آخر الأخبار

الإمامة المهدوية (4)

 




 

علي الأصولي

 

نفي السفارة ومشكلة الإسقاطات .. النوبختي أنموذجا  ..

 

لم يكن احمد الكاتب الوحيد الذي اسقط سطوة عائلة النوبختي على زمام الهرم الشيعي ولم يكن العسر تورط بنفس هذا الإسقاط فقد أثر الإسقاط التاريخي على السيد الصرخي الحسني، حيث فرض، أن المزاج الشيعي وقع تحت قبضة النوبختي وعائلته المقربة من البلاط العباسي، مع استحضار التجربة التي خاضوها في التاريخ المعاصر .

 

إلا أنهم نسوا وجود عوائل علمية وفكرية واجتماعية ووجاهاتية لها من الثقل ما يوازي عائلة النوبختي إذ لم نقل أنهم أكثر منهم ثقلا، ودونك عائلة آل أعين وبني بويه واشاعرة قم ووجهاء وعلماء بغداد، ولا يمكن تصور رضوخ الواقع الشيعي المترامي ومزاجيات آل النوبختي وقصة السفارة،

 

بلى: أن تجد اتفاق الكل على وثاقة السفراء وجلاتهم وعلو شأنهم كاشف على قبول دعواهم ومناصبهم بلا منازع يذكر إلا من ثبت انحرافه كأدعياء السفارة الذين اضمحلوا في أتون التاريخ،

 

وكيف كان: مع فرض سطوة آل النوبختي على القرار الشيعي وكون المذهب بقبضة هذه العائلة وبالتالي كذب سفارة الحسين بن روح النوبختي، فهذا ما لا يمكن إثباته وتدخلاتهم في تنصيب العمريين وسفارتهما،

 

نعم: على المستشكل إبراز الدليل واختيار العمريين من قبل العائلة النوبختية وتحكمهم بالقرار المذهبي وتنصيب العمري وابنه، وهذا مما لا يمكن إثباته بعد توفر أعلى الأسانيد صحة والوثاقة وعلى حد تعبير الشهيد الصدر الأول في - بحوث في علم الأصول - تقريرات الهاشمي الشهاهرودي - والذي وصفه الصرخي بالسيد المعلم. إذ يقول الصدر في شأن الرواية، رواية التوثيق، بقول: إذن فمثل هذه السلسلة الذهبية مما يطمئن بصدق تمام رواتها –

 

وكيف كان: لو فرض أن آل النوبخت صنعوا الزعامة السفاراتية لما تصورنا تنازل أحد رجالهم - الحسين بن روح - للمنصب لغيره من غير عائلة آل النوبخت!

 

سلوكيات السفير النوبختي ..

 

لعل أكثر شخصية حاول من حاول الدخول من خلالها كثغرة لاسقاط مقولة السفارة تتمثل بشخصية الحسين بن روح النوبختي،

 

وهنا نعرض أهم سلوكياته الدالة على حقيقته أمام أقرانه من علماء الشيعة وعامتهم، إذ أن النوبختي افترضوا فيه كونه من الشخصيات المقربة للبلاط العباسي، وهذا التقرب حقيقي فقد تقرب بشكل ملحوظ إلى مجالس العامة كما نص التاريخ، وحضر بعض المناسبات والمناظرات ومن ما نقل أنه حصلت مناظرة وهو حاضرها: فكانت من هو أقرب الناس لرسول الله(ص) فادعى أحدهم أن أبا بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي(ع) وقال الآخر: بل علي(ع) أفضل من عمر ، فزاد الكلام بينهما فتدخل النوبختي وقال: الذي اجتمعت الصحابة عليه هو تقديم الصديق ثم بعده الفاروق ثم بعده عثمان ذو النورين ثم الوصي وأصحاب الحديث على ذلك. وهو الصحيح عندنا. فبقى من حضر متعجبا من هذا القول. وكان العامة الحضور يرفعونه على رؤوسهم وكثر الدعاء له والطعن على من يرميه بالرفض - كما هو الحال في هذه العصور فمن يسحق على مبادئه ترفع له أيده العامة بالدعاء والثبور على من رده -

نعم: كان للحسين بن روح خادم لعن معاوية فطرده وتوسط بعض أصحاب السفير للخادم في سبيل إرجاعه فرفض.

 

وقد نقل أن الحسين بن روح النوبختي لم يكن له خدم وحشم وسار مسلك الأئمة(ع) وتكثيف التقية، وكيف كان: أن مسارات ابن روح كانت أمام مسمع ومراى الطائفة وإجلائها ولو وجدوا فيه ميل وقصور وخلاف المسلك الإمامي وثوابته لما سكتوا عنه ولذا نجد تسالمهم ووثاقته ..

 

الكذب بين الإمكان والوقوع ..

 

الانسياق مع زيف وكذب دعوى السفارة، هو الانسياق مع فرض إمكانية الكذب بلحاظ عدم العصمة،

 

غير أن المشكلة التي تورط وعدم فهمها المستشكل هو الخلط بين - الإمكان - الصرف وبين - الإمكان - الوقوعي، فحسب أن كل ممكن فهو واقع مع أنه لا ملازمة بين الإمكان والوقوع فالممكنات أكثر من الوقوعات ودونك الذهن وتخيلاته،

 

نعم: إذا قلنا أن السفير يمكن أن يكذب فهذا الإمكان لا يختص بشخص السفير بل للمعصوم أيضا يمكن أن يكذب ومع عدم إمكان كذبه سلب اختيار فعله وهو خلف ما مبرهن عليه بالفلسفة والكلام وشواهد النقولات،

 

بتقريب آخر " الإمكان الذاتي للكذب عام وشامل ونحن لا نتحرى صرف الإمكان لرد الدعوى بقدر ما نبحث عن وقوع هذا الممكن خارجا بالكذب، وكيف كان: على مدعي كذب السفراء بيان وإبراز دليل كذبهم واقعا وخارجا لا محض التمحلات والى الله تصير الأمور  ..


الإمامة المهدوية (3)

إرسال تعليق

0 تعليقات