علي الأصولي
المهدي(ع)
مفهوما ومصداقا ..
الأحاديث والبيانات
المعصومية أشارت وبوضوح على وجود الإمام المهدي(ع) وكونه آخر سلسلة الإمامة
المعصومية، من أبناء الحسين بن علي(ع)، وأن حصلت شبهة هنا أو إثارة هناك في الوسط
الشيعي ومصداق شخص المهدي(ع) فهذا ما تكفل به الأئمة(ع) وتصحيح مسار الاعتقاد
الشيعي العام،
بالتالي لا طريق لنا
ومعرفة مصداق الإمام الأخير إلا بروايات الأب - العسكري - وحكيمة - القابلة - والنواب
الأربعة وأخص منهم الأول والثاني،
وبصرف النظر عن شهادة
الأب والقابلة، فقد ادعى النائب الأول والنائب الثاني بوجود إمام مستتر ورتبوا
الأثر بالتالي على ذلك الادعاء وهو تنصيبهم ووكلاتهم وسفارتهم وطريق الشيعة الحصري
وإيصال الحقوق المالية وإصدار التوجيهات الشرعية والإرشادية، وهذا كله - صدق
دعوتهم ودعواهم - متوقف على ثبوت وثاقتهم برتبة سابقة، ومع عدم الوثاقة فلا ثبوت لأصل
ولادة الإمام الأخير وعليه نلزم من يشكك بوثاقة السفراء وان يرفع يده عن فكرة
ووجود الإمام المهدي(ع)!
وكيف كان: من يشكك
بسفارة السفراء الأربعة فلابد من إبراز دليل أو أدلة واضحة وعدم وثاقتهم لأن النفي
كالإثبات يحتاج إلى دليل، وترك الاستعانة بوجود مدعيات لبعض المتلبسين بالسفارة - كالعبراتائي
- فهذه الاستعانة في طول السفارة لا في عرضها والمفروض إسقاط دعوى سفارتهم من رأس ..
عدم فهم ملاك وجود
الإمام ..
أشكل احمد الكاتب
بأشكال ومفاده: أن غيبة محمد بن الحسن العسكري عن الأنظار وعدم خروجه، وقيادته للأمة
سياسيا ودينيا، بشكل تحديا كبيرا للقائلين بوجوده، ويمثل تناقضا صارخا مع القول
بضرورة وجوده، وحاجة الأمة له، فكيف يمكننا أن نقول: إن وجوده ضرورة لا بد منها،
ثم نقول في الوقت نفسه: إنه غاب ولا بد أن يغيب .. انتهى:
وهذا الإشكال آثاره
جملة من النافين ولادة الإمام المهدي(ع) وقد أجاب الشيخ المفيد وكذا السيد المرتضى
بإجابات في مظانها: وحاصل إجاباتهم، هو اختلاف المصلحة تبعا للغرض على تفصيل مطول
يطلب في محله،
ويمكن اختصار الإجابة
هنا بقول: أن ضرورة الغيبة لا تنافي أو تضاد ضرورة اللطف، هذا مختصر جوابهم وهو
كما ترى مبن على أن الإمامة لطف، فظهورها - بشخص صاحبها - أو اختفاءها عن ساحة
الأحداث - باختفاء صاحبها - لا يعني زوال وانعدام أصل اللطف،
وقد أجبت بإجابة أخرى
على هذا السؤال في مقال(لا مهدي وفق تمنيات الاثنى عشرية) ردا على ميثاق طالب
العسر ووقوعه بالخلط بين الملاكات، إذ قلت هناك: ومد العمر للإمام المهدي(ع) لا
بملاك حاجة الخلق إليه - بالمعنى الحرفي - بل بملاك لا تخلوا الأرض من حجة ..
وكيف كان: مع وجود
وثبوت الإمامة مفهوما ومصداقا فلا تلازم بين ظهور الإمام وخفاءه وزوال اللطف
واضمحلاله وعلى أي الإجابات يرد إشكال من أشكل
..
الإمامة المهدوية : وثاقة السفراء واحتمالية الكذب ..(2)
0 تعليقات