محمود جابر
لمن لا يعرف أن جل
البلاء الذي لحق بجماعة الإخوان المسلمين كان قبل ثورة يوليو 52... وان جمال عبد
الناصر له الفضل على هذه الجماعة فى عودتها للحياة ...
وربما أن المجتمع المصري
كاد ان ينسى المدعو حسن البنا تمام بعد أن تم اغتياله فى فبراير 1949م.
وبذلك بعد سلسلة من
الجرائم قام بها تنظيم الإخوان كان أهمها إعلاميا تفجيرات سينما مترو والتي قام القاضي
الخازندار بالحكم على عدد من أفراد الجماعة بالأشغال الشاقة المؤبدة فى نوفمبر
1947.
غرور القوة والغباء
دفع بالبنا أن يقول فى اجتماع لمكتب الإرشاد بعد حكم الخازندار بالسجن على
المتهمين الإخوان "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله". مما اعتبره عبد
الرحمن السندي قائد الجناح العسكري للإخوان أن حسن البنا أعطاهم الضوء الأخضر لاغتيال
الخازندار.
بعدها فى عام 1948
اصدر رئيس الوزراء المصرى قرارا عسكريا رقم 63 بحل جماعة الإخوان المسلمين وجميع
شعبها وبعدها .
ثم لم يمر عام على
حادثة حل الجماعة، وقيامهم باغتيال النقراشى باشا وعليه تم اغتيال حسن البنا
ومطاردة الإخوان والقضاء عليهم تنظيميا فى كل المجتمع المصرى.
وظلت جماعة الإخوان
خلال ما تبقى من العهد الملكى تعانى كل أنواع المطاردة والتهميش حتى قامت ثورة
يوليو 1952.
وما ان قامت الثورة قرر
الضباط الأحرار أعادة الاعتبار لحسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين وفى ذكرى
اغتياله قام عدد كبير من الضباط الأحرار وعلى رأسهم جمال عبد الناصر بزيارة قبر
حسن البنا وقراءة الفاتحة ... والقي محمد نجيب كلمة أشاد فيها بدور حسن البنا
ممتدحا دوره الوطنى ...
ومن هنا يمكن ان
نقول ان جمال عبد الناصر هو من بعث هذه الجماعة من التراب الى الحياة من جديد وأعاد
الاعتبار لمؤسسها حسن البنا .
وإذا ما استطلعنا
رأى الإخوان أفرادا ومنهجا، سنجد ان الإخوان تقول فى عبد الناصر انه كان عضوا فى التنظيم
السرى وانشق على الإخوان خان وارتد !!
وان عبد الناصر هو
من دبر حريق القاهرة
وان عبد الناصر هو
من دبر حادث المنشية
وان عبد الناصر
عميلا أمريكا
وان عبد الناصر
عميلا إسرائيليا
وان عبد الناصر كان
يذهب الى السجون المصرية يتلذذ بمشاهد تعذيب الإخوان وووو
لم يترك الإخوان
تهمة أو سبة أو نقيصة إلا والصقوها بعبد الناصر، وفى المقابل فان الإخوان لم
ينتقدوا الملك الذى حل الجماعة ولا الذى أباح مصر للاستعمار ولا الملك الذى رضى
بمحاصرة قصره والتوقيع على مرسوم بتغير الحكومة بناء على رغبة المحتل الانجليزي
الذى حاصر القصر بموافقة ورغبة من الملك .
فهل لديك عزيزى
القارىء جواب أو مجرد استشراف لجواب، لماذا يكره الإخوان عبد الناصر، ولماذا قال الإخوان
فى عبد الناصر مالم يقولونه فى الملك ولا فى السادات ولا مبارك وربما نال الرئيس
السيسى جزء كبيرة مما ناله عبد الناصر من الإخوان ...
ولن أطيل الجواب
عليك .... ان جماعة الإخوان جماعة غير وطنية وغير مصرية انتمائها ليس لهذا الوطن
ولا لهذا البلد ولا لاى بلد آخر الإخوان جماعة عابرة للدول عابرة للإقليم وكل من
يعمل على ترسيخ وتمكين القرار الوطنى للدولة وحمايتها وتقويتها حتما هو ى نظر الإخوان
اخطر عدو لهم واكبر خصم لمختطهم ومشاريعهم، إن حجم التشهير الذى ناله جمال عبد
الناصر من الإخوان ومن يكرهون عبد الناصر هو نفس المصير الذى يمكن ان يناله عبد
الفتاح السيسى إن لم نستطع مواجهة الإخوان على مستوى الفكرة وتفكيك العقلية
الخوارجية التى لن تفكك ولكن يمكن ان نؤخر موجاتها القادمة لعقود إن أحسنا العمل
على ذلك ...
فالخوارج فكر لا
يموت
0 تعليقات