علي الأصولي
من التراكيب النفسية
الرئيسية للإنسان السوي وجود العاطفة في قرارة نفسه، فلها آثارها الإيجابية التي
لا يمكن رفع اليد عنها لحال من الأحوال من الناحية النفسية،
مشكلة العاطفة
الأساسية هي عدم العقلنة حيث أن الإنحياز والانحيازات العاطفية تخلق رأيا عاما
وبالتالي تشوه الحقائق في جملة من الموضوعات. حتى لو ثبت بالدليل عكس ذلك فسوف
تبقى سطوة العاطفة حاكمة في الوجدان الفردي والجماعي معا،
تتولد العاطفة من
عدة مؤثرات وعلى اختلاف تلك المؤثرات تكون الاستجابة، فتجد مثلا أحد المؤثرات يمكن
بالعامل الفسيولوجي من خلال العقاقير وأخر تجده بإثارة سيكولوجية نفسية عن طريق
قصة أو حكاية - وبصرف النظر في صحتها في الخارج - وغيرها من المؤثرات الضامنة
باثارة الجانب العاطفي،
نجد أن أمير
المؤمنين(ع) اخذ مساحة واسعة النطاق في الأدبيات الإمامية ودونك المؤلفات والمنابر
، هذا لأن التركيز جاء بلحاظ عاطفي ومظلوميته من قبل من عاصره،
وكذا تجد في الوجدان
الشيعي الامامي المساحة الهائلة من العاطفة التي احتلها الإمام الحسين بن علي(ع) دون
غيره من أئمة أهل البيت(ع) مع أنهم كلهم من نور واحد بلا كلام،
هذا التركيز العاطفي
لم يجيء من فراغ بل من مساحة المظلومية التي عصفت الفطرة والوجدان العام للإنسانية
فضلا عن الوجدان الشيعي.
ركز أئمة الدين(ع) واستثارة
الجانب العاطفي بالقصة الحسينية، وهذا التركيز جاء لمصلحة إلهية عليا بحسب ما هو
المركوز في ذهنية المتشرعة،
غير أن هذه العاطفة
التي نبه وركز وأكد عليها أئمة الدين(ع) لم تكن كيفما كانت وكيفما اتفقت: بل عاطفة
معقلنة بإطار شرعي. فكان التخطيط جاء وفقا لما خطط له. العاطفة تحت قبضة الدليل
والعقل والعلم،
ما أريد بيانه: أننا
نجد أن العاطفة كما لها جانب إيجابي بشرط العقلنة نجد كذلك توظف بتوظيفات بعيدة عن
الدليل ومخرجاته وهذا ما تقوم به بعض الجماعات ذات الطابع السياسي في العالم
الإسلامي بل وفي العالم الشيعي الامامي لا يختلف كثيرا حتى وصلت التوظيفات إلى
مكاسب تقليدية بصرف النظر عن الأمثلة التي لا تروق لهذا الطرف أو ذلك.
بالتالي ينساق الناس
لعصا العاطفة - غير المعقلنة - ما لا ينساقوا لسطوة الدليل، وآلافق ببابك ولا من
مزيد ..
0 تعليقات