عز الدين البغدادي
اعتقد أن الله تعالى أهلك قوم لوط لا بسبب
فحشهم وشذوذهم، بل بسبب ظلمهم وابتعاد قضاتهم عن العدل، وقد قال النبي (ص): إنما
اهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرقوا الشريف فيهم تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا
عليه الحد.
وقال احد الفقهاء: إن الله ليؤيد الدولة
العادلة وإن كانت كافرة، ويهلك الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة.
هناك قصة تقول بأن النبي إبراهيم أرسل وكيله
وخادمه اليعازر الدمشقي الى مدينة سدوم حيث يقيم ابن أخيه النبي لوط، وكان أهل
سدوم معروفين بممارسة اللواط كما ذكر القرآن الكريم من شأنهم.
تقول القصة: وصل اليعازر الى قرب سدوم وكان يمشي وقد أطلق خلفه حماره، وفجأة وثب شخصٌ
على حمار اليعازر وعندما حاول ان ينزله قال له: هذا حماري، فحدث بينهما كلام ووصل الأمر
الى القاضي، قال القاضي للص: هل لديك دليل على أن الحمار لك؟
قال:
نعم، وكان هناك أشخاص في مجلس القضاء فصاح فيهم الرجل: يا قوم أريد شاهدين يشهدان
لي بالحمار وأنا أعطي لكل واحد درهما، فقام رجلان وقال: نحن نشهد لك.
وقفا أمام القاضي واقسما أن الحمار للص،
فاخرج اللص كيس دراهمه وأعطى لكل منهما درهما أمام القاضي.
نظر اليعازر الى القاضي بعينين جاحظتين وقال
له: الا ترى الى ما يحدث أمامك؟
قال: لا سبيل لك على الرجل قد شهد له شاهدان.
بسبب عدم كفاية الأدلة تم إطلاق اللص ومعه
الحمار، وكان اليعازر محظوظا لأنه لم يقتل أو يحبس بسبب مطالبته بحقه.
ملاحظة: القصة مكررة لأن الواقع الفاسد يتكرر
باستمرار، فكررت الشاهد لذلك.
0 تعليقات