ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ودائما أقول ، وأنا أتابع ما يجري اليوم بين الفلسطينيين والإسرائيليين
من حرب مستعرة ؛ ان القضية الفلسطينية (قائمة) ، و( دائمة) و( مستمرة) ، وسوف لن
يهدأ بال لأهلها ، وهم مشردون ويعانون ما يعانون من ظروف الاحتلال الإسرائيلي
الغاشم ، الا بأن يحققوا هدفهم في تقرير المصير، والاستقلال ، وإقامة دولتهم الحرة
المستقلة ، وعاصمتها القدس الشرقية .
ودائما أقول ان من طبع مع إسرائيل من الدول العربية ، وكان يحسب
انه باتفاقيات أوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد واتفاقات إبراهيم سيمنع إسرائيل من
القتل والتدمير ، أصبح اليوم نادما على ما فعل ، وأدرك ان إسرائيل مشروع استعماري
استيطاني قائم على الاستحواذ والسيطرة وتدمير اي محاولة عربية وإسلامية للنهوض في
المنطقة ، لا بل انها وقد زرعها الغرب لاتزال تقوم بدور الحارس الأمين لمصالح
الغرب الاستعمارية ، ولن تفيد معها دعوات السلام وصيحات السلام ، والتعايش حتى
تحقق مشروعها على حساب الحقوق الفلسطينية .
وأنا ومنذ أكثر من سبعة عقود ، أتابع مسيرة هذا الكيان ، واعرف
ديناميكيته وعلاقاته وأحاول ان افهم إيديولوجيته فلا أرى الا انها عدوانية
استيطانية ، وكما رأيتم كيف ان الإرهابيين الإسرائيليين قد هاجموا سكان حي الشيخ
جراح وراحوا يقضمون الأرض ، ويستوطنونها ، وعبر خطوات مدروسة أشرت اليها أكثر من
مرة في دراسات لي عن تهويد القدس .
هل احتاج ان أوجز للقارئ الكريم ما الذي فعله الغرب عندما لبى
مطالب الحركة الصهيونية منذ أواخر القرن التاسع عشر عندما ساعدها على ان تقيم
المستوطنات ولنقل المستعمرات على ارض فلسطين أواخر العهد العثماني ؟ وهل احتاج ان
اخبر القارئ الكريم كيف منحت بريطانيا للحركة الصهيونية ما سمي في التاريخ بوعد او
تصريح بلفور 1917 ، وهل احتاج ان أقول الكثير عن دعم الغرب للحركة الصهيونية ان
تقيم دولة إسرائيل في مثل هذه الأيام من سنة 1948 وهل احتاج ان اقول كيف سلح الغرب
العصابات الصهيونية اراغون والهاجاناه وكيف اجبر من خلال التفجيرات يهود الدول
العربية لكي يذهبوا ويهاجروا الى فلسطين ، وكيف ساند الغرب اسرائيل في عدوانها على
العرب سنة 1967 وفي 1973 وفي عدوانها اليوم .
الرئيس الأمريكي جو بايدن - شأنه شأن كل الرؤساء الاميركان - يقر
بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ومنذ اكثر من سبعة عقود ولا يقر بحق اهل فلسطين في
الدفاع عن أنفسهم ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم ولو لمرة واحدة .
اذا الحرب مستعرة ، والقضية الفلسطينية حية ، ووراءها مُطالب ،
وسوف لن تموت ابدا ، بل لابد لها ووفق منطق التاريخ ان تبقى قائمة ، ودائمة ،
ومستمرة ولنتذكر ان الحروب الصليبية دامت اكثر من قرنين وبالنتيجة خرج الصليبيون
من ارض فلسطين .
الصراع أبدي ، وتاريخي وواجب علينا ان ننصر اخوتنا في الضفة
والقطاع في القدس ونابلس وحي الشيخ جراح ، وان لا نصغي وننتبه للخائفين ، والعملاء
، والجبناء ، والمرجفين فالنصر قادم ، والخائفون - كما قال القائد الخالد جمال عبد
الناصر – لا يصنعون الحرية ، ولا يحققون الاستقلال .
0 تعليقات