آخر الأخبار

أفاق المعرفة : ابن عجيبة ..

 

 




علي الأصولي

 

هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن الحسين بن محمد المعروف بابن عجيبة، الحسني نسبا التطواني دارا، الفاسي تعلما، المالكي مذهبا، الصوفي مسلكا، الشاذلي طريقة،

 

على ما ذكر من ارخ له وترجم، صاحب كتاب - شرح الحكم العطائية - واشتهر بتفسيره  المعنون ب - البحر المديد في تفسير القرآن المجيد - وهو من أهم وابرز مؤلفاته الدالة على عمق تصوفه وباعه في مسلكه،

 

وقد اتخذ طريقة التفسير بالإشارة وفقا لمناهج التصوف ومدونات أكابرهم، ويعتبر التفسير الاشاري من التفاسير الباطنية والتي يعتقد المتصوفة ضرورة الالتزام بها تبعا لتبريراتهم منها ضيق العبارة ومنها منع المتطفلين وسلوك طريقة والتسمت بسيماء الصالحين، فتكون بالتالي مدوناتهم حكرا على من جاس ديارهم وغرف من فيوضات معارفهم بعد تهذيب مضن معروف عند اهله،

 

وإلا لو فتح الباب للعائد والغادي والخوض بحياضهم وجعلها شريعة لك وارد، لفتح ابن عجيبة بابا على نفسه أما أن يغلقها بهدوء أو يكون تحت مطارق خصوم المتصوفة ومن عاصروه.

 

فهذا الشاطبي إمام موافقاتهم - كتاب الموافقات - وأصول فقههم ألف كتابا اسماه ب - الاعتصام - لرد البدع التي ظهرت وازدهرت على زمنه، إلا أنه ابتلي من طبقته وهو إمامهم إذ قال محدثا عن نفسه: فأخذت بالتدرج في بعض الأمور  - عرض الأفكار - فقامت علي القيامة، وتواترت علي الملامة، وفوق إلي العتاب سهامه، ونسبت إلى البدعة والضلالة، وأنزلت منزلة الغباوة والجهالة .. انتهى:

 

بيد إذا كانت هذه شكوى فقيههم فما بال لو فتح الباب على أكابر متصوفتهم!

 

إرسال تعليق

0 تعليقات