علي الأصولي
في ظل كبرى الأحداث السياسية وتقلباتها بين
بزوغ دولة بني العباس وأفول الدولة الأموية. لم نجد صادق العترة(ع) قام ومحاولة
إيجاد موطىء قدم في الدولة الحديثة في ظل هذه الأوضاع ومقبولية الإمام الاجتماعية عند
آل العباس. فهو لم يؤسس حزبا أو يدعم جماعة أو ينشر فتاواه الداعمة بذريعة التحول
الجديد وضرورة استثماره وما يخدم المشروع الإلهي الذي هو خط آبائه الأكرمين(ع) .
دأب الإمام(ع) وتأصيل الخط الإسلامي وترسيخ
مبادئه العامة في ظل انشغال الساسة ورواج الفلسفات في الوسط الإسلامي. واثارات
كبريات المسائل الفلسفية الكلامية. وظهور الآراء الفقهية التي شكلت تحديا كون
الناس تؤمن بها وبدعاتها وكونهم على الخط الفقهي لأهل المدينة وبالتالي خط رسول
الله(ص) .
طرحت الفلسفات نفسها كبديل ثقافي في وسط
أمواج الشك والارتدات النفسية جراء المشاكل السياسية (وهذا ما نجده بوضوح في
واقعنا المعاصر حيث الانفتاح الثقافي للتواصل وانشغال المعنيين في الجملة عن
واجباتهم وبالتالي بروز دعوات يمينية ويسارية في وسط الشباب ومن اتصف منهم
بالضحالة الفكرية وان توهم بأنه من الطبقة المثقفة أو أشباه المثفقين) .
في وسط هذه الأحداث. كان الشغل الشاغل لجعفر
بن محمد (ع) هو بناء الجماعة وتأصيل أفكارها وفتح قنوات حوارية مع المختلف الآخر
وافساح المجال لكبار طلبته وخوضهم المناقشات والمحاورات والمناظرات،
وبهذا الإجراء اكتسب الإمام زعامته وإدارته
بالوسط الإسلامي حتى عد أنه أحد أئمة الدين والمذهب وما عليه آبائه(ع) أمام الناس
ومن هو بعيدا عن خطه.
ومن الملاحظ أن الإمام(ع) لم يفتح بابا
مذهبيا والدخول في السجالات التاريخية والعقدية الخلافية بينه وبين العامة إذ أنه
رحل هذه الخلافات وأخذ بتقديم فقه الاولويات فكانت حواراته على الأغلب الأعم تجاه
المدارس الفكرية الوافدة والاتجاهات الغنوصية مدافعا عن حريم وحياض الإسلام. ولك
أن تنظر من نافذة الواقع في هذه الأوقات لترى الاهتمامات التي شغلت الكثير أفرادا
ومؤسسات بشقيها السني والشيعي وبدل الاهتمام بالأولويات والوقوف إزاء المد
التشكيكي واللا ديني وغيرها من الدعوات التي تبناها جماعة هنا وجماعة هناك نتيجة
الجهل من جهة وردة الفعل النفسي من جهة أخرى. نجد هؤلاء جل اهتماماتهم السجالات
المذهبية والتي لم ولن تنتهي وتحسم لصالح جهة دون أخرى إلا أن يشاء الله تعالى ..
السلام على جعفر بن محمد الصادق(ع) في
العالمين ورزقنا شفاعته وآبائه وأجداده يوم الدين ..
0 تعليقات