آخر الأخبار

إخوان ليبيا :تحولات زمن الهزائم

 






إخوان ليبيا :تحولات زمن الهزائم

 

 

خدعة الانتقال الزائف من جماعة تسفك الدم باسم(فجر ليبيا) الي جمعية (للإحياء والتجديد) السلمي

 

 بقلم د-رفعت سيداحمد

 

قبل أيام أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا أنها ستحول اسمها (العدالة والبناء) الي (الإحياء والتجديد ) وذلك وفقا لبيان الجماعة :(استعدادا للانتخابات القادمة..ولان مراعاة متغيرات الواقع أمر تقتضيه الحكمة ويفرضه العقل).. والذي جاء فيه أيضا و (الجماعة تتعامل مع كل مرحلة بما تستحقها من مطالب الاجتهاد وواجبات التغير ) وفي تقديرنا ان هذا التحول في الاسم ليس سوي مناورة إخوانية تعودت تلك الجماعة عليها في كل مكان تواجدت فيه في بلادنا العربية منذ نشأتها ١٩٢٨ وحتي اليوم ٢٠٢١ عندما تجد نفسها مكشوفة أمام الأمة وان أهدافها الدامية في الحكم والهيمنة قد فشلت؛ فتشرع في البحث عن وسائل وعناوين جديدة تجدد من خلالها أهدافها ومطامعها، لتضحك بذلك علي الرأي العام سواء في ليبيا أو خارجها ،وخاصة إذا علمنا أن ليبيا مقدمة علي انتخابات نيابية ورئاسية مهمة في ٢٤/١٢/٢٠٢١ وفقا لاتفاق سويسرا الذي علي اساسه شكلت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة في مارس 2021 ..

 

وعندما تعرت جماعة الإخوان في ليبيا وكشف الرأي العام الليبيي علاقاتها الدامية بالتنظيمات الإرهابية مثل درع ليبيا و( فجر لبيبا) وأنصار الشريعة وغيرها من التنظيمات التي أبتليت بها ليبيا بعد سقوط القذافي في أكتوبر 2011 نتيجة مؤامرة دولية وعربية وليس نتيجة ثورة لان ماجري في لبيبا وفي غالب الدول العربية كان مؤامرات وربيعا عبريا وليس ربيعا عربيا كما روج البعض .

*وبعودة الي أخوان ليبيا والذي نجدهم وبعد ان ظهر إرهابهم ودفع الشعب من أرواحه ورزقه الغالي والثمين ، وبدأ ينصرف عن الإخوان وجماعات الإرهاب الاخري اتجهت الي خدع جديدة فسعت الي ان تجدد نفسها بأسماء جديدة يبدو ظاهرها الاعتدال لكنها لازالت تحتفظ بنفس الجوهر الانقلابي الدامي ونفس القيادات التي مارست العنف منذ حوادث مطار طرابلس عام ٢٠١٤ وأسمت نفسها "الإحياء والتجديد"



وفي بيان لها، قالت جماعة "الإخوان الإرهابية" الليبية إنه "إيمانا منها بأن المدخل الحضاري للتغيير والنهضة هو العمل المجتمعي، للإسهام في قيام مجتمع مدني لا يضيق بالتنوع والاختلاف". وطبعا تاريخ إخوان ليبيا أبعد ما يكون عن احترام الإحياء أو التجديد بل كان تاريخا من القتل والدم ونشر الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة في ليبيا منذ نشأتهم عام 1948 والي اليوم 2021

 

********

 

بعد ما سمي بثورة 17 فبراير 2011 (والتي هي مؤامرة وليست ثورة ) كان المستفيد الأبرز من هشاشة الأحزاب المتنافسة، وانعدام التجربة السياسية في ليبيا، كان "حزب العدالة والبناء"، الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين"، الذي استفاد من خبرات التنظيم العالمي للإخوان والدعم والاستشارات الكبيرة التي تلقاها منه ليسيطر على الساحة الخالية، خصوصاً بعد تراجع دور حزب "تحالف القوى الوطنية" ممثل التيار المدني العلماني، بوفاة مؤسسه الدكتور محمود جبريل في القاهرة عام 2020.



********



ويحدثنا التاريخ أن خطورة جماعة "الإخوان المسلمين" في ليبيا بدأت تظهر بظهور سيف الإسلام نجل معمر القذافي، على الساحة السياسية والذي دعي وقتها وبحسن نية ودون تبحر في الأهداف الخبيثة ل جماعات الإسلام السياسي وفي مقدمتها جماعة الإخوان ، الي انفتاح النظام على معارضيه في الخارج، واحتوائهم بدلاً من مطاردتهم وقمعهم وكان من بين من انخدع فيها سيف الإسلام بقايا الإخوان في الدول العربية وأوربا الذين كانوا أول من تأمر علي القذافي ونظامه في ثورة الناتو الشهيرة بثورة17 فبراير .

 

التاريخ يؤكد أن تنازلات نظام معمر القذافي لمعارضيه كانت فرصة ذهبية لجماعة الإخوان في ليبيا، وهي التي تمت بضغط دولي كبير على النظام وقتها،عندما جاءت هذه الفرصة الذهبية، كانت جماعة الإخوان الليبية مشتتة وضعيفة أكثر من أي وقت مضى، تنهشها الخلافات بين أعضائها وقادتها بعد فشلها في كل معاركها مع معمر القذافي، الذي نجح في تضييق الخناق عليها بأساليبه في ابتزاز الرؤساء وإغرائهم بأمواله الوفيرة، وقد استغلتها على أكمل وجه بمد يدها له من جهة، استعداداً لطعنه باليد الأخرى عندما تحين الفرصة".



ويؤكد التاريخ أيضا تمكن الإخوان من التغلغل في مؤسسات القذافي السياسية والاقتصادية، ونخرها من الداخل تمهيداً لإسقاط نظامه، حين "فتح ابن القذافي سيف الإسلام أبواب جهنم على القذافي والبلاد بعده، عندما مكن قيادات إخوانية من التغلغل في المؤسسات السياسية والاقتصادية وحتى الإعلامية، وسلمهم زمام الخطاب الديني، وهذا الخطأ كان بداية للكارثة التي تعانيها البلاد حالياً، والتي لعبت القيادات التي أعادها سيف الإسلام إلى ليبيا دوراً كبيراً فيها". ولكن الشعب الليبي وبعد عشر سنوات من الدم والصراع كشف حقيقة الإخوان وأنهم ليسوا أهل تجديد وسلم بل أهل نفاق ودم وأن ليبيا علي أيديهم وأيدي جماعات الإرهاب الاخري تمزقت وهاجر نصف شعبها الي الخارج . وبالتالي الانتخابات القادمة في 24/12/2021 وبالرغم من انها قد تمثل فرصة تاريخية لانقاذ البلاد الا ان وجود الاخوان والتنظيمات المتطرفة بها وتحت مسميات مضللة مثل (الاحياء والتجديد ) سوف يدخلون ليبيا مرة ثانية في أتون الحروب والصراعات والدم إذا لم ينتبه الشعب الليبيي قبل فوات الأوان .وهي للأسف حقائق كشفت عنه وتوقعتها تقارير دولية استخباري ومنها التقارير الأمريكية

***************

 

فوفقا للتقرير السنوي للاستخبارات الأميركية المعروف باسم( تقييم التهديد السنوي)، أن الوضع في ليبيا قد يشتعل في أي لحظة هذا العام بالرغم من التقدم السياسي والاقتصادي والأمني المحدود في البلاد.



وقال التقرير إن الأزمات التي تواجه الحكومة الانتقالية الآن هي نفسها التي منعت الحكومات السابقة من دفع عجلة المصالحة بل زاد عليها هذه المرة ملف وجود مرتزقة أجانب على التراب الليبي.



وتابع التقرير الذي أصدرته لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأميركي أن عدم الاستقرار في ليبيا سيستمر ويتواصل وأن المعطيات تقول إن الصراع العسكري قد يندلع في أي لحظة حيث قد تخرج الأوضاع عن السيطرة وتمتد إلى صراع أوسع نطاقًا.



وأضاف التقرير "أن الفرقاء الليبيين يكافحون لحل خلافاتهم ولكن القوى الأجنبية لا تزال تواصل ممارسة نفوذها وتأثيرها في الداخل الليبي مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه من المرجح أن تواصل القوى الأجنبية دعمها المالي والعسكري لوكلائها وستكون هناك نقطة اشتعال محتملة وذلك فيما يتعلق بما إذا كانت تركيا ملتزمة بوقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في أكتوبر 2020، والذي يدعو إلى رحيل المرتزقة."



واتفق خبراء سياسيون على أن كل المعطيات الظاهرة في ليبيا وافتعال الأزمات واستمرار تواجد المليشيات يدفع بليبيا إلى صراع جديد قد ينتهي باشتعال الأوضاع مرة آخري. ومن هنا فأننا نري أن محاولات أخوان ليبيا تغيير إسمهم وأستخدامهم لمصطلحات مثل (الاحياء والتجديد ) لن يحول دون إشتعال الاوضاع مجددا لان هذة التنظيمات وفي مقدمتها الاخوان ؛تنظيمات غير ديمقراطية ولن تقبل بنتائج الانتخابات إذا ما جاءت بعكس ما تريد وهي حتما ستأتي بمن لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب الليبي منذ2011 ، الانتخابات القادمة لن تأتي بالاخوان ومليشيات الارهاب الاخري ،ساعتها سيعودون الي الارهاب والفوضي مرة ثانية ولن يحترموا لا (إحياء) ولا(تجديد ) ولا غيرها من الشعارات التي يحاولون بها غسل تاريخهم الارهابي من دماء الابرياء ...فعلي الجميع في ليبيا وخارجها الانتباه والحذر من إخوان ليبيا ومتطرفيها .

 

والله أعلم


 نقلا عن المصور (المصرية)

إرسال تعليق

0 تعليقات