أجد أن البحث عن إثبات تشيعه كما حاول وجاهد واستقتل حسن
زادة آملي ورفد شاهد هنا وقريبة هناك ما هي إلا فوضى بالتبرعات ودون الإثبات خرط
القتاد والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات