محمود جابر
حينما تكون شاهد
إثبات فى قضية فان قولك الحق والحقيقة، يغلق باب حضورك فى جلسة التحقيق أو
المحكمة، وأما إذا كان كلام الشاهد فيه قدر من المراوغة لأسباب فى نفسه فقد يتكرر حضوره
لساحة القضاء مرة بعد مرة؛ ولكن إن كانت شهادته على خلاف الحقيقة التى أقرها سابقا
بنفسه فهذا أمر يجعل منه متهما لا شاهد إثبات وإن لم توجه له المحكمة هذا الاتهام
وكان الشاهد شخصية عامة فكل تأكيد فإن المجتمع كله سوف يدينه بغض النظر عن إدانة
المحكمة من عدمه .
أنا خريج دبلوم معلمين أنا لم أتخصص فى شىء وكل
ما أقوله عبارة عن اجتهادات شخصية من خلال قراءتي.
وهنا يمكن ان يكون
الموضوع عاديا فالرجل له رؤيته الشخصية والناس تحبه ويتحدث إليهم بحديث طيب، وهو
رجل متواضع التحصيل...
لا يعرف الفرق بين
منهج ابن باز ومنهج ابن عثيميين ولا يعرفهم ولم يجلس إليهم، كما انه لا يعرف
الطائفة الممتنعة ولا حكم المرتد ولا يعرف حكم هدم المساجد ولا الكنائس، ولا يقر
أن علماء الأزهر الشريف هم علماء الأمة !!
حتى هنا يمكن أن
تكون الشهادة صحيحة لا بأس بها، ولكن بالرجوع الى السيرة الذاتية للشيخ يعقوب نجد الآتي
:
نبذة مختصرة عن
السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب:
نشر موقع صيد الفوائد ( السلفى) وعدد من المواقع الالكترونية الأخرى السيرة الذاتية ليعقوب وهى :شيوخه :
1) سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز
بن باز
2) فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح
العثيمين
3) فضيلة الشيخ عبد الله بن قعود
4) فضيلة الشيخ عبد الله بن
5) فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد
الرحمن الجبرين
6) فضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي
7) فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد
الأمين الشنقيطي
8) فضيلة الشيخ عطية سالم
9) فضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري
10) فضيلة الشيخ عبد القادر شيبة
11) فضيلة الشيخ أسامة محمد عبد
العظيم
12) فضيلة الشيخ رجائي
إجازاته :
حصل الشيخ محمد ـ
حفظه الله ـ على إجازة في الكتب الستة من الشيخ / حسن أبي الأشبال الزهيري ـ حفظه الله ـ .
وأجازه أيضًا في
الكتب الستة فضيلة الشيخ / محمد
أبو خُبْزة التطواني .
يعقوب بين عالمين ( الازدواج
النفسى)
رغم هذه القائمة
الطويلة من الشيوخ الذين تعلم علي يديهم، ومنحهم منهم إجازة فى بعض العلوم
الشرعية، وللعلم فإن الأزهر والمؤسسات الدينية تعتمد إجازات العلماء كنوع من
التأهيل العلمى والمعرفى والعلم الشرعى، ولكن الشيخ يعقوب فضل الإنكار – الكذب-
على أن يقول الحقيقة – الصدق - وانه حصل شىء من العلم بعد مؤهله الدراسى، وكأنه
خجل أن يقول ذلك أو تعمد الكذب وتضليل المحكمة، أو كأنه أراد ان ينسحب هو السلفية
من المشهد برمته.
هذا الموقف المتناقض
من الشيخ يعقوب لم يكن الموقف الأول، فقد نشرت العديد من المواقع طوال سنوات تناقض
الرجل، وانه داعية على طريقة (الشو)، وان
كلامه متناقض مع أفعاله، وهذه حالة ازدواج نفسى وهو نوع من أنواع الفصام المرضي أو
الانفصام في الشخصية أو "السكيزوفرينيا". و تعبّر عن انحلال أو اندثار
البنية السليمة للشخصية ، والانفصام يمكن تحليله من خلال علم اجتماع الصورة الذي
يفسّر أن داخل كلّ إنسان أربع صور نمطيّة تتفاعل فيما بينها: صورة يريد الظهور
عليها، وأخرى يريد إخفاءها. ويوجد أيضًا حقيقته التي تظهر في مناسبات معيّنة التي
يفقد فيها الفرد آليات الدفاع (فرح شديد، غضب شديد...)، وآخر الصور هي التي تنطبع
لدى الآخر. ويتمظهر التناقض الكبير بين الصورة التي يريد الفرد الظهور عليها وتلك
التي يريد إخفاءها ومن هنا يبدأ الحديث عن الانفصام، ومن العوامل المغذية للانفصام
أزمة القيم سواء كانت تقبّلًا للآخر، التعايش، نبذ العنف، التلقائية، الصراحة..
محمد حسين يعقوب الطفل
والشاب والرجل الذى عاش فى قرية على مقربة من مدينة كبيرة مثل القاهرة والجيزة،
ولم يكن لديه تحصيل علمى كبير يؤهله على أن يكون رجل من رجالات القاهرة، لم يجد
طريقا آخر ينخرط فيه سوى حالة الوهبنة التى كانت تجتاح مصر والعالم العربى حينما
كان شابا فى بداية الثمانينات وكان الطريق سهلا ميسورا للانخراط فى هذا الاتجاه حيث
كان والده من المؤسسين للجمعية الشرعية وجمعية السنة المحمدية فى المعتمدية (
الجمعيتين وهابية)، لم يدخل الأزهر، لم يدرس العلم الشرعى، حصل على دبلوم
المعلمين، ولأنه ابن شيخ سلفى سافر إلى السعودية، وحضر مجالس بعض شيوخها، ثم عاد من
هناك شيخا سلفيا، يخطب فى المساجد، ويشارك فى سباق تعبئة شرائط الكاسبت التى تمتلأ
بالمؤثرات الصوتية الخاصة بالجنة والنار، وأصوات السيوف وتملأ الأرصفة بأغلفة يطل
منها الثعبان الأقرع والدود ونار جهنم، وكان هذا طريق يعقوب إلى عالم الشهرة
والمال.
سلك يعقوب طريقه
وأصبح هو النسخة الشعبية للخطاب الدينى السلفى الوهابى، وكان طبيعى أن تسمع أن
الخطبة الفلانية هى لؤلؤة الشيخ يعقوب وأسماء خطبه وشرائطه على النحو التالى «الإسعاف،
الاعتكاف عقد احتراف، العناية المركزة، ساعة لقلبك وساعة لربك، أهوال يوم القيامة،
وحكم الاستمناء وأسبابه وعلاجه»، وأن تأتى تعبيراته فى الخطب على نفس الوتيرة بشكل
جعله نجما شعبيا تسبب فى ظهور جيل جديد من السائقين الملتحين، وسائقى السرفيس
والتوكتوك طمع يعقوب فى الشهرة أكثر فقرر دخول معارك مع الفنانين والمشاهير والسخرية
منهم بعبارته الشهيرة ( أنت مبتصليش ليه؟!)!!
التناقض وتلوين لم
يكن وليد المحكمة اليوم أو أمس، بل هى
لعبة يلعبها كل رجال السلفية وشيوخها واذا قبل شهور حينما استمعت الى حوار الصديق
ماهر فرغلى مع الشيخ ياسر برهامى ولم أجد اختلافا بين كذب ومراوغة ياسر برهامى بالأمس
وما فعله يعقوب اليوم فكلهم نسخة واحدة وان كان يعقوب نسخة باهتة .. نسخة الفرخة والديك .
مواقف وطرائف :
مواقف وطرائف الشيخ
السلفى محمد حسين اليعقوبى ليس من النوع المضحك ولكنها من النوع المبكى، حينما نجد
رجل يتاجر بدين الله تعالى ويجعل من منبر رسول الله تجارة لمن يدفع أكثر ..
وهنا نستحضر بعض من
هذه التناقضات والازدواجية منها :
أنه كان يهاجم التليفزيون بضراوة ويحرمه حرمانية
مطلقة، ثم فجأة وجده الناس يملأ شاشات الفضائيات الدينية، يخطب فى الناس قائلا بأن
الدعوة إلى الله جهاد وواجب شرعى، ثم فجأة تخرج أنباء عن أموال بمئات الآلاف
يتلقاها الشيخ نظير ظهوره الدعوى فى الفضائيات الدينية التى كان يدعو الناس للتبرع
من أجل استمرارها.
ومنها أيضا .. صمت يعقوب فى زمن مبارك يحرم
التظاهر والخروج على الحاكم، صامتا مع بداية الثورة لا ينصفها ولا حتى ينصح أهلها،
حتى ضج منه شباب التيار السلفى، وطالبوه بالإعلان عن موقفه ولكنه لم يفعل، وحينما
استقر الأمر وبات واضحا عن 25 يناير أسقطت نظام مبارك خرج محمد حسين يعقوب مهللا
مهاجما مبارك ووصفه بالظالم والطاغية الذى عطل تنفيذ الشريعة الإسلامية، وحارب
أبناء التيار الإسلامي لخدمة أعداء الدين، قى الوقت الذى نجد يعقوب نفسه يمتدح مبارك
ووصفه بالحكيم، بل وهاجم المقاومة الفلسطينية حينما هاجمت حماس مبارك، ليظهر حسين
يعقوب متناقضا، وتاجر دين يمنح فتواه لصاحب المصلحة إن كان على وفاق مع السلطة
أفتى بعدم جواز الخروج على الحاكم، وإن كان أحدهم يملأ جيبه من الخارج أفتى بأن
الجهاد ضد الحاكم الظالم واجب شرعى.
غزوة الصناديق :
يعد يعقوب واحد ممن
دفع بالمجتمع المصرى فى لحظة عصيبة دفعا الى الاحتراب الدينى وكانه كان يسكب الزيت
على النار صبا فى لحظة عصيبة على مصر فى مارس 2011حين خطب فى الناس قائلا وبسخرية
وشماتة ومحرضا وداعما للعنف وتقسيم المجتمع المصرى قائلا: «هذا ليس استفتاء هذه
غزوة صناديق مبارك لنصرة دين الإسلام، والتصويت بنعم هو انتصار، و«كان السلف
يقولون بيننا وبينكم الجنائز، واليوم يقولون لنا بيننا وبينكم الصناديق، وقالت
الصناديق للدين «نعم»، الدين هيدخل فى كل حاجة، مش دى الديمقراطية بتاعتكم، الشعب
قال نعم للدين، واللى مش عاجبه، ألف سلامة، عندهم تأشيرات كندا وأمريكا»، ثم أمعن
حسين يعقوب فى حرق نفسه حينما دعم العنف والتطرف وتقسيم المجتمع قائلا: «القضية
ليست قضية دستور، انقسم الناس إلى فسطاطين، فسطاط دين فيه كل أهل الدين والمشايخ،
كل أهل الدين بلا استثناء كانوا بيقولوا نعم، وقصادهم من الناحية التانية «ناس
تانية»، وقال: «شكلك وحش لو ما كنتش فى الناحية اللى فيها المشايخ».
احنا مش بتوع سياسة:
هذه نفس العبارة
التى سمعناها من الرجل اليوم فى المحكمة، وهى نفس الجملة القديمة التى قالها لجمهورة
لحظة الثورة«إحنا مش سياسيين ولا عايزين منها حاجة، ووعد أقطعه أمام الله لن أنضم
ولا أدعم، ثم ما ان لاح له مكسب من السياسة حتى حرض اتباعه على التصويت فى
الاستفتاء ثم بالدعاية للمذنب حازم صلاح أبو إسماعيل، ثم بتأييده للخائن الإخوانى
محمد مرسى الذى كان – للأسف- رئيسا لمصر.
المعركة ضد الإسلام :
القاضى سأل يعقوب ما
معنى الحاكمية، فأجاب لا اعرف !!
الكاذب المتلون
المدعو محمد حسين يعقوب الذى ذهب إلى اعتصامي رابعة والنهضة، وأجرى مداخلات لدعم
الإخوان وإرهابهم فى قناة الجزيرة قائلا: إن ما يحدث فى مصر معركة ضد الإسلام
والمسلمين، ولابد أن يكون للإسلام جنود تدافع عنه.
قال ذلك على قناة
الجزيرة القطرية وهو يصطف مع جماعة الإرهاب الاخوانية التى اتهم مؤسسها وتحدث عنه
وكأنه يجهله ويتأفف منه ومن سيد قطب وهو كان داعما لمرسى فى الانتخابات وداعما له
فى الرئاسة ومصطفا معهم فى رابعة والنهضة .
بيد ان الشيخ الذى
عرف التلاعب والازدواج طوال عمره ما ان هزم الاخوان توارى ثم عاد يتحدث كالثعلب
المكار عن التسامح ورفض العنف والتطرف، ولكن الإخوان ارادوا فضحه لانه خذلهم فقاموا
بإعداد فيلم أذاعوه على فضائية مكملين وصفوه فيه بانه رجل متلون وأرجوز، ولم يمضى
وقتا طويلا على هذه الفضيحة حتى قام شيوخ الدعوة السلفية بوصف محمد حسين يعقوب
بأنه
غرر بالشباب وله
العديد من المواقف الكارثية، وقال فى بيان صدر عنهم إن حسين يعقوب مواقفه عجيبة
ومريبة ومتلونة، فلا هو مع الدعوة السلفية، ولا هو مع الإخوان، ولا وقف فى رابعة،
ولا وقف ضدها، وكانت معركة ( الديك والفرخة) التى اشتعلت بين تيار الدعوة السلفية
وياسر برهامى من جانب وبين محمد حسين يعقوب من جانب آخر دليل على انهيار المنظومة الأخلاقية
والقيمية لدى كلا الطرفين، وأنهما جميعا ودون استثناء ليس لديهم قضية سوى المال
والشهرة فى لباس رجال الدين وهم ليسوا رجالا وليس لهم اى نصيب من علم أو أخلاق بل
هم وباء مجتمعى يجب استئصاله من جذوره ...
فصاحب غزوة الصناديق
وغزوة الدستور ينكر علاقته بالاخوان، وهو يستخدم التعبيرات حينما قال للقاضى (نحن
دعاة ولسنا قضاة)، وهو عنوان كتاب المرشد الاخوانى القطبى حسن الهضيبى، وهذا أمر
ليس بجديد على هؤلاء فقد فعلها كبيرهم المذنب محمد بديع مرشد الإخوان الحالى حينما
قال أنا لست إخوان ....
أيها المصريون
العقلاء لا تصدقوا الثعلب وان برز فى ثياب الواعظين ...
0 تعليقات