آخر الأخبار

فقه العقيدة : الحجية العلمية للقرآن والرسول - ص –

 

 


علي الأصولي

 

إن وظيفة القرآن الأساسية كما هي وظيفة الأنبياء والرسل (ع) الهدية، ولا معنى للهداية إلا في قبال وجود الضلال ، ولا ضلال إلا بعد سلوك مسالك البعد عن الله وحقيقة عدم الطريق إليه وما يترتب عليه من قضايا عدم العلم والغفلة والتجري ونحو ذلك من مسائل وأمور ،

 

ولا تتحقق الهداية إلا بعد إقامة الحجة وعدم العناد بالإذعان لمتعلقها، وهذه الحجية المعبر عنها بالحجية العلمية العقلية،

 

ومن هنا ركز القرآن الكريم على مفردات العقل والتعقل والتدبر ونحو ذلك مما ترجع بالتالي لهذه الحقيقة، وعلى ضوء هذا المنهج القرآن كانت سيرة ومسيرة الأنبياء والرسل(ع) وإقامة الحجج العلمية العقلية على أقوامهم وشعوبهم بحسب إدراك ومستوى الناس آنذاك، ولذا وجدنا أمير المؤمنين(ع) صرح بهذه الحقيقة وقوله (فبعث الله فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه ليست أدوا ميثاق فطرته ويذكرهم منسي نعمته ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول .. الخ ).

 

وإثارة العقل هو لأجل التنبيه ولا تنبيه إلا مع وجود الغفلة،

 

بالنتيجة مهمة الحجج(ع) أنبياء ورسل وأوصياء، مهمتهم إلفات أنظار من ضاع في زحمة المادة ومتعلقات الحياة،

 

على أن هذا الالفات لأجل أن يصل الآخر للتصديقات العلمية لا التعبدية فحسب حيث أن التصديقات التعبدية إجمالية بالجملة بينما الأساس هو التصديقات العلمية القائمة على دليل وبرهان بمقدمات واضحة وبينة،

 

ومن هنا قالوا: أن طبيعة هذه التصديقات المبنية على الحجية العلمية يقينياتها مركبة بين صدق الشيء ونفي نقيضه، بخلاف التصديق التعبدي الذي بلحظ اليقين البسيط،

 

وبالتالي كلما زاد الدليل العلمي وضوحا زاد الإذعان تباعا إلا من سفه نفسه،

 

نعم: لا يمكن المجازفة باستقلال العقل وصناعة الدليل العقلي نحتا وانشاءا بمعزل عن بيانات الكتاب والعترة لأن مهما وصفنا العقل من قابليات ومدارك ومنابع فهو محدود الإدراك كثير الاشتباه ما لم يكن هناك ميزان تصحيحي لاساسات نتائجه وهذه الأساسات هي بيانات القرآن الكريم والمعصوم،

 

ولذا قرر المناطقة في أبحاثهم على أن الحد الحقيقي لكنه الأشياء لا يعلمه إلا الخالق لهذه الأشياء، وكل حد يذكر في مختلف العلوم ما هي إلا رسومات وليست حدودا حقيقية على بحسب تعبيراتهم، غايتها تعاريف أسمية أما تلحظ فيها العوارض أو الخواص لا صرف ذاتياتها، ومن هنا لا تجد تعريفا مطردا ولا منعكسا، هذا إذا اعتمد مطلق غير المعصوم على العقل والى الله تصير الأمور ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات