فادي عيد
مع بداية الهدنة نؤكد على ان فصائل غزة نجحت في
كسب معركتين، الأولى عسكرية ضد حكومة نتنياهو، والثانية بالداخل الفلسطيني بعد ان
ضاعفت من نفوذها في الشارع السياسي الذي كان يستعد لاستقبال انتخابات، في ظل ما
تعانيه حركة فتح سواء من الداخل، أو من مخطط خارجي لتفكيك الحركة تماما.
◆ والأهم أن تلك الحرب جعلت من محمد ضيف القائد
العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام صاحب الكعب العالي في القطاع، وفي مربع بعيد
تماما عن محبين الدعاية والشاشات وجهاد الفنادق بالدوحة وإسطنبول، والرجل الأخطر
على الاحتلال بعد أن طارد قادته في أحلامهم وخيالهم أكثر مما حاولت إسرائيل اغتياله.
وهو من لقب بـ "الضيف" لأنه كان يبات كل
يوم في بيت مختلف عن ما قبله لأسباب أمنية، وحاول إسرائيل أكثر من سبعة مرات اغتياله
في تلك الحرب وحدها.
.
🖋 أما فيما يخص مصر الطرف الأساسي لتلك الجولة
من الحرب منذ البداية وحتى النهاية (لذلك كان موقف مصر الرسمي مختلف عن أي مرة
سابقة للعدوان على غزة) في ظل معركتها مع إثيوبيا، فقد أظهرت بجعبتها ورقتين الأولى
قادرة على شل الاقتصاد وحركة التجارة العالمية عبر "قناة السويس"،
والورقة الثانية كفيلة ان تضرب أي حكومة إسرائيلية في مقتل، وترفع من منسوب التوتر
في المنطقة برمتها الى أعلى درجة عبر "فصائل غزة".
◆ وتأملوا جملة ما يحدث من تطورات في العلاقات
بالمنطقة، فنائب اوباما في عهده ومندوبه الآن في البيت الأبيض جو بايدن، ومن كان
يتوعد مصر خلال حملته الانتخابية، الآن يثني على مصر وعلى دورها عبر اتصاله مع
الرئيس المصري.
.
✪ الآن جدلية كل حرب ستتفاقم
مجددا، من الذي أنتصر؟
هل من أسقط قتلى أكثر من الطرف الأخر، أم من أطلق
أكبر كم من الصواريخ دون اعتراضها من الجانب الآخر؟
والحقيقة ان المنتصر هو من فرض كلمته على الخصم،
ونتنياهو انهزم سياسيا وفشل في اقتحام غزة بريا، بعد ان تأكد ان نتيجة تلك
المغامرة ستكون مكلفة كحال معركة وادي الحجير 2006م.
وأخيرا وليس أخرا تحية منا لكل شهداء الحبيبة
فلسطين،
0 تعليقات