علي الأصولي
الأصل الأصيل هو البشرية وقالبها لمطلق الإنسان،
إلا أن هذا الأصل وقع تحته استثناءات فخرج عن مطلق الإنسان الإنسان المطلق، المعبر
عنه بالأدبيات الامامية بالمعصوم - نبيا كان أو وصيا أو عبدا صالحا - أو حسب تعبير
العرفاء والمتصوفة الإنسان الكامل،
وهذا التنبيه جاء عن طريق القرآن الكريم الذي هو
الحجة العلمية والبيانية والتبينية والقناة السماوية لمطلق من وقع عليه التكليف
إنسيا كان أو جنيا،
هذه الحقيقة نطقت بها آية قرآنية يمكن أن قراءتها
كل مفردة على حدة ولكن الإنصاف والموضوعية آبية إلا النظرة الشمولية لها وهي (قل إنما
أنا بشر مثلكم) فالمثلية البشرية صريحة بأن حقائق وخصائص وطباع البشر موجودة ضمن
هذا القالب البشري الذي يشبه شكله كل أفراد مصاديق الإنسان والبشر ، ولكن هناك
خصيصة استثنائية كما ذكرنا أعلاه لوحظ عليها هذا الفرد دون غيره وهي (يوحى الي)
وهنا نجد نافذة واسعة مطلة من هيكل البشرية لعالم الغيب بطريق إيحائي بصرف النظر
عن طبيعة وماهية هذا الإيحاء،
بالتالي هناك أفراد مستثنون من البشرية بخصيصة
روحية معنوية زائدة لا توجد عند غيرهم،
يمكن أن نلاحظ قوله تعالى( فوجدا عبدا من عبادنا
آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما) إذن هذا العبد لا يتمتع بوظيفة نبوة
أو إمامة ولكنه له خصيصة زائدة على أفراد جنسه وتمظهرت بظهور العلم اللدني، مع
كونه من البشر يأكل ويشرب ونحو ذلك، فلا تضاد بين مقولة البشرية ومقولة العناية
والوظيفة الإلهية،
هذا ذي القرنين وبحسب مفاد الآية أعطي ( من كل شيء
سببا ) وهو ما جعله في مقام التمكين، وهناك شواهد أخرى تركناها للاختصار .
ما أريد بيانه أن الأصل البشري لا يمنع القوة
الغيبية ومقاماتها نعم: نحتاج إلى التثبت في النسب نسبة هذه القوة لهذا الفرد أو
ذاك فلا يمكن بصرف الادعاء ننساق كيفما كان وكيفما اتفق: وبالتالي تكون افكارنا وآراءنا
مسرحا للغلو والإفراط بدعوى الخوف من التفريط والتقصير والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات