علي الأصولي
اخذ لفظ التكليف من الكلفة وهذه اللفظة تعني المشقة. وبالتالي مشقة كل شيء
بحسبه.
أن تجد نفسك مسؤلا عن إجابة هنا أو إرشاد هناك أو تقديم نصح واستشارة مرة
ثالثة. فهذا مما لا بد منه في كل الأحوال دينيا وأخلاقيا وإنسانيا.
وتارة تجد نفسك وتقديم قراءة أو التنبيه على ضرورة قراءة وخلاص الناس من
مشقة ما هم فيه واقعا وان غفلوا عن حقيقة هذه المشقة بذريعة كونهم على حق أو هذه
سنة تاريخية أو أي ذريعة يتخذها المتذرعون والتخفيف عن واقعهم السيئ.
نعم: التكاليف المكلفة - بضم الميم - من الحصة الثانية والتي فيها زيادة في
المؤونة وعليه دارت تكاليف الأنبياء والأوصياء والصلحاء(ع) ليس من السهولة
والتعامل وفقها في وسط وأواسط المجتمعات المنغلقة على الثقافات الأحادية.
وبالجملة: من يجد في نفسه التكليف فلا مناص وعدم التنصل منه، فكما رزقت
الوجاهة من الموقع فمن المعيب وأن تبحث عن مغانم تلك الوجاهة بلا فاتورة،
وهذا ما نبه عليه المرحوم الشهيد باقر الصدر في أحد نصوص محاضراته بقول"
من يحمل بيده المصباح ويجد هناك أناساً يعيشون في الظلام يجد نفسه مسؤولاً عن
إنارة الطريق لهم ولا يجوز أن يتّخذ منهم موقفاً سلبياً فيقول ما بالي وبالهم أنا
في نور وهم في ظلام. انتهى: بالتالي الإنارة ما دامت كانت بيدك فمن الخيانة وترك
غيرك في غياهب الظلام ..
0 تعليقات