د. محمد إبراهيم
بسيوني
ظلّت هناك أسئلة تدور
في أذهان الناس حول فعالية اللقاحات عندما تخرج من أطار التجارب الدوائية في
مراحلها المختلفة، الى تلقيح المواطنين بعد أن أجيزت اللقاحات المضادة للكورونا للاستعمال
العام من قبل الجهات المسئولة. وعن إصابة أستاذنا الجليل الدكتور محمد أبو الغار
بكورونا رغم تلقيه الجرعتين من لقاح سينوفارم الصينى، وهو ما تسبب فى دخوله
المستشفى، أى أن الأعراض لم تكن خفيفة كما قيل عن الإصابة بعد التلقيح.
لا يوجد لقاح يوفر
الحماية الكاملة لكل من يتلقاه. اللقاح يوفر حماية~90%. لذلك فهناك خطر ضئيل من
إصابة بعض الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل. يُعرف هذا باسم "عدوى اختراق"breakthrough infection” وهو أمر متوقع تمامًا. وفي جميع الأحوال علينا ان لا ننسى أبدا
انه لا يوجد لقاح يوفر وقاية بنسبة 100% حتى الآن وان الأشخاص الذين لن يقدم لهم
اللقاح مناعة شخصية سيكونون محميين بمناعة الجماعة (مناعة القطيع) بمجرد وصول نسبة
التطعيم الى 70% والى ذلك الحين علينا الاستمرار في إجراءات الوقاية والتباعد.
هناك دراسة علمية تناولتها أجهزة الأعلام البريطانية من أسكتلندا حول
فعالية لقاحي فايزر/بايونتك، ولقاح أسترازينيكا/أكسفورد، في تخفيض حالات الإصابة
بمضاعفات فايروس الكورونا، لتؤكد هذا التأثير الايجابي للقاحات مما أدى الى الانخفاض
في أعداد المصابين بالكورونا من الداخلين للمستشفيات، إضافة الى انخفاض الوفيات. وقد
رصدت الدراسة نسبة 75% من هذا التأثير الأيجابي للقاح عند المرضى الذين تزيد
أعمارهم على الثمانين عاما (المجموعة العمرية التي تعتبر أكثر عرضة لمخاطر
الكورونا).
وهذا يعني انخفاض عدد
المصابين بفايروس الكورونا في المستشفيات الاسكتلندية بمعدل ثلاثة أرباع عند
الأشخاص الملقحين ممن تجاوزت أعمارهم الثمانين عاما، مقارنة بغيرهم.
ولابد من الإشارة
هنا الى أن العلماء قد فرّقوا أحصائيا بين عامل التلقيح وعوامل أخرى قد تؤدي
بدورها الى انخفاض في عدد الإصابات الخطيرة بالكورونا كالأنعزال في البيوت وعدم
الخروج منها الاّ لحالات الضرورة.
ويبقى السؤال المهم
وهو فيما أذا كان اللقاح (أياً منهما) مفيداً في التقليل من نسب انتشار الفايروس
بين البشر، وبالتالي التقليل من الإصابات بالكورونا أصلا.
وحسب ما ترصده
الأوساط العلمية اليوم فأن هناك دراسات تجري حاليا حول هذا الموضوع بالذات.
ولابد من الإشارة
هنا الى عوامل أربعة :
*نجاح اللقاحات في تحقيق الهدف منها في التقليل من الإصابات، وتقليل حالات
الدخول الى المستشفيات وبالتالي التقليل من الوفيات بالكورونا.
*انخفاض درجة الضغط
على المستشفيات من خلال التقليل في عدد الإصابات.
*التأكد من فعالية
عملية التلقيح في المجتمع في الحد من انتشار فايروس الكورونا.
*التأكد من تأثير
السلالات الجديدة لفايروس الكورونا، ومن القدرة على التعامل مع الطفرات الوراثية
للسلالات المقصودة بغية الحد من الوباء، وبدء مرحلة جديدة أخرى في حياة المجتمع.
0 تعليقات