علي الأصولي
عندما تولى أمير المؤمنين(ع) الخلافة الزمنية
بعد أن أستقر بالكوفة.
وجد أن جماهير كبيرة من سكان الكوفة يتعاهدون
- صلاة التراويح - والقيام لصلاة الليل على إمام واحد.
وهاتنان السنتان ورثوها من عمر بن الخطاب حيث
استحسن التراويح وجماعتها فكان قيامها منذ عهده لحد كتابة هذه السطور وان أطلقنا
عليها بحسب الأدبيات الفقهية الإمامية بأن هذا الأعمال من البدع التي لا نص عليها
من كتاب أو سنة.
عندما شاهد الإمام(ع) هذه السنن المستحدثة
أرسل ابنه الإمام الحسن(ع) وأوصاه بأن ينهى عنها بلحاظ إمامته الدينية وتكليفه
الشرعي وحاكميته السياسية التي تلزم الآخر وفرض طاعة الحاكم على أقل الفروض.
وعندما استشعر الناس بوجود خطر على ممارستهم
التعبدية نادي مناديهم في الكوفة وأسواقها وشوارعها وأرجائها ومقاطعاتها. نادى
مناديهم ( يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر ) كما في - الروضة من الكافي _ المجلد
الخامس _
وبعد هذا اللغط أحجم أمير المؤمنين(ع) وهذا
الفرمان نظرا لتزاحم الملاكات ثم صعد منبره الشريف فخطب بالناس خطبة نصها: إلا أني
أخوف ما أخاف عليكم خلتان: إتباع الهوى وطول الأمل - إلى أن قال: لقد عملت الولاة
قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله(ص) متعمدين لخلافه فاتقين لعهده مغيرين لسنته،
ولو حملت الناس على تركها لتفرق عني جندي حتى ابقي وحدي، أو قليل من شيعتي - إلا
أن قال: والله لو أمرت الناس إلا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة، وأعلمتهم
اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الإسلام قد
غيرت سنة عمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا، وقد خفت أن يثوروا في ناحية
جانب عسكري .. انظر الوسائل المجلد ٨ - انتهى:
أقول: إلا ينبغي أن تستحضر هذه الواقعة في
الذهنية الفقهية التي تدفع بإتباعها في ظل أجواء مشحونة وقابلة للانقسام إلا
تستحضر موقف الإمام من جود - بدعة في الدين - وسكوته عنها بعد البيان دفعا للضرر
بدل التباكي وتوظيف العاطفة على تمثال نعرف حقيقته وتاريخه وما يمثله. إلا ينبغي
السكوت على مثل هذه السفاسف والاهتمام بقضايا العمق الشعبي وما وصل إليه الناس من
أوضاع. والكلام طويل تركته رعاية للاختصار والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات